التوترات في أوكرانيا: اتهامات متبادلة وجهود دبلوماسية متعثرة

في ظل تصاعد التوترات في أوكرانيا، اتهم المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم (الأحد)، القوى الأوروبية بعرقلة الجهود الرامية لتحقيق السلام في المنطقة. وأكد بيسكوف أن روسيا ستواصل عملياتها العسكرية حتى تظهر كييف استعدادًا حقيقيًا للسلام.

الموقف الروسي والأمريكي

أشار بيسكوف إلى ما وصفه بـ”حزب الحرب الأوروبي”، الذي يعيق الجهود الأمريكية والروسية المشتركة لحل الأزمة الأوكرانية. يأتي هذا في وقت تسعى فيه كل من موسكو وواشنطن إلى تسوية سلمية للأزمة. وأعرب عن امتنان بلاده لجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، التي وصفها بأنها “لا تُقدر بثمن”.

ورغم ذلك، لم تلاحظ موسكو أي خطوات ملموسة من الجانب الأوكراني تجاه تحقيق السلام، مما يدفعها للاستمرار في عمليتها العسكرية الخاصة. وتأتي هذه التصريحات وسط تقدم القوات الروسية على الأرض بشكل ملحوظ.

الوضع الميداني والتقدم الروسي

أعلنت هيئة الأركان العامة الروسية اقتراب قواتها من السيطرة الكاملة على إقليم لوغانسك، حيث لم يتبق سوى أقل من 60 كيلومترًا مربعًا لإتمام السيطرة على المقاطعة. كما أكدت موسكو أن نفوذها يمتد الآن على 79 من أراضي دونيتسك.

وفي السياق ذاته، أكد قائد الجيش الروسي فاليري غيراسيموف استمرار العمليات العسكرية بوتيرة عالية على طول خط الجبهة مع التركيز على إقامة مناطق عازلة في سومي وخاركيف لتأمين الحدود ومنع أي هجمات مضادة.

الجهود الدبلوماسية الأمريكية والأوكرانية

من جانبه، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إحراز تقدم في المحادثات بين الأطراف المعنية بالأزمة الأوكرانية. ومع ذلك، أشار إلى أن الاتفاق الكامل لم يتحقق بعد بشأن جميع النقاط المطروحة للنقاش.

وفي سياق متصل، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القادة الدوليين إلى ممارسة الضغط على موسكو لوقف الأعمال العدائية. واعتبر زيلينسكي وقف إطلاق النار شرطًا مسبقًا لبدء مفاوضات السلام الحقيقية.

تحليل المواقف الدولية وتأثيراتها

تتسم الأزمة الأوكرانية بتعقيدات جيوسياسية متعددة الأطراف. ففي الوقت الذي تسعى فيه روسيا لتعزيز نفوذها الإقليمي عبر العمليات العسكرية المستمرة، تحاول الولايات المتحدة لعب دور الوسيط لتحقيق الاستقرار والسلام. ومع ذلك، تواجه هذه الجهود تحديات كبيرة بسبب تباين المواقف الأوروبية والأطراف الأخرى المعنية بالصراع.

المملكة العربية السعودية بدورها تراقب الوضع عن كثب. وفي إطار دعم الاستقرار الإقليمي والدولي، قد تلعب الرياض دوراً مهماً عبر قنوات دبلوماسية هادئة لتعزيز الحوار بين الأطراف المتنازعة وتشجيع الحلول السلمية التي تتماشى مع مصالح الأمن والاستقرار العالميين.