السياسة
التطبيع العربي مع إسرائيل: وهم بدون دولة فلسطينية
التطبيع العربي مع إسرائيل يظل وهماً دون دولة فلسطينية، فهل يتحقق السلام في الشرق الأوسط دون حل الدولتين؟ اكتشف المزيد في مقالنا.
التطبيع والسلام في الشرق الأوسط: رؤية عربية وإسرائيلية
في سياق الجهود المستمرة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن تصور إسرائيل بإمكانية التطبيع مع الدول العربية دون إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام مع الفلسطينيين هو “محض وهم”. جاء هذا التصريح خلال مشاركته في جلسة حوارية ضمن المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، الذي عُقد في نيويورك.
الجهود الدولية لتحقيق السلام
خلال الجلسة، قدم أبو الغيط إلى جانب المفوض الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط دوبرافكا شويكا النتائج النهائية لمجموعة العمل الثامنة المعنية ب”جهود يوم السلام”، والتي تترأسها كل من الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي. وأشار إلى الالتزامات والمساهمات البناءة التي تقدمت بها عدة دول ومنظمات دولية وإقليمية ومنظمات المجتمع المدني لدعم جهود السلام.
كما أشار إلى “حزمة دعم السلام” التي يرعاها الاتحاد الأوروبي، والتي يمكن أن تقدم للفلسطينيين والإسرائيليين وللمنطقة ككل حال تنفيذ حل الدولتين وتجسيد دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة.
مبادرة السلام العربية: رؤية سعودية لحل الصراع
أكد أبو الغيط على أهمية مبادرة السلام العربية التي طرحت منذ 23 عامًا دون أي رد من إسرائيل. هذه المبادرة التي قدمتها المملكة العربية السعودية للقمة العربية في بيروت عام 2002 ووافق عليها القادة العرب، تُعد واحدة من أبرز المبادرات لحل الصراع العربي الإسرائيلي. تقترح المبادرة التطبيع الكامل مع إسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي المحتلة عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وحل عادل لقضية اللاجئين.
التحديات والآفاق المستقبلية
تواجه عملية تحقيق السلام تحديات كبيرة تتعلق بالاستيطان والسياسات الإسرائيلية الحالية. ومع ذلك، فإن هناك فرصًا واعدة يمكن استغلالها عبر التعاون الدولي والإقليمي لتعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة. يُظهر الموقف السعودي الداعم لمبادرة السلام العربية التزامًا استراتيجيًا بتحقيق تسوية شاملة وعادلة للصراع بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويحقق الأمن والاستقرار للجميع.
إن استمرار الحوار وتقديم الدعم الدولي والإقليمي يمثلان أساسًا قويًا لدفع عجلة التسوية السلمية للأمام. يبقى الأمل معقودًا على قدرة الأطراف المعنية على تجاوز العقبات والتوصل إلى حلول تحقق تطلعات شعوب المنطقة نحو سلام دائم ومستقر.