السياسة
عراقجي: نائب مدير الطاقة الذرية لن يزور المنشآت النووية
زيارة نائب مدير الطاقة الذرية إلى طهران تثير التساؤلات حول مستقبل التعاون النووي وسط توترات متزايدة مع الغرب. اقرأ التفاصيل الآن.
زيارة مرتقبة لمسؤول في الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران
أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية سيزور طهران غداً، مشيراً إلى أن الزيارة لا تتضمن أي برنامج لتفقد المواقع النووية الإيرانية أو بدء تعاون رسمي مع الوكالة. تأتي هذه الزيارة في ظل توترات مستمرة حول البرنامج النووي الإيراني والعلاقات المعقدة بين إيران والدول الغربية.
إطار التعاون: خطوة أولى نحو التفاهم
أكد عراقجي خلال تصريحاته على هامش اجتماع مجلس الوزراء أنه لا يوجد أي برنامج لزيارة المواقع النووية قبل التوصل إلى إطار عمل للتعاون. وأوضح أن المفاوضات مع الوكالة ستُعقد لتحديد هذا الإطار، مشدداً على أن التعاون لن يبدأ إلا بعد الاتفاق على هذا الإطار الذي سيكون مبنياً أيضاً على قانون مجلس الشورى الإيراني.
وأشار الوزير إلى استمرار الاتصالات مع الجانب الأوروبي، رغم الخلافات القائمة بشأن آلية “سناب باك”، التي تعتبرها إيران بلا أساس قانوني. وتعتبر طهران أن أوروبا ليست طرفاً مشاركاً في الاتفاق النووي من وجهة نظرها، مما يعكس تعقيد العلاقات بين الأطراف المعنية.
التحديات القانونية والفنية
تستمر النقاشات الفنية والقانونية بين إيران ودول الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا)، إلا أن موعد الجولة التالية من المفاوضات لم يُحدد بعد. ويأتي ذلك في ظل تصريحات عراقجي بأن بلاده بدأت عهداً جديداً في علاقتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث أشار إلى دعوة نائب مدير الوكالة لزيارة طهران كخطوة إيجابية نحو بناء الثقة.
خلفية تاريخية ومعقدة
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية شهدت توترات سابقة، حيث أقر البرلمان الإيراني قانوناً يجعل التعاون مع الوكالة مرهوناً بقرارات المجلس الأعلى للأمن القومي. وقد أعرب عراقجي عن عدم رضا بلاده عن سجل الوكالة السابق معها، خاصة فيما يتعلق بالقرارات التي صدرت قبل الحرب والتي مهدت لكثير من الأمور السلبية.
في السياق ذاته، كانت هناك خمس جولات من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة بوساطة سلطنة عُمان، لكن تم تعليق هذه المفاوضات نتيجة التصعيد العسكري الأخير الذي شمل حرب يونيو الفائت بين إيران وإسرائيل وشارك فيه الولايات المتحدة عبر استهداف المنشآت النووية الإيرانية.
آفاق مستقبلية للعلاقات الدبلوماسية
في ضوء هذه التطورات، تبقى الأنظار متجهة نحو كيفية تطور العلاقات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الغربية الأخرى. يبقى السؤال مفتوحاً حول قدرة الأطراف المعنية على تجاوز العقبات الحالية والتوصل إلى تفاهمات جديدة تساهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي.