تشهد منطقة حائل هذه الأيام أجواءً ربيعيةً رائعة، حيث اعتدل الطقس وتزيّنت الأرض بكسائها الأخضر، ما دفع الأهالي والزوار إلى التوافد نحو البراري والمخيمات في مشاهد تعكس عمق العلاقة بين الإنسان والطبيعة في هذه المنطقة التي لطالما عُرفت بعراقتها وجمالها البيئي.

مع إشراقة الصباح، تبدأ قوافل العائلات والشباب بالتوجه نحو مواقع التنزه الصحراوية المحبّبة، مثل نفود قناء، وجبال أجا وسلمى، وضواحي جبة والرديفة والمبعوثة، حاملين معهم أدوات القهوة، وذكريات الشتاء، وروح الحكاية الحائلية التي لا تكتمل إلا بين الرمال والنار المشتعلة.

طلعات البر في حائل ليست مجرد استراحة من المدينة، بل تقليد اجتماعي عريق يحمل في طيّاته روح الكرم، وجمال الجلسات، ومذاق القهوة العربية، ودفء السمر، حيث تجتمع الأسر ويلتقي الأصدقاء في أجواء من البساطة والسكينة.

اللافت في هذه الأيام هو انتشار المخيمات الموسمية، التي أصبحت تُعدّ وتجهّز باحترافية عالية، تتخللها أنشطة شبابية مثل ركوب الدراجات البرية، والطيران الشراعي، والتصوير الفوتوغرافي للغروب الذي ينعكس على كثبان الرمال بلون ذهبي يخطف الأبصار.

من جهة أخرى، تسهم الجهات الأمنية والخدمية في تنظيم حركة المتنزهين، حيث تنتشر دوريات المرور والدفاع المدني في الطرقات المؤدية إلى مواقع البر، مع جهود ملموسة للبلديات في نظافة المواقع وتوفير الحاويات.

ويعبّر أهالي حائل عن سعادتهم بهذه الأجواء، مؤكدين أن البر في حائل ليس مجرد مكان… بل شعور، وذاكرة، وتواصل مع الأرض التي تعني لهم الكثير.

طلعات البر في حائل هذا الموسم تعكس مزيجًا نادرًا من الجمال الطبيعي، والوعي المجتمعي، والفرح الجماعي، لتبقى المنطقة وجهةً لكل من يبحث عن الدفء بين الرمال، وصفاء السماء، وصوت الضحكة تحت ضوء القمر.

كشفت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية بلوغ حجم اقتصاد الفضاء في السعودية نحو 33 مليار ريال، وذلك وفق تقريرها الجديد «سوق الفضاء في المملكة 2025»، الذي يُعد أول تقرير من نوعه يرصد مكونات السوق الفضائي المحلي، ويحلّل توجهاته ومجالات نموه المستقبلية، بما يعزز من تموضع المملكة في هذا القطاع الحيوي عالميًا.

ويأتي إصدار التقرير ضمن جهود الهيئة في دعم مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للفضاء، التي تسعى إلى تعزيز القدرات الوطنية في مختلف مجالات الفضاء، وتوطين التقنية، وتحفيز الابتكار والاستثمار في هذا القطاع الواعد، الذي يشكّل ركيزة مهمة للاقتصاد المعرفي والتنمية المستدامة.

وأشار التقرير إلى أن الاقتصاد الفضائي في المملكة يشمل مجموعة متنوعة من الأنشطة، أبرزها: الاتصالات الفضائية، التي تشكل الحصة الكبرى من السوق وخدمات تحديد المواقع والملاحة والاستشعار عن بُعد واستخداماته في القطاعات الزراعية والبيئية والعمرانية وإطلاق الأقمار الاصطناعية وتطوير بنيتها التحتية محليًا والبحوث والتطوير، والبرامج التعليمية والبحثية في مجالات الفضاء.

كما تضمن التقرير تحليلًا مفصّلًا لفرص الاستثمار، والتحديات القائمة، والقطاعات الممكنة، إلى جانب تسليط الضوء على دور المملكة في التعاونات الدولية الفضائية، وسعيها لتكون مركزًا إقليميًا للأبحاث والصناعات الفضائية في الشرق الأوسط.

وأكدت الهيئة في تقريرها أن النمو في هذا القطاع يشهد تسارعًا ملحوظًا، مدفوعًا بالطلب المتزايد على خدمات الفضاء، والدعم الحكومي المستمر، ومشاركة القطاع الخاص، مشيرة إلى أن المبادرات الوطنية الجارية ستسهم في مضاعفة حجم اقتصاد الفضاء خلال السنوات القادمة.

ويأتي هذا الإنجاز في سياق تطلعات المملكة لبناء مستقبل يعتمد على اقتصاد متنوع ومبني على الابتكار والمعرفة، حيث يُعد قطاع الفضاء من القطاعات النوعية التي تعكس مكانة المملكة المتقدمة في تبني التكنولوجيا، وقيادة التحولات العالمية في مجالات الفضاء والاتصالات والتقنية.

منذ ساعات الصباح الأولى، وقبل أن تلامس الشمس أطراف جبال أجا، يتقدّم أمير منطقة حائل الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز صفوف العزم والتخطيط في مكتبه، الذي تحوّل إلى ورشة عمل نابضة بالحياة، لا يعرف سكوناً، ولا يغلق أبوابه أمام طموحات أهالي المنطقة؛ بل ينصهر في كل مشروع، ويتابع كل تفصيل، ويستعرض كل تقرير كأنّه المعني الأول والأخير بحلم حائل، حيث تتنقل عيناه بين ملفات المشاريع الخدمية والتعليمية، والزراعية والترفيهية، والنهضة الجامعية التي تشق طريقها بثقة في قلب الصحراء، وكأنّه يرسم على خارطة الوقت مستقبلاً مشرقاً للمنطقة.

واليوم استقبل أمير حائل أمين المنطقة المهندس سلطان الزايدي، وتناول اللقاء مستقبل الخدمات والمشاريع السياحية، والدور الحيوي المنتظر من أمانة المنطقة في صياغة مشهد تنموي متكامل، بالشراكة مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص. لم يكن لقاءً عابراً، بل لوحة تخطيط متكاملة، نُسجت خيوطها بالرؤية، والرغبة، والرقابة.

كما اطّلع على تقرير فعاليات عيد الفطر المبارك، وتفاصيل المشاريع التي تم إنجازها وتلك التي ما زالت في طور التنفيذ، ليواصل إشرافه الميداني الدقيق، ومتابعته المستمرة التي لا تعرف فتوراً.