أهدت المملكة العربية السعودية لوحةً فنية إلى منظمة الأمم المتحدة في جنيف بمناسبة (يوم اللغة الأم)، وذلك في حفلٍ أقيم بمقر المنظمة بجنيف اليوم (الجمعة)، بحضور الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربية الأستاذ الدكتور عبد الله بن صالح الوشمي، والمندوب الدائم للمملكة السفير عبدالمحسن بن خثيلة، والمدير العام لمكتب الأمم المتحدة في جنيف تاتيانا فالوفايا، وجمعٍ من المسؤولين، وجاء ذلك في سياق الجهود السعوديَّة الدائمة في تعزيز اللُّغة العربية ونشرها عالمياً، وتقديراً لدور الأمم المتحدة في دعم التعدُّديَّة اللُّغويَّة، وترسيخاً لمكانة اللُّغة العربيَّة دوليّاً، وضمن تعاون وثيق بين وزارة الثقافة ومَجْمَع الملك سلمان العالمي للُّغة العربيَّة، والبعثة الدائمة للمملكة العربيَّة السعوديَّة لدى الأمم المتحدة، والمنظَّمات الدوليَّة في جنيف.
وألقى الأمين العام للمَجْمَع الدكتور عبد الله بن صالح الوشمي كلمةً في هذه المناسبة، أشار فيها إلى كون اللُّغة العربيَّة لغة حضارة وثقافة ممتدَّة عبر الأجيال، وإحدى اللُّغات الستّ الرسميَّة المعتمَدة في الأمم المتحدة وفي عددٍ من المنظَّمات، منوِّهاً بما تحظى به من الدعم الدائم والمسانَدة من القيادة الرشيدة -أيَّدها الله- عبر مجموعة من المبادرات النوعيَّة، ضمن رؤية السعودية 2030، مُشيراً إلى أن توجيه المملكة بتأسيس مَجْمَع الملك سلمان العالمي للُّغة العربيَّة جاء ليولي اللُّغة العربيَّة اهتماماً إستراتيجيّاً في جميع المنصَّات والمنظَّمات الدوليَّة.
وأضاف أنَّ المجمع في ظل دعم وزير الثقافة، رئيس مجلس أمناء المجمع الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، ينشطُ في العديد من دول العالم، لتعزيز استخدام اللُّغة العربيَّة في المؤسسات الدولية، وذلك بعقد الشَّراكات الأكاديميَّة والثقافيَّة، وإطلاق البرامج التدريبيَّة، والمبادرات اللُّغويَّة الرقميَّة والتقنيَّة، إذ أسهم في تنظيم المؤتمر السنويّ الأول: (اللُّغة العربيَّة في المنظَّمات الدوليَّة) في عام (٢٠٢٢)، وإطلاق: (الإطار الإرشادي للتعدُّديَّة اللُّغويَّة وحضور اللُّغة العربيَّة في المنظَّمات الدوليَّة)، إضافةً إلى إصدار كُتبٍ عديدة توثِّق تاريخ اللُّغة العربيَّة في المنظَّمات، وتدرس فرص العمل، وسبل الدَّعم، والبرامج، كما يسعى المجمع إلى تفعيل اليوم العالمي للُّغة العربيَّة في عدة منظَّمات دوليَّة، ويطلق ندوات وتقارير ومؤشرات عالميَّةمتنوعة، بالشَّراكة مع عدد من المنظَّمات طيلة السنوات الأربع الماضية.
وبيَّن الأمين العام للمجمع أن تقديم هدية المملكة إلى منظَّمة الأمم المتحدة في جنيف يُجسِّد الجهود السعوديَّة في دعم اللُّغة العربيَّة في عموم المنظَّمات الدوليَّة، وتعزيز مكانتها في المؤسسات العالميَّة، مؤكِّدًا استمرار المجمع في جهوده لإطلاق مشروعات نوعيَّة تُعزِّز استخدام اللُّغة العربيَّة في المشهد الدولي؛ سواءً أكان ذلك عبر الترجمة، أم تطوير أدوات لُغويَّة تقنيَّة، أم بناء سياسات لُغويَّة تدعم انتشار العربيَّة عالميًّا.
من جهته أكد المندوب الدائم للمملكة العربيَّة السعودية لدى الأمم المتحدة والمنظَّمات الدولية في جنيف السفير عبد المحسن بن خثيلة، أن تعزيز التعاون مع المنظَّمات الدوليَّة لدعم حضور اللُّغة العربيَّة وترسيخ مكانتها على الساحة العالميَّة، يأتي تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة -حفظها الله- التي تولي اللُّغة العربيَّة اهتماماً كبيراً، وامتدادًا لتوجيهات وزير الخارجية المرتبطة بحضور المملكة المؤثر في أروقة الأمم المتحدة، وعلى جميع الأصعدة السياسيَّة والاقتصاديَّة والثقافيَّة، مشيراً إلى أن اللُّغة العربيَّة تُعدّ إحدى اللُّغات الست الرسمية المعتمَدة لدى الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة ومكاتبها حول العالم، مما يعكس أهميتها في المشهد الدولي، ويدعم جهود تعزيز التنوُّع الثقافي والتواصل الحضاري على المستوى العالمي.
وقد نظَّمت البعثة الدائمة للمملكة العربيَّة السعوديَّة لدى الأمم المتحدة والمنظَّمات الدولية في جنيف فعاليات التدشين، من خلال تنسيقها وتعاونها الوثيق مع مسؤولي الأمم المتحدة، وذلك بما يعكس أهمية اللُّغة العربيَّة في تعزيز التفاهم بين الشعوب والثقافات. ويؤكد هذا التعاون المثمر بين المملكة والأمم المتحدة الشَّراكة القوية التي تجمع الجانبين في مختلف المجالات، بما يسهم في دعم الحوار والتنوُّع الثقافي عالميّاً.