السياسة

محاسبة الأسد دون صراع مع روسيا: موقف الشرع

الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع يتعهد بمحاسبة الأسد قانونياً دون صدام مع روسيا، في خطوة جريئة نحو العدالة وإعادة بناء سوريا.

Published

on

الرئيس السوري الجديد يتعهد بمحاسبة الأسد دون صدام مع روسيا

تعهد الرئيس السوري أحمد الشرع بمحاسبة رئيس النظام السابق بشار الأسد، مؤكداً على استخدام الوسائل القانونية المتاحة لتحقيق ذلك دون الدخول في صراع مكلف مع روسيا التي تستضيف الأسد. جاء هذا التصريح خلال مقابلة أجراها الشرع مع شبكة سي بي أس الأمريكية، ونقلتها قناة الإخبارية السورية عبر منصتها على شركة إكس.

التحديات النفسية وإعادة الإعمار

فيما يتعلق بالشعب السوري، أشار الشرع إلى أن هناك أجيالاً بأكملها عانت من صدمات نفسية هائلة نتيجة الصراع المستمر منذ سنوات. وأكد على أهمية منح فترة التحرير للناس أملاً جديداً لعودتهم وإعادة إعمار البلاد. ووصف الشعب السوري بأنه “قوي”، مشدداً على ضرورة توفير الدعم اللازم لإعادة بناء المجتمع والنهوض به بعد سنوات من المعاناة.

تجربة الرئاسة وموقفه من النظام السابق

حول توليه الرئاسة، أوضح الشرع أن دخوله إلى القصر الرئاسي لم يكن تجربة إيجابية بالنسبة له، مشيراً إلى أن القصر كان رمزاً للشر الذي تعرض له الشعب السوري منذ بنائه. وأضاف قائلاً: “لم نتخذ أي إجراءات خارج الأراضي السورية، ولم نستهدف أحداً سوى النظام.. أنقذنا الشعب من الظلم الذي كان يفرض عليه من قبل النظام المجرم”.

موقف روسيا واللجوء الإنساني للأسد

وفيما يتعلق بمصير الأسد، أكد الشرع على استخدام كافة الوسائل القانونية المتاحة للمطالبة بمحاسبته. ومع ذلك، شدد على أن الانخراط في صراع مع روسيا الآن سيكون مكلفاً للغاية بالنسبة لسوريا ولن يكون في مصلحة البلاد. يُذكر أنه في 8 ديسمبر 2024 بسطت فصائل سورية سيطرتها على البلاد منهية 61 عاماً من حكم حزب البعث. وفي اليوم التالي للإطاحة به، أعلنت روسيا منحها الأسد وعائلته حق “اللجوء الإنساني”، حيث وصل موسكو هارباً من سوريا بعدما حكمها لمدة 24 عاماً.

الإجراءات القانونية الدولية ضد الأسد

من جانبه، أعلن قاضي التحقيق بدمشق توفيق العلي نهاية شهر سبتمبر الماضي إصدار مذكرة توقيف غيابية بحق بشار الأسد تمهيداً لمتابعة القضية دولياً عبر منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول). هذه الخطوة تأتي ضمن الجهود المبذولة لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت خلال فترة حكم النظام السابق.

تحليل دبلوماسي:

يبدو أن الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع تسعى لتحقيق توازن دقيق بين محاسبة المسؤولين عن الجرائم السابقة والحفاظ على علاقات دبلوماسية مستقرة مع القوى الكبرى مثل روسيا. هذا التوجه يعكس فهماً عميقاً للتحديات السياسية والدبلوماسية المعقدة التي تواجه سوريا في المرحلة المقبلة.

Trending

Exit mobile version