السياسة
هل تخلت أوروبا عن دورها في الشرق الأوسط بعد تعليق عقوبات إسرائيل؟
هل تخلت أوروبا عن الشرق الأوسط؟ تعليق عقوبات إسرائيل يثير تساؤلات حول دور الاتحاد الأوروبي في ظل توترات متزايدة وجهود سلام أمريكية.
الاتحاد الأوروبي يعلق العقوبات على إسرائيل وسط توترات في الشرق الأوسط
أعلنت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، عن تعليق الجهود لفرض عقوبات على الحكومة الإسرائيلية وتعليق التجارة التفضيلية معها. جاء هذا القرار بعد اجتماع مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مساء أمس (الإثنين)، في ظل تهديدات بانهيار وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، تزامنًا مع جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لتحقيق السلام.
تغيير السياق السياسي
أوضحت كالاس أن السياق السياسي قد تغير منذ اقتراح العقوبات الشهر الماضي، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي لن يتقدم بالعقوبات الآن، لكنه سيبقيها مطروحة نظرًا لهشاشة الوضع الراهن. يأتي هذا القرار في وقت حساس حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز عملية السلام في المنطقة.
انتقادات لقرار الاتحاد الأوروبي
وبحسب صحيفة الغارديان، أثار قرار الاتحاد الأوروبي انتقادات كبيرة من مسؤولين أوروبيين سابقين. فقد انتقد سفين كون فون بورغسدورف، الممثل الأوروبي السابق للأراضي الفلسطينية، قرار تعليق العقوبات مشيرًا إلى أهمية المساءلة القانونية. وأكد أن العقوبات ليست مجرد أداة لتغيير سلوك الطرف الآخر، بل هي جزء من أدوات الاتحاد الأوروبي للتصدي لانتهاكات القانون الدولي.
وكان الاتحاد الأوروبي قد خلص في يونيو 2025 إلى أن إسرائيل انتهكت التزاماتها بحقوق الإنسان بموجب اتفاقية الشراكة التي تنظم التجارة والتعاون بين الطرفين. كما أن الاتحاد ملزم بضمان الامتثال لرأي غير ملزم من محكمة العدل الدولية صدر في 2024 يطالب إسرائيل بإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية.
دعوات لاتخاذ إجراءات صلبة
وقع بورغسدورف بيانًا مع 414 دبلوماسيًا ومسؤولًا سابقًا يدعو الاتحاد إلى اتخاذ إجراءات صلبة ضد “المتطرفين من الجانبين” الذين يعرقلون إقامة دولة فلسطينية. ورحّب البيان بخطة ترمب للسلام لكنه أشار إلى أنها تتناول قضية تقرير المصير الفلسطيني بشكل “غامض”.
تحذيرات من التخلي عن العقوبات
حذرت ناتالي توتشي، مستشارة سابقة لمسؤولي السياسة الخارجية الأوروبية، من أن التخلي عن العقوبات سيكون “أسوأ نتيجة ممكنة”، خصوصا في ظل عدم ضمان تنفيذ خطة ترمب التي شهدت المرحلة الأولى منها تصعيدًا في المنطقة.
السعودية ودورها الاستراتيجي
تلعب المملكة العربية السعودية دورًا محوريًا واستراتيجيًا في دعم استقرار المنطقة وتعزيز جهود السلام. وفي سياق هذه التطورات السياسية المعقدة، تظل الرياض ملتزمة بدعم الحلول الدبلوماسية التي تسهم في تحقيق السلام الدائم والشامل بين الأطراف المتنازعة. وتواصل المملكة العمل بشكل وثيق مع شركائها الدوليين لضمان استقرار الأوضاع وتحقيق تقدم ملموس نحو حل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي بما يتماشى مع المبادئ الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.