Connect with us

السياسة

هديل عليان: أنا محاربة.. لا تخترقوا خصوصياتي!

منذ متابعتك الأولى للإعلامية هديل عليان، المذيعة بقناة الشرق، تشعر أن هناك طاقة إيجابية تنبعث من الشاشة، وإن كان

منذ متابعتك الأولى للإعلامية هديل عليان، المذيعة بقناة الشرق، تشعر أن هناك طاقة إيجابية تنبعث من الشاشة، وإن كان محتوى نشرتها مأساوياً، بحكم الأحداث الساخنة في العالم، وبما أن سعة ثقافتها جواز سفرها للعمل المهني، فإنها تتميّز باللطف في تعاملها، ولا تسيء الظن في أحد، بحكم ثقتها بنفسها، ووضوح مسارها، وإجادتها لعملها، وهنا بعض من تجليات شخصية تضيء بروحها قبل وجهها. ‏• من كانت قابلتكِ أثناء الولادة، ومن الذي اختار لك اسمك؟ •• أنا مواليد الدوحة (قطر) تحديداً مستشفى حمد.. من اختار اسمي هو صديق لوالدي وللعائلة كان حاضراً يوم ولادتي وعندما رآني قال لوالدي وجهها كله سلام.. سمها هديل (صوت الحمام) وقد كان.

• وهل كان لك من اسمك نصيب؟•• في شخصيتي نعم.. أنا شخصية بطبيعتي أعشق السلام النفسي والهدوء جداً، وأبتعد كل البعد عن أي شيء ممكن يزعزع هذا السلام، ولا أشغل نفسي أبداً بأي نوع من الصراعات.. وحياتي أيضاً الحمد لله هادئة.

• مَن معلمتكِ الأولى؟ •• مدرستي الأولى التي التحقت بها أذكرها جيداً كانت في الدوحة واسمها (مدرسة صفية بنت عبدالمطلب)، وأذكر كنت أحب جداً مدرّسة تدرسنا مادة التربية الدينية كان اسمها عائشة.

• مَن تتذكرين من زميلات الطفولة؟ •• تنقّل والدي من بلد لبلد فرقني عن صديقات عزيزات.. وأخذتنا الدنيا.. كل في حياته.

• ما الذي تحتفظين به في ذاكرتك من الطفولة؟•• ذكريات كثيرة كلها جميلة.. أنا طفولتي كانت هادئة وسعيدة جداً الحمد لله، وتتنوع بين مسقط رأسي في قطر ومصر كون والدتي مصرية.. وذكرياتي في فلسطين أيضاً لأن والدي فلسطيني.. وكلها محفورة في ذاكرتي ولا أنساها أبداً.

رائحة الطيبين ‏• على ماذا استيقظ وعيكِ المبكر من الأحداث والمواقف والناس؟ •• على الطبيعة.. أنا من عشاق الطبيعة.. وذهني محفور فيه كل تفاصيل وطبيعة البلاد التي عشت فيها وزرتها… أصوات العصافير والأشجار والفصول، الصيف البحر والمطر ورائحة الورود والشارع والناس وصوت أمي في الصباح الباكر وتفاصيل كثيرة متنوعة جميلة.

• لماذا يسكننا حنين لأيامنا الأولى في الحياة؟ •• لأنها برائحة الطيبين.. يعني أنا أشعر أن عالمي حالياً ينقصه الكثير بعد رحيل أمي (رحمها الله) يا ريت لو يرجع يوم من أيامها.. افتقدها وافتقد الأيام التي كانت فيها بشدة.. لكنه حال الحياة، اللهم لا اعتراض، والحمد لله على قضاء رب العالمين.

• والدتكِ كان لها دور مهم في حياتك.. حدثينا عنه؟ •• والدتي -الله يرحمها- كانت صديقتي المقربة.. لها الفضل في كل ما أنا عليه.. لولاها لما كان اليوم إعلامية اسمها هديل عليان تحاورها.. ساندتني ووقفت معي وآمنت بي في وقت والدي كان يعارض تماماً دخولي مجال الإعلام، وكان يتمنى أن أُنهي دراستي في الطب أو الصيدلة.. إنما بفضل والدتي أستطعت ومهما أتحدث عنها لن أوفيها حقها.. أفتقدها بشدة.

أنا مستقلة ‏• كيف كان أوّل يوم صيام في حياتك، وهل كان موسم صيف؟ •• صحيح كان موسم صيف وكنت طفلة.. وأصررت على الصوم، وبدأت الصيام بعمر مبكر الحمد الله.

• أي فرق أو ميزة كنتِ تشعرين أنك تتميزين بها عن قريناتك؟ •• كنت مميزة من يومي؛ الجدية والإصرار والطموح الذي لا سقف له كانت أهم صفاتي.. أنا من طفولتي مستقلة، وعندي تطلعات أن أحقق ما أتمناه، ولم أكن مثل فتيات تشغلهن الحياة بقصص ما.. كنت عاشقة للدراسة ومركزة دائماً على أهدافي، وعمري ما يئست ولا أؤمن بالفشل.. من صغري أضع أهدافاً، وأصل لها الحمد الله.

• وكيف شكلت طفولتك وذكرياتها والبلاد التي نشأتِ فيها وتنقلت بينها شخصيتك العملية والمهنية؟ •• لها دور كبير طبعاً.. البيئة التي نشأت فيها ودراستي، وتأثري بوالدي الإعلامي، وصولاً لغزة كبلد عاصر حروباً فُرضت عليه.. كانت انطلاقتي من ساحتها، وأنا محظوظة أنني بدأت بالعمل في الميدان كمراسلة حرب شكلت شخصيتي الصحفية الحالية، وبنتها على أساسات قوية وأعطتني قوة وثقلاً أهلتني من بعدها للجلوس في أكبر الاستوديوهات العربية في الوطن العربي.

غزة بلدي • كيف تصفين غزة.. التي بدأتِ العمل الصحفي والإعلامي منها؟ •• غزة بلدي.. وهي حلم أي صحفي الآن.. فما بالك بمن ينتمون لها.. أنا أعتز بانتمائي لها جداً، ولها فضل كبير ببداياتي الإعلامية.. ساحتها تُعلم أي صحفي ومحظوظ من عمل فيها.. وبإذن الله تنتهي الحرب وأعود للتغطية في ميدانها وزيارتها.

• حققتِ الكثير خلال مسيرتك المهنية وحصلتِ على جوائز من دول عربية، وتم تكريمك على مسارح كبيرة، وما زلتِ في أوج نجاحك، وحاورتِ رؤساء وشخصيات مهمة.. ماذا يعني لك كل هذا النجاح وما وصلتِ له اليوم؟ •• يعني مسؤولية كبيرة.. النجاح مُعدٍ، وتشعر طوال الوقت أنك في تحدٍ مع نفسك وتسعى لتقديم الأفضل.. أنا ناجحة فعلاً، لكن ما زال هنالك الكثير مما أريد تحقيقه وأسعى طوال الوقت للوصول له.. أنا أشعر أنني لم أصل بعد لما أريده وأمامي الكثير أتمنى تحقيقه.

من الميدان للاستديو • ماذا عن التدريبات التي تقدمينها في ما يخص الإعلام وفنون التعامل مع الكاميرا بشكل عام؟، هل أنتِ مدرب إعلامي معتمد؟ •• نعم هذا صحيح.. أنا حاصلة على شهادة مدرب إعلامي معتمد من الأكاديمية الدولية للإعلام والفنون والإبداع من الولايات المتحدة الأمريكية IAAMC ‏International academy of arts, media & creativity USA. وبذلت مجهوداً كبيراً بين دراسة وإعطاء دورات عديدة حتى تم اعتمادي رسمياً من قبل الأكاديمية.. وهو أمر أضاف لي وسعيت له بعد كل هذه السنوات الطويلة من الخبرة والعمل، فلا يجب أن يتكل الإعلامي على نجوميته واسمه فقط.

• من كان له الفضل الأكبر في حياتك كإعلامية، وما المرحلة المهنية التي تطمحين الوصول لها؟ •• كثيرون حقيقة.. أنا كنت محظوظة أنني عملت خلال مسيرتي مع أساتذة كبار وقامات صحفية أثروا في نضوجي ووعيي الإعلامي بشكل كبير.. الأستاذ القدير عبدالرحمن الراشد إحدى أهم الشخصيات التي يعود لها الفضل مهنياً بشكل كبير.. هو من نقلني من العمل في الميدان إلى الاستديو.. ولست أنا فقط، بل ساند كثيرين.

أما المرحلة التي أتمنى الوصول لها لا شك التميز المطلق فيما أقدم.. أن يكون تواجدي الإعلامي لا يشبه أحداً، وأن يكون لدي إرث ذو بصمة.. وأنا فعلاً لي خطي الخاص وأسلوبي وطريقتي في التقديم والحوارات مختلفة وتشبهني فقط.

• ما سر حبك الكبير للعراق، لدرجة أن هنالك من يظن أنكِ عراقية؟ •• يشرفني جداً.. وأقولها دائماً، العراق العريق كرَمني وكرّمني.. حصلت على جائزة وتم تكريمي فيها كإعلامية عربية مؤثرة.. فيما بغداد عشق كفلسطين بالنسبة لي عندما أزورها ترد فيّا الروح.. بلد ذو تاريخ عريق وأهلها كرماء جداً احتضنوني بحب كبير أوجه لهم كل التحية.

• كيف تقضين يومك الرمضاني؟ •• شهر رمضان شهر جميل جداً.. أقضيه بهدوء تام قدر المستطاع.. أستمتع بالشعائر والصلاة طوال فترة الصيام.. ومن بعدها مساء أذهب لعملي.. وفي بعض الأوقات ألبّي دعوات قليلة مع أصدقاء مقربين أو زملاء.

• ما المواقف العالقة بالذهن وعصيّة على النسيان؟ •• ذكريات كثيرة منها ما هو مفرح ومنها ما هو مؤلم.. فيما لا أنسى أول طلة لي على الشاشة.. تلك اللحظة التي أتت بالصدفة كانت نقطة التحول في حياتي كلها.. كانت لدقائق معدودة لكن رسمت مسيرتي لنحو ١٩ عاماً في الإعلام الآن.

طبق السلطة • بماذا تصفين نفسك بعد هذه المسيرة الطويلة؟ •• محاربة.. أنا محاربة بامتياز وبتوفيق رب العالمين انتصرت وتخطيت وتجاوزت الكثير مما كان صعباً وقاسياً.. وأشكر الله على كل اختبار وضعت فيه لأنه أعطاني قوة وعزيمة كبيرتين جداً.

• ما برنامجك الرمضاني من الفجر إلى السحور؟ •• الدراما.. أحب متابعة الأعمال الدرامية العميقة والجديدة التي لديها قصة مختلفة.. وأنا متابعة جيدة جداً للدراما والسينما بشكل عام.

• أي الطبخات أو الأكلات أو الأطباق تحرصين على أن تكون على مائدتك الرمضانية؟ •• أكلات أغلبها فلسطينية.. كالمقلوبة والمسخن وغيرهما.. الطبق الأساسي والأهم بالنسبة لي هو صحن السلطة مهم جداً.

وردة والعندليب وفريد ‏• ما حكمتكِ الأثيرة؟ وبيت الشعر، واللون الذي تعشقينه؟ •• حكمتي المفضلة التي أؤمن وأعمل بها باستمرار هي: «لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد».

بالنسبة للشعر أنا لست مطلعة بشكل كبير، إنما الشاعر الفلسطيني محمود درويش هو المفضل عندي.. بالذات ديوان (ونحن نحب الحياة).. تشبهني وأشعر أنها تمثلني جملته حينما قال: «ونحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلاً.. ونفتح باب الحديقة كي يخرج الياسمين إلى الطرقات نهاراً جميلاً.. نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلاً».

أما بالنسبة للوني المفضل وعشقي هو اللون (الأسود).

• هل لكِ ميول رياضية، وما فريقكِ المفضل؟ •• طبعاً من صغري وأنا في الملاعب بحكم عمل والدي لسنوات مع الفريق الأولمبي القطري.. وكنت مشتركة في كل الرياضات في مدرستي وأمثلها في الماراثون إلى أن كبرت.. والآن رياضة الركض هي المفضلة عندي.. إنما كمتابعة حقيقة لا تستهويني متابعة الفرق الرياضية بشكل عام.

• من هو مطربكِ أو مطربتكِ، وما أغنيتكِ المفضلة؟ •• الراحلة وردة الجزائرية.. أعشقها وأحب كل أغانيها.. وأنا كبرت في بيت يعشق الفن.. كنت أستيقظ على صوت أغاني عبدالحليم وفريد الأطرش ووالدتي تدندن معهما.. ووالدي كذلك.

‏• من تدعين للفطور معك؟ •• أنا دائرة علاقاتي ضيقة جداً.. صديقة واحدة فقط عزيزة ومقربة وهي بمثابة أخت.. وعائلتي فقط.

• هل يتراجع عدد الأصدقاء والصديقات بتقدم العمر؟ •• طبعاً.. ليس فقط بسبب العمر والنضج الذي يصل له الإنسان.. إنما بسبب المواقف والحياة التي تثبت من معك ومن عليك.. وأنا شخصية بطبيعتي انتقائية جداً.. وصعب اختراق دائرتي الضيقة أو الدخول لحياتي الشخصية لأني بطبيعتي أقدس الخصوصية.

‏• أي قصيدة أو رواية أو قصة توزن بماء الذهب؟ •• روايات كثيرة.. أنا خريجة آداب لغة إنجليزية، لكني من عشاق الأدب الفرنسي كذلك…

أحب جداً وتستهويني روايات الكاتبة (ايرين نيميروفسكي)، هي كاتبة وروائية روسية من أصول أوكرانية تحديداً عندما تصف وتكتب عن المرأة.. لها روايات جميلة جداً ومؤثرة.

أقرأ في المطارات • متى تكتبين في رمضان؟ •• أكتب دائماً ليس فقط في رمضان.. الكتابة بالنسبة لي نوع من تفريغ الطاقة ألجأ لها باستمرار.. وأشعر براحة كبيرة جداً حين أكتب. وأقول وأعبر عن كل ما بداخلي عن طريق الكتابة.. قبل النوم وفي أوقات الانتظار في المطارات وفي السفر، أتأمل الناس والشوارع وأخلق حوارات وأكتب باستمرار.

• أي زمن أو عصر كنت تتمنين لو أنكِ عشتِ فيه؟ •• أيام العصر الفيكتوري.. وزمن ما بعد الحرب العالمية الثانية.

الحقبتان قرأت فيهما كثيراً وتعمّقت.. أحب كل شيء فيهما.. الناس، الموضة، طبيعة الحياة، السياسة كل شيء أعشقه فيهما.. لذلك عندما أسافر أزور المتاحف وكل شيء متعلق نوعاً ما بتلك الحياة.

السياسة

الطريق إلى البرلمان السوري.. من دون وصاية

لم يعلم المهندس السوري محمد علي الذي صمم مبنى البرلمان السوري عام 1929 أن هذا البناء سيكون على مدى عقود من الزمن مقراً

لم يعلم المهندس السوري محمد علي الذي صمم مبنى البرلمان السوري عام 1929 أن هذا البناء سيكون على مدى عقود من الزمن مقراً يستحوذ عليه الديكتاتور ويستخدم من خلاله اسم الشعب في الشكل لا في المضمون.

مجلس الشعب السوري.. على الرغم من عراقة البناء المتموضع في قلب دمشق وسط حي الصالحية، وتاريخ هذا البناء العميق في الذاكرة السياسية السورية، إلا أن البناء ذا الشكل الفرنسي، لا يستوقف المارة على الإطلاق ولا يشكل أدنى انتماء للشعب السوري، ذلك أن هذا المقر كان دائماً مصدر الإحباط والفشل للشعب.. هذه هي الصورة الواقعية على مدى عقود في وجدان معظم السوريين.

في كل دول العالم ثمة تقاليد تاريخية للبرلمانات، إلا في سورية، فإن هذا المجلس يلقب بعدة ألقاب «مجلس المهرجين–مجلس الفاسدين–مجلس الكاذبين»، ومسميات أخرى لا تنتهي في الثقافة السورية الساخرة، إلا أن هذه المصطلحات في طريقها إلى الزوال بعد أن شكل الرئيس أحمد الشرع لجنة الـ11 للإشراف على تشكيل وانتخاب ممثلي الشعب بعد أن حُرموا هذا الحق الطبيعي على مدى عقود من الزمن.

لقد انتهى هذا الجزء من التاريخ السوري الأسود بعد الثامن من ديسمبر مع هروب الأسد، وتولي الشرع المرحلة الرئاسية الانتقالية في 20 فبراير الماضي، ليعيد الشعب السوري اعتباره لنفسه أولاً وتاريخه وعراقته ثانياً.

كل شيء تغير في سورية، الإرادات، القناعات، الثقافة السياسية، وتطلعات السوريين أيضاً، ومع ذلك لا تزال سورية تحتاج إلى ترسيخ الذهنية الجديدة وخلق حالة سياسية ودستورية وقانونية جديدة، فالطريق لا يزال طويلاً ووعراً لإعادة ثقة الشعب المسلوبة على مدى عقود، ثقة الشعب بمؤسساته وثقة الشعب بوزرائه، وهذا ما تعمل عليه الإدارة الجديدة عبر كل المؤسسات الجديدة.

من الواضح أن الرئيس الشرع ينتقل من دائرة إلى أخرى لإعادة هيكلة الدولة السورية بخطوات متأنية ومدروسة، ففي بداية أبريل الماضي، أنهى الشرع اللمسات الأخيرة على تشكيل حكومة جديدة قوبلت باهتمام واسع من السوريين، ومع رفع العقوبات الأمريكية في 14 مايو الماضي بدأت الحكومة أعمالها لإعادة ترميم بنية الدولة المتهالكة.

اليوم بعد أن تشكل مسار الحكومة السورية وباتت على سكة العمل والإنجاز، انتقل الشرع إلى الدائرة الثانية ذات الأهمية التاريخية في الذاكرة السياسية السورية وهي مجلس الشعب، لكن هذه المرة وفق متطلبات المرحلة الجديدة، إذ أصدر الرئيس السوري مرسوماً بتشكيل لجنة من 11 شخصاً تعمل على دراسة المعايير من أجل ولادة مجلس شعب حقيقي يمثل أكبر قدر من تطلعات الشعب السوري، على عكس كل المجالس السابقة في حقبة النظام التي كانت تمر عبر الأجهزة الأمنية بالدرجة الأولى وعبر الجبهة الوطنية التقدمية التي تحجز مقاعدها مسبقاً دون مشاورة الشعب السوري.

هذه المرة الأولى التي تتشكل لجنة خاصة من أجل مجلس الشعب، ولعل خارطة الأسماء المكلفة بهذه المهمة وعلى رأسها محمد طه الأحمد الذي يعتبر من الشخصيات الموثوقة والحصيفة في وضع المعايير، فضلاً عن الدكتور بدر جاموس، وأنس العبدة، وحسن الدغيم، ياسر كحالة وأسماء أخرى، كلها تشير إلى مرحلة معتبرة من تاريخ سورية المؤسساتي والسياسي.

وبعيداً عن الشو الإعلامي والترندات، عكفت هذه اللجنة منذ اليوم التالي من لقاء الشرع على دراسة آلية الترشح إلى المجلس دون أن تمارس على هذه اللجنة أية ضغوطات أو إملاءات، ولعل هذه المرة الأولى التي يكون فيها ممثلو الشعب من دون وصاية أمنية أو مقاعد مسبقة الصنع.

من شهرين إلى ثلاثة أشهر، سيكون عمل اللجنة العليا للانتخابات جاهزاً لنقلة نوعية جديدة على المستوى البرلماني السوري، تتخللها أيضاً جولة ميدانية من أعضاء اللجنة للمحافظات لمناقشة العملية الانتخابية مع الجهات الرسمية والفعاليات الأهلية، بعد ذلك ستكون سورية على موعد مع شكل جديد من أشكال المؤسسة التشريعية التي طالما كانت غائبة على مدى ستة عقود.

ثمة تطلعات سورية كبيرة بعد تشكيل هذه اللجنة، خصوصاً أنها ليست «من لون واحد» وقادرة على صياغة معايير حقيقية تفتح المجال للمرة الأولى أمام كل مكونات وفئات الشعب السوري للمشاركة في صياغة مجلس على مستوى المرحلة التي تمر بها البلاد.

مع العهد الجديد لسورية، والانتقال التاريخي من حقبة إلى أخرى، هناك من يتطلع إلى هذا البناء التاريخي أن يكون أكثر قرباً من الوجدان السوري الشعبي، وأن يحظى هذا المكان بالاحترام أسوة ببرلمانات العالم، وهو ما يضع أمام اللجنة المشكلة مسؤوليات كبرى في أن تعطي هذا الشعب المسلوب بعضاً من تطلعاته في المشاركة السياسية وبناء سورية الجديدة.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

السياسة

لماذا حرّكت واشنطن 30 طائرة عسكرية ؟

كشفت بيانات تتبع الرحلات الجوية، أن نحو 30 طائرة عسكرية أمريكية نقلت من قواعد في الولايات المتحدة إلى أوروبا خلال

كشفت بيانات تتبع الرحلات الجوية، أن نحو 30 طائرة عسكرية أمريكية نقلت من قواعد في الولايات المتحدة إلى أوروبا خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وأظهر موقع «فلايت رادار24»، أن الطائرات المنقولة «صهريجية عسكرية أمريكية»، تستخدم لتزويد المقاتلات والقاذفات بالوقود، مؤكداً أن 7 طائرات منها من طراز كي سي 135، توقفت في قواعد جوية أمريكية بإسبانيا واسكتلندا وبريطانيا.

وحسب موقع «بي بي سي»، فليس واضحاً أن تحركات الطائرات الأمريكية مرتبطة بشكل مباشر بالحرب المستعرة بين إيران وإسرائيل.

ويعتقد كبير المحللين في معهد الخدمات الملكية المتحدة للدراسات الدفاعية جاستن برونك، أن عمليات الانتشار تشي بأن الولايات المتحدة تضع خططاً احتياطية لدعم عمليات قتالية مكثفة في المنطقة خلال الأسابيع القادمة.

فيما يرى القائد السابق لقوات الدفاع الأيرلندية نائب الأميرال مارك ميليت، أن هذه التحركات قد تكون جزءاً من سياسة أوسع من الغموض الاستراتيجي هدفها التأثير على إيران لدفعها إلى تقديم تنازلات.

وأفادت «بي بي سي» أن الطائرات السبع التي تتبعتها واصلت تحركها ومن خلال بيانات تتبع الرحلات شوهدت تحلق شرق صقلية حتى ظهر الثلاثاء، ولم يكن لستٍ منها وجهة معلنة بينما هبطت إحداها في جزيرة كريت اليونانية.

وتجيء تحركات الطائرات في ظل تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة نقلت حاملة الطائرات «نيميتز» من بحر الصين الجنوبي نحو الشرق الأوسط.

وأظهر موقع تتبع السفن «مارين ترافيك»، أن آخر موقع لحاملة الطائرات كان في مضيق ملقا متجهة نحو سنغافورة في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، وتحمل نيميتز مجموعة من المقاتلات وترافقها مدمرات صواريخ موجهة عدة.

ونقلت الولايات المتحدة مقاتلات من طراز إف 16 وإف 22 وإف 35 إلى قواعد في الشرق الأوسط، وفق ثلاثة مسؤولين في وزارة الدفاع، ويمكن استخدام الطائرات الصهريجية التي نُقلت إلى أوروبا خلال الأيام الماضية لتزويد هذه الطائرات بالوقود.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

السياسة

العالم يحبس أنفاسه.. هل يدخل ترمب الحرب؟

يحبس العالم أنفاسه بانتظار القرار الأمريكي بشأن ما تردد حول انضمام واشنطن إلى إسرائيل في قرار الحرب على إيران،

يحبس العالم أنفاسه بانتظار القرار الأمريكي بشأن ما تردد حول انضمام واشنطن إلى إسرائيل في قرار الحرب على إيران، في وقت يخوض المشرعون الأمريكيون معركة استباقية مع الرئيس دونالد ترمب، إذ يتجنب الكثير منهم تقديم إجابة مباشرة حول ما إذا كان بحاجة إلى موافقة الكونغرس قبل اتخاذ أي إجراء عسكري للمشاركة في الحرب.

ويترقب المجتمع الدولي قرار ترمب بشأن ما إذا كان سيستخدم قنابل خارقة للتحصينات لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية تحت الأرض.

ونقل موقع «أكسيوس» أن الكونغرس يتردد في التشكيك في القائد العام قبل أن يأذن فعليًا بالمشاركة في الحرب ضد إيران، وفيما يشعر الديمقراطيون بانعدام ثقة عميق تجاه ترمب، تسيطر الشكوك العميقة على فصيل كبير من الجمهوريين تجاه التدخلات العسكرية الأجنبية.

وحول ما إذا كان ترمب بحاجة إلى موافقة الكونغرس لضرب إيران، قال زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ جون ثون: «لقد نوقشت هذه الأسئلة وجرى التقاضي بشأنها لفترة طويلة حول مدى سلطة الرئيس كقائد عام».

وأعرب زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، الثلاثاء، عن اعتقاده أن الكونغرس ومجلس الشيوخ، وحتى الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، لن يترددوا في ممارسة سلطتهم إذا لزم الأمر.

ونقل الموقع الأمريكي عن عدة مصادر قولها: «إن المشرعين أكدوا لشومر سرًا ضرورة الحفاظ على مرونة الجيش في هذا الوضع».

السيناتور الديمقراطي كوري بوكر، أفاد بأنه تم تسليم صلاحيات الحرب لفترة طويلة جدًا لرؤساء انتهكوا منذ ذلك الحين التفويض الدستوري الواضح.

ويبحث السيناتور الديمقراطي تيم كين عن أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ لدعم قراره بشأن صلاحيات الحرب بأن تكون في يد الكونغرس، ويرى أنه يُحرز تقدمًا في ذلك. ويحتاج كين إلى 4 جمهوريين على الأقل للانضمام إليه. ومن بين الجمهوريين الذين يُعتقد أن ينضموا إلى كين، السيناتور راند بول الذي رفض حتى الآن الإفصاح عن كيفية تصويته لكنه يُجادل بأن الدستور يتطلب موافقة الكونغرس على الضربات العسكرية، ولا يمكن لكين فرض التصويت على قراره إلا بعد 10 أيام من تقديمه، ما يعني أن التصويت لن يتم إلا الأسبوع القادم.

وفي حال وافق مجلس الشيوخ على قرار كين، فإنه يجب إقراره في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون، وإذا حدث ذلك فمن شبه المؤكد أن ترمب سيستخدم حق (الفيتو)، مما يتطلب تصويتًا لإلغاء القرار في كلا المجلسين.

ورغم كل هذا الجدل، يمنح بعض الجمهوريين ترمب الضوء الأخضر، وقال السيناتور تيد كروز «تاريخيًا، لم يُفهم أن غارة قصف واحدة تتطلب إذنًا من الكونغرس». واعتبر السيناتور ليندسي غراهام، أن الرئيس لا يحتاج إلى موافقة الكونغرس لشنّ ضربات على إيران.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .