Connect with us

السياسة

نورة بوحناش: رمضان الاستهلاكي يُفقدنا التهذيب

أكدت أستاذة الفلسفة في جامعة قسنطينة الدكتورة نورة بوحناش، أنّ العالم الإسلامي يشهد تغيّراً في مجموعة مهمة من

أكدت أستاذة الفلسفة في جامعة قسنطينة الدكتورة نورة بوحناش، أنّ العالم الإسلامي يشهد تغيّراً في مجموعة مهمة من القيم بفعل التدجين العولمي، لافتةً إلى أنّ واقع شهر رمضان يؤكد تكريس مجموعة من الممارسات الاستهلاكية المفرطة؛ التي تحجب النفسَ عن مهمة التهذيب والتشذيب، باعتبارها المقصد الأسمى لرمضان.

ولم تبرئ بوحناش البرامج الدعوية الرمضانية من انحراف مقصدها، إذ انطوى بعضها في بساط الحداثة دون وعي بمآلات الثقافة التي تُعلي شأن الجسد على حساب الروح.

وأوضحت أن الشريعة الإسلامية اعتمدت تبريراً منطقياً لمقاصدها يقوم على فلسفة التوحيد، الذي يعزز بأدواته التشريعية المسلك التربوي، في إطار تدريب الجسد، وتوجيهه صوب القيم، وتقويمه للفعل في مدار سعيه نحو الصلاح، وعدّتها القيمة الإجرائية، التي تسري وفقها فلسفة الصوم، محققة دربة بيولوجية، تربي الجسد على القيم، وترى أنها فشلت فيها الأخلاقية الغربية، خلال بحثها عن توازن بين النسبي والمطلق، بين الأخلاقي والحيوي؛ نظراً لافتقادها تقنيات أخلقة الذات.

ولفتت إلى أن الحكمة من العبادات المفروضة، والمعاملات المطلوبة، تحرص على تحكيم فوقي للقانون الأخلاقي، الذي يسهم في ولادة للخليفة المؤتمن (الإنسان) الذي يعمل القرآنُ على تكليفه في سبيل الخلافة الكونية، ولا يستأثر الصوم بهذه الفلسفة القرآنية، لأن خلاصة العبادات تكمن في نيل الكمالات التي تستوفي شرط النفخ الروحاني، باعتباره تميّزاً ربانياً حظي به الإنسان الخليفة، وهي فلسفة القرآن التشريعية، المبينَّة في مقاصد العبادة، التي تتغيّا تهذيب النفس وتربيتها على الكمالات، والتحقق من القيادة الفوقية للأخلاق، باعتبارها ماهية الإنسان الأصلية، التي ترادف الحياة الطيبة. وذهبت إلى أن العبادة تُطوّع الجسد تهذيباً، وتبرهن على الصلة بين الجسد والروح، وبالصوم يعرج الجسد إلى القيم التي يدركها ويمارسها، فيكون أسلوب تهذيب للطاقة الحيوية للبشر -تدريبا يتريَّض به الجسد على الصبر والأناة- وفق توازن بين الأثرة والإيثار.

وقالت «يبرهن العلم الراهن على مكمن الخير في الصيام، بدءاً من النظام الفيسيولوجي، كون الانقطاع عن الأكل يمثّل وسيلة علاجية وحياة للجسد، وعلى صعيد التأصيل الأخلاقي المجتمعي، ينشئ الصيام العلاقات الإنسانية التراحمية، بفعل الغيرية، ويهذب الغرائز ويثبت القيم، لتشعر الأنا بالتضحية والفقر إلى الله. كما تُحدث حكمة الصيام التوازن الذاتي، وتمنع الإنسان من الوقوع في (النمرودية) و(القارونية)، بوصفهما مميزتَي الإنسان الحديث وما بعد الحديث، وصفتين للزمن المعولَم».

وتساءلت: هل يتمكن الصوم من فك طوق الأنانية والهيدونية (اللذية) المهيمنة في زمن السيولة المفرطة؟ وكيف يكون الصوم قوة طردية تعيد تهذيب الذات على الوسطية؟ و ما دور العبادة الإسلامية في فك طوق العبودية الطوعية للنظام الاستهلاكي؟ وتجيب: يجب الاعتراف بأن الحداثة وما بعد الحداثة، يؤديان عملية هدم -تارة بطيئة وتارة متسارعة- للبنية الأنثروبولوجية، للمجتمع الإسلامي، الذي تشرّب الشريعة، وتغلغلت في بنياته منذ قرون، إذ تجري عليه عملية تفكيك نسقية، يعوض بها عادات أخلاقية مستتبة، بعادات استهلاكية طارئة، في سياق كوني يعلي من الإسراف ويجعله نمط حياة، مضيفة أن الصوم التعبدي الحقّ ينفي ظاهرة الإسراف بوصفها قيمة سلبية، ورذيلة لا يحبها الله، وإنما فُرض الصوم ليحمي الإنسان من النهايات التي خلص إليها إنسان اليوم، إذ في سياقات التدجين العولمي غدَا رمضان فضاءً لممارسة الاستهلاك المفرط بسيولته العولمية، فبدلاً من تهذيب النفس، ركَن المسلم إلى عادات استهلاكية تقوّض المقصد الأسمى لرمضان بوصفه زمناً روحانياً.

ودعت إلى أن يعيد المسلم مكتسبات الصوم القيم المحررة، تبعاً للشهادة كنظام للحرية، وتستوجب هذه الإعادة تفعيل طاقة النقد الذاتي، ونقد واقع الحداثة، وانفتاحاً على الأنموذج الحضاري انفتاحَ فكر وعمل، وحينها سيعيد المسلم مميزات التخلق الرمضاني، الذي يقدم أنموذجاً إنسانياً للبشرية المحصورة في عبودية الاستهلاك، وتحصيل مقاصده التربوية والتهذيبية الرافعة نحو الصلاح، حتى لا تغدو العبادة مجالاً للتسوق وفضاء زالت منه الروح التي تبثها الشهادة في القلب.

وأضافت: هناك حديث نبوي فاصل في أمر الحياة الروحية والجسدية للإنسان أثبته العلم المعاصر خبرة إجرائية «نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع»، بمعنى تهذيب الذات وترويضها على القناعة، في ظل خطة تربوية تضطلع بها الأسرة، إذا ما تبيَّنت أنموذجها الحرّ وتحررت من نير العبودية، الذي أوقعتها فيه الاستهلاكية.

أخبار ذات صلة

السياسة

«الأرصاد»: أمطار رعدية على 8 مناطق

أصدر المركز الوطني للأرصاد اليوم (الجمعة) تنبيهاً عن هطول أمطار رعدية على 8 مناطق.

وأوضح المركز في بيانه أن الفرصة

أصدر المركز الوطني للأرصاد اليوم (الجمعة) تنبيهاً عن هطول أمطار رعدية على 8 مناطق.

وأوضح المركز في بيانه أن الفرصة مهيأة لهطول أمطار رعدية مصحوبة برياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار على أجزاء من مناطق مكة المكرمة، المدينة المنورة، القصيم، حائل، تبوك، الجوف والحدود الشمالية، وكذلك على الأجزاء الشمالية من المنطقة الشرقية.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

السياسة

«الشورى» يوافق على مذكرات مع الإمارات وطاجيكستان وماليزيا

عقد مجلس الشورى أمس، جلسته العادية الـ24 من أعمال السنة الأولى للدورة التاسعة برئاسة رئيس المجلس الشيخ الدكتور

عقد مجلس الشورى أمس، جلسته العادية الـ24 من أعمال السنة الأولى للدورة التاسعة برئاسة رئيس المجلس الشيخ الدكتور عبدالله محمد إبراهيم آل الشيخ، وذلك عبر الاتصال المرئي.

واستعرض المجلس، في مستهل الجلسة، جدول أعمال جلسته العادية الرابعة والعشرين، وما جاء فيه من بنود، حيث وافق مجلس الشورى على عددٍ من الموضوعات؛ ومنها الموافقة على مشروع مذكرة تفاهم بين وزارة المالية في المملكة العربية السعودية، ووزارة المالية في دولة الإمارات العربية المتحدة.

كما وافق المجلس على مشروع مذكرة تفاهم بين وزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة العربية السعودية ووزارة الزراعة في جمهورية طاجيكستان؛ للتعاون في مجال الزراعة، ووافق على مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال التنمية الاجتماعية بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة دولة ماليزيا.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

السياسة

نيابةً عن وزير الدفاع.. عبدالرحمن بن عياف يرعى تخريج «البحرية»

نيابةً عن وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، رعى نائب وزير الدفاع الأمير عبدالرحمن بن محمد بن عياف، مساء أمس، حفل

نيابةً عن وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، رعى نائب وزير الدفاع الأمير عبدالرحمن بن محمد بن عياف، مساء أمس، حفل تخريج الدفعة (38) من طلبة كلية الملك فهد البحرية.

وكان في استقباله لدى وصوله مقر الكلية في الجبيل، رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الأول الركن فياض حامد الرويلي، ورئيس أركان القوات البحرية الفريق الركن محمد عبدالرحمن الغريبي، وقائد كلية الملك فهد البحرية اللواء البحري الطيار الركن فيصل فهد الغفيلي.

وأوضح قائد كلية الملك فهد البحرية، بأن هذه الدفعة من الخريجين شملت نخبة من ضباط القطاعات المختلفة بوزارة الداخلية، في مجالات قوات الأمن البيئي، وقوات الأمن والحماية، وحرس الحدود، إلى جانب تخريج ضباط من مملكة البحرين ودولة الكويت والمملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية اليمنية وجمهورية السودان والجمهورية الإسلامية الموريتانية بعد أن تزوّدوا بالعلم والمعرفة والتدريب.

إثر ذلك جرى العرض العسكري، وردد الخريجون نشيد الكلية، وجرت مراسم تسليم راية الكلية، وأدى الخريجون القسم، ثم أُعلنت النتائج، وكرم نائب وزير الدفاع، الطلبة المتفوقين، ثم قدم قائد الكلية هدية تذكارية إلى نائب وزير الدفاع بهذه المناسبة.

عقب ذلك، تقلّد الخريجون رتبهم العسكرية، والتُقطت الصورة التذكارية للخريجين مع نائب وزير الدفاع، واختُتم الحفل بالسلام الملكي.

حضر الحفل مساعد وزير الدفاع المهندس طلال عبدالله العتيبي، وعدد من كبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين، إلى جانب أولياء أمور الطلبة الخريجين.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .