يصل عدد مؤذني المسجد الحرام الذين يتولون الأذان في الحرم المكي نحو 18 مؤذناً، يتناوبون وفق جدول زمني يعده مسبقاً شيخ المؤذنين «علي أحمد ملا»، ويوافق عليه الرئيس العام لشؤون الحرمين، ويخصص لكل فريضة مؤذن وملازم واحتياطي، ويحضر المؤذن للمكبرية قبل موعد الصلاة بنصف ساعة، ويتم ربط المؤذن أثناء الصلاة بسماعة خاصة بينه وبين الإمام ليسمع المؤذن صوت الإمام خصوصاً عند حدوث أي عطل في مكبرات الصوت أثناء الصلاة، ويقوم الفنيون قبل عشرين دقيقة من كل صلاة بتجريب المايكات ومكبرات الصوت (بالنفخ) في مكبرات الصوت ليتم التأكد من عملها بشكل يومي.
ويخضع المؤذنون في الحرم المكي لاختبار لجنة يشترك فيها عدد من أئمة الحرم المكي وشيخ المؤذنين ويوافق عليها الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ومن أهم شروط المؤذن التقوى والورع، والصوت الحسن، وأضيف إليها أخيراً شرط آخر وهو حفظ القرآن، وعادة ما يسجل صوت أي متقدم لسماعه قبل إجراء المقابلة الشخصية له. وتعاقبت على صعود منابر الحرم ومكبريته الشامخة عوائل وبيوت مكية رفع أبناؤها صوت الحق من جنبات المسجد الحرام، ومن أبرز البيوت (بيت الريّس، بيت المُلّا، وبيت المعروف، وبيت الشاكر، وبيت البصنوي، وبيت خوج)، وتعيد المراجع تولي شرف الأذان لهذه العوائل إلى نحو 250 عاماً تقريباً.
ويضرب الأذان في الحرم المكي الشريف أطنابه في عمق تاريخ مضيء يجسد التطور التاريخي لطرق رفع نداء الأذان، بدءاً من استخدام «المزولة» آلة مؤقتة للأذان في الحرم المكي وكانت من الوسائل المهمة، إذ يحتفظ معرض عمارة الحرمين بجهاز للمزولة (آلة الوقت) وكانت مثبتة على بئر زمزم، وكان الملك عبدالعزيز -غفر الله له- أول من أدخل الساعة لاستخدامها في تحديد مواعيد الأذان بالحرم المكي، وهي عبارة عن ساعة عملاقة أدخلت في الخمسينات الهجرية وبها تم الاستغناء عن المزولة.