أكد القنصل العام الأمريكي فارس أسعد أهمية العلاقات التاريخية العميقة التي تربط الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية. وقال في حوار خاص مع «عكاظ»، إنه يزور منطقة تبوك لخلق فرص استثمارية جديدة للشركات والأفراد ضمن رؤية 2030. وأشاد بالدور الكبير الذي يمثله الطلاب والطالبات السعوديون المبتعثون للدراسة في الولايات المتحدة في تعزيز أواصر الصداقة مع الشعب الأمريكي.
• العلاقات السعودية الأمريكية تاريخية.. كيف تنظرون إلى العلاقة الاستراتيجية، خصوصا المتعلقة بالتعاون الاقتصادي والاستثماري في هذه الفترة؟
•• دعني أولاً أبدأ بتعليق بسيط؛ فالعلاقات بين بلدينا هي بالفعل تاريخية تعود إلى أكثر من 8 عقود. ترتكز العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية على أسس الاحترام المتبادل والصداقة والتعاون بين حكوماتنا وشركاتنا وشعبينا. اقتصادياً دائما نجد أن الشركات الأمريكية الصغيرة والكبيرة القائمة في شتى المجالات لديها تعاون وثيق وعلاقات وطيدة مع الاقتصاد السعودي ولا تقتصر هذه العلاقات على التنقيب عن النفط بل تشمل العديد من المجالات. وتعاونت الشركات الأمريكية مع شركاء سعوديين منذ بداية العلاقات بين البلدين لتحقيق نتائج تعود بالفائدة على كل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة. كما تشارك الشركات الأمريكية في جميع مجالات الاقتصاد السعودي، بما في ذلك البتروكيماويات، والبنية التحتية، والرياضة، والعديد من المجالات الأخرى. وتعتبر هذه الشراكات غنية ومثمرة، ونحن الآن في تبوك لتعزيز وبناء هذه العلاقات القوية والبحث عن خلق فرص جديدة، خصوصا الآن ضمن رؤية 2030 نأمل في خلق فرص للشركات الأمريكية والجامعات والأفراد الأمريكيين للعمل مع شركاء سعوديين للمساهمة في الأولويات الجديدة لرؤية 2030، والمشاركة في توسيع وتنويع الاقتصاد السعودي.
فرص للتعزيز والمشاركة
• تحتضن منطقة تبوك مشروع نيوم العالمي.. ما رؤيتكم لهذا المشروع اقتصادياً واستثمارياً؟
•• نحن نؤمن أن مشروع نيوم يأتي ضمن إطار رؤية 2030 التي تركز على تعزيز وتنمية وتنويع الاقتصاد السعودي وازدهار المجالات النامية الأخرى غير قطاع الطاقة، ونحن عندما نشاهد ليس فقط نيوم ولكن أيضا المشاريع الأخرى في الشمال وقرب تبوك فإننا نأمل كما ذكرت سابقا إيجاد فرص لتعزيز استثمار الشركات الأمريكية والتعاون مع شركات سعودية للعمل على المساهمة في نمو وازدهار الاقتصاد.
خلق فرص الاستثمار
• هل ازداد حجم التعاون الاقتصادي والاستثماري بعد مشروع نيوم.. ما رأيك؟
•• أنا أؤمن بأننا نستطيع العمل معاً لزيادة فرص الشراكة والاستثمار. وأعلم أن هناك بالفعل العديد من الشركات الأمريكية التي تساهم في هذه المشاريع الاستثمارية في نيوم. نحن في القنصلية العامة الأمريكية بجدة والبعثة الدبلوماسية الأمريكية في السعودية نقدم العديد من البرامج التي تساهم في مساعدة الشركات الأمريكية والسعودية في تعزيز وخلق فرص الاستثمار.
السعوديون في أمريكا
• يدرس في الولايات المتحدة طلاب وطالبات سعوديون في مراحل تعليمية مختلفة في مختلف التخصصات.. ما مدى تأثير ذلك اقتصاديا وثقافيا على البلدين الصديقين؟
•• يسر الولايات المتحدة استضافة أكثر من 25 ألف طالب وطالبة سعوديين سنويا للالتحاق والدراسة في أفضل الجامعات في العالم. وخلال تواجد هؤلاء الطلاب والطالبات في الولايات المتحدة فإنهم لا يدرسون فحسب بل إنهم يقيمون أيضاً صداقات مع الشعب الأمريكي. لقد رأينا بالفعل النتائج الإيجابية لهذا التبادل الثقافي والتعليمي الذي يعود بالنفع ويساهم في ازدهار اقتصاد وثقافة بلدينا.
نبض الحياة في تبوك
• كيف وجدتم منطقة تبوك اليوم؟
•• أتيحت لي الفرصة لمقابلة العديد من الأشخاص الذين قاموا بالترحيب بنا. هذه زيارتي الثانية لتبوك؛ لقد عشت هنا في تبوك في طفولتي لمدة 3 سنوات. موقع تبوك الجغرافي لم يتغير لكنني انبهرت بالنمو والازدهار ليس فقط في مدينة تبوك بل والمنطقة. شعب تبوك لا يزال كما هو شعب مرحب وكريم وطموح، وأنا أقدر الاستقبال والضيافة التي تلقيتها هنا. إن نبض الحياة والمجتمع بتبوك جميل جدا.