Connect with us

السياسة

«قراصنة البيانات».. بأخطائهم تعرفونهم !

مخاطر سيبرانية وحسابات متصيّدة تتربص بك في كل إجراء تتخذه على شبكة الإنترنت؛ بحثاً عن المعلومات والبيانات التي

مخاطر سيبرانية وحسابات متصيّدة تتربص بك في كل إجراء تتخذه على شبكة الإنترنت؛ بحثاً عن المعلومات والبيانات التي تسهل الوصول إلى حساباتك البنكية وسرقتها والاحتيال عليك.

وتعجّ الشبكة العنكبوتية بالمتصيدين والباحثين عن الضحايا، فما إن تبادر بالدخول إلى أي موقع جديد حتى تنهال عليك الأذونات التي تطلب الوصول إلى بياناتك الخاصة مثل موقعك، وجهات الاتصال، والصور، وغير ذلك.. وهو أمر دعا إلى إطلاق تحذيرات كثيفة بعدم السماح لمثل هؤلاء باختراق الحساب أو التجاوب معهم.

ربما تكون بعض الأذونات التي يطلبها التطبيق صحيحة وموثقة لكن بعضها غير ذلك.. عمليات احتيال ينفذها محتالون ما يستوجب الحذر عند منح الأذونات لأي تطبيق لضمان عدم استغلال البيانات الشخصية.

وتختلف أساليب المحتالين وحسابات المصيدة، فذلك يطلب إذناً بالوصول إلى قائمة جهات الاتصال الخاصة بك، وآخر لبيانات الموقع، أو الصور، فيما يؤسس آخرون مواقع مزيفة بزعم إنشاء استبيانات تستهدف جمع البيانات وأخرى الادعاء بكونها صفحات حكومية أو تجارية ما يستوجب المزيد من البحث والتنبه من السقوط في حبالهم.

الملحقية في بريطانيا تحذر

دعت الملحقية الثقافية السعودية بالمملكة المتحدة، المواطنين السعوديين إلى أخذ الحيطة وعدم السماح بالوصول إلى بياناتهم الشخصية من الجهات غير المعروفة أو الموثوقة. وأكدت أنه نظراً لما لوحظ من بعض الحسابات المتصيدة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تقوم بنشر استبيانات تستهدف جمع بيانات الطلبة المبتعثين، فقد حثت الملحقية على أخذ الحيطة وعدم السماح بالوصول إلى البيانات من جهات غير معروفة وذلك بعد رصد بعض الحسابات المتصيدة على منصات التواصل الاجتماعي التي تقوم بنشر استبيانات تستهدف جمع بيانات الطلبة المبتعثين.

تطبيقات مخادعة

كشف خبير أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية محمد عبدالوهاب السريعي، مخاطر إهمال بعض التطبيقات على أجهزة المحمول؛ التي قد تكون سبباً في الوصول إلى البيانات الشخصية لمستخدم الجهاز وبالتالي سهولة سرقته، داعياً إلى التحكّم في أذونات التطبيقات والمواقع الإلكترونية وتقنين الإمكانات أو المعلومات؛ التي يمكن أن يستخدمها التطبيق أو الصفحة الإلكترونية. وشدد السريعي على كيفية التعرُّف على عملية الخداع، فالمخادعون يستخدمون أساليب متنوعة لخداع ضحاياهم ودفعهم إلى تنزيل تطبيقات ضارة للوصول إلى بياناتهم.

الأخطاء النحوية.. علامة

خبير أمن المعلومات السريعي: يقول إنه يجب أن تثير الرسائل غير المتوقعة شكوكك، وغالباً ما يلجأ المخادِعون إلى إرسال رسائل نصية أو رسائل إلكترونية مقنِعة، أو أن يطلب منك التطبيق تغيير أحد إعدادات الجهاز. وأضاف: قد يستخدم المحتالون خاصية الإغراق بالميزات على ضحاياهم عبر الإنترنت وبشكل مبالغ فيه قد تدّعي تحسين أداء هاتفك أو تعرض توفير محتوى من المفترض أن يكون مدفوعاً. إذا بدا الأمر جيداً بشكل مبالغ فيه، من المرجّح ألا يكون حقيقياً، كما أن الأخطاء الإملائية والنحوية تكشف تلك الصفحات الاحتيالية، فالأخطاء النحوية والإملائية لا تجدها في الحسابات أو التطبيقات الموثوق بها. وطالب بضرورة الانتقال إلى الموقع الإلكتروني الرسمي للشركة أو المؤسسة التي يرغب المستخدم الدخول إليها والبحث عن التطبيق في متجر تطبيقات تثق به.

وشرح السريعي كيفية حماية الخصوصية الشخصية على الإنترنت؛ ومن أبرزها تجنب تخزين الملفات الشخصية على كمبيوتر أو هاتف العمل (مثل البيانات الضريبية)، فجهاز العمل ليس ملكية خاصة، بل يمكن بسهولة أن يصل العديد من الأشخاص إلى ملفاتك الشخصية، ويجب تجنب حفظ كلمات المرور الشخصية على جهاز العمل. كما يجب الحذر عند استخدام الكمبيوتر في مكانٍ عام، إذ قد توجد شبكة إنترنت مجانية، ويعرضك ذلك لعملية احتيال من متخصصي الجرائم المعلوماتية والإلكترونية.

حذار من «واي فاي» المطارات

السريعي نبّه إلى أذونات التطبيقات التي تتطلب الوصول إلى الكاميرا والمايكروفون وخدمات الموقع والتقويم وجهات الاتصال وحسابات الوسائط الاجتماعية، إذ تشكل تهديداً قوياً على الخصوصية، مضيفاً أنه عند عدم الحاجة إلى أي برنامج أو تطبيق يجب حذفه، فكلما زاد عدد البرامج أو التطبيقات الموجودة على الجهاز، زادت احتمالية تعرضه للاختراق، ويجب استخدم المصادقة ثنائية العوامل حيثما أمكن مثل رمز يتم إرساله في رسالة نصية قصيرة إلى هاتفك أو بصمة إصبعك.

ولم يغفل السريعي التحذير من شبكات الاتصالات اللاسلكية المجانية المعروفة تقنيا بـ(واي فاي)، التي توفرها بعض المنشآت والمطارات والتي تعد غير آمنة لسهولة اختراقها من (هاكرز) الإنترنت، إذ يستطيعون من خلالها التجسس على ضحاياهم، وسرقة بياناتهم وصورهم، وملفاتهم، وأرقام حساباتهم المصرفية.

وكشف السريعي أنّ المحتالين يقومون بإنشاء شبكة مجانية وهمية باسم مشابه للشبكات اللاسلكية الموجودة في مرافق المطارات، وبمجرد الارتباط بها يقوم بتسخير الهاتف أو الجهاز اللوحي أو حتى الحاسب المحمول لصالحه ويعمل على جمع كافة المعلومات والبيانات اللازمة لإتمام اختراق الهاتف أو الكمبيوتر، مشدداً على أهمية التأكد من مصداقية الشبكة اللاسلكية قبل الاتصال بها.

لا تقل إنك على سفر!

السريعي شدد على ضرورة التحقق من وجود برامج مراقبة على الأجهزة واستخدم تطبيق مكافحة الفايروسات ومنع البرمجيات الضارة واختراق أنظمة الجهاز عن طريق استخدام تطبيق مكافحة فايروسات جيد، كما يجب التأكد من تحديث أنظمة الجهاز والحماية به، محذراً عند المشاركة على منصات التواصل الاجتماعي من نشر تحركات الشخص للعامة، والخطط المستقبلية للسفر أو عند الانتقال إلى الأماكن، لأن هذا يجعل الآخرين يعلمون أنك ستبتعد عن منزلك وبالتالي سهولة السرقة، وهو ما يقع فيه الكثير عند السفر بنشر يومياتهم للعامة، وقد يلتقطها أحد الأشخاص ممن يحمل نوايا سيئة فتسهل سرقته.

وشدد خبير أمن المعلومات محمد السريعي، على أهمية استخدام كلمات مرور قوية للأجهزة الإلكترونية والحسابات الشخصية، يصعب الوصول إليها، وتضم مزيجاً من الأحرف الكبيرة والصغيرة، إضافة إلى الأرقام والرموز، كما يجب تجنب استخدام كلمة مرور واحدة على حسابات مختلفة، ونصح بتغيير كلمات المرور بانتظام.

السياسة

«قسد» في دمشق.. اتفاق رابح – رابح

اتفاق 10 مارس 2025 سيكون اليوم الأول في تاريخ سورية الجديد، باعتباره التحول الأبرز في المسار السوري منذ حكم البعث

اتفاق 10 مارس 2025 سيكون اليوم الأول في تاريخ سورية الجديد، باعتباره التحول الأبرز في المسار السوري منذ حكم البعث عام 1963. قيادي كردي يقود قواته على الأرض السورية يلتقي الرئيس السوري في قصر الشعب، ويوقعان اتفاقية الدمج والحفاظ على وحدة الأراضي السورية.

وعلى الرغم من أن الشيطان يكمن في التفاصيل إلا أن العنوان العريض لهذا الاتفاق هو إعادة ترتيب النيات، ونسف خطاب الكراهية الذي كان يسيطر على الذهنية السورية على مدار أكثر من نصف قرن حتى في ظل الثورة التي استعارت في كثير من الأحيان أدبيات الكراهية من حزب البعث العربي الاشتراكي تجاه المكون الكردي.

طالما كانت سورية النسخة المصغرة من التجربة العراقية، منذ ثورة رشيد عالي الكيلاني في أيار 1941، أتحدث عن التشابه بين التجربة العراقية والسورية لتجنب أخطاء التجربة العراقية في الاتفاق الأخير بين دمشق وشمال شرق سورية، والاعتبار من هذه التجربة حتى لا نؤسس لسوء نية لاحق ومفخخات سياسية سيحملها الأجيال مرة أخرى.

لطالما كانت المسألة الكردية الشغل الشاغل للعراقيين والسوريين على حد سواء. تعامل صدام حسين مع هذا الملف ببراغماتية تارة وبعنف تارة أخرى، لكنها كانت القضية الأكثر حضوراً على مائدة القصر الجمهوري في بغداد.

في سورية، اعتمد حافظ الأسد سياسة الإنكار التام للقضية الكردية. الأسد، الذي يعتقد أنه من أصول كردية، كان يرى سورية عربية بالكامل، وأن الحالة الكردية حالة غريبة على المجتمع السوري.

لا أريد الدخول في مسألة الأرقام والإحصاءات حول عدد الأكراد في سورية؛ لأن ذلك سيفتح عش الدبابير باعتبار الكرد لديهم أدبياتهم الخاصة في الإحصاء والتعداد، لكني أقول إن حجم القضية الكردية في سورية يفوق عددهم بكل تأكيد.

في 11 مارس عام 1970 جرى اتفاق بين الملا مصطفى بارزاني قائد الثورة الكردية على النظام العراقي آنذاك ونائب الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين، وهي الاتفاقية التي منحت الأكراد حكماً ذاتياً. كانت صورة صدام حسين وهو يمسك بيد الملا بارزاني مشهداً لا ينسى في الذاكرة الشرق أوسطية، ليس في العراق فحسب بل في سورية والعراق وتركيا وإيران.

ولأن الثقة والنيات الحسنة والوضوح والتفاصيل كانت تنقص هذا الاتفاق في إنشاء الحكم الذاتي للأكراد فقد انهار بعد 4 سنوات فقط، وتجدد القتال بين بغداد والأكراد شمال العراق، وذهب ضحية هذا الصراع أكثر من 100 ألف، لأن الصورة كانت هي الهدف الأبعد من كل النيات الحسنة، فالطرفان كانا يخفيان الخناجر حتى انفجرت الأوضاع في حرب أخرى ما زال الكرد يدفعون ثمنها مع بغداد، رغم تغير النظام.

على أية حال، فإن قراءة متأنية لبنود الاتفاق السوري تجد أن كل ما جرى ذكره لا يشكل جدليات بين الطرفين، فقط المبدأ الأساسي فيما كتب هو أن يكون بشكل دستوري حتى يضمن الكرد بالدرجة الأولى تكريس وجودهم في الحياة السياسية والدستورية السورية، وهذا جزء من عوامل بناء الثقة بين الطرفين، وإذا ما تمكن كل من الرئيس أحمد الشرع وقائد قوات «قسد» مظلوم عبدي من الانسجام في تطبيق هذه الاتفاق وتجاوزا التحديات الإقليمية والداخلية على مستوى القاعدة المحيطة بالرجلين، فأرى أن سورية ستكون أكثر قوة من أي وقت مضى، وهذا يتطلب بطبيعة الحال تطمينات للجانب التركي بالدرجة الأولى الذي ينظر بحذر إلى هذا الاتفاق بسبب المخاوف من تمدد مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية على الأراضي السورية.

هذا الاتفاق سيوفر لدمشق عدة مكاسب؛ الأول إبعاد قوات سورية الديموقراطية من قائمة الأعداء وبالتالي تنتقل دمشق من حضن موسكو وإيران إلى الجانب الأمريكي باعتبار أن «قسد» حلفاء للولايات المتحدة والدول الغربية عموما.

أما المكسب الثاني فهو العامل الجغرافي والاقتصادي والحيوي في هذه المنطقة التي تعتبر سورية الجديدة على المستوى الاقتصادي، من حيث إنتاج النفط والغاز والقوة البشرية وأموال المغتربين، إضافة إلى العامل الزراعي الذي سيوفر فرص عمل لكثير من القوات التي ستترك مواقعها الفصائلية، وعليه فإن هذا الاتفاق إذا كتب له النجاح سيكون طوق النجاة للإدارة الجديدة ولسورية عموما.

ومن المكاسب أيضا توسيع إطار القوة العسكرية للإدارة الجديدة بقيادة أحمد الشرع على المستوى الأمني والعسكري والإداري، خصوصا أن شمال شرق سورية لديها خبرة عسكرية وأمنية تصل إلى نحو 10 سنوات خلال الحرب ضد تنظيم «داعش».

بالنسبة لمظلوم عبدي، هو الرابح الأكبر من هذا الاتفاق، خصوصا أن الولايات المتحدة من الممكن أن تعلن الانسحاب في أي وقت، وبالتالي فإن الورقة الكردية ستذهب في مهب الريح، كما أن بقاء شمال شرق سورية في مرمى التهديدات التركية من شأنه أن يؤخر التنمية والاستقرار وهذا يفرض على دمشق وشمال شرق سورية إيجاد حلول واضحة وصريحة للتعامل مع المخاوف التركية وتجنيب المنطقة بؤرا ملتهبة دون حل.

إذن نحن أمام اتفاق (رابح رابح) إذا تم التعامل معه بكل حرص ومهنية وأن تكون تركيا والدول العربية أيضا جزء من هذا الاتفاق لإنجاحه، لأنه أهم اتفاق وقع منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024.

بنود الاتفاق:

– ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية وكافة مؤسسات الدولة بناء على الكفاءة بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والعرقية.

– المجتمع الكردي مجتمع أصيل في الدولة السورية، وتضمن الدولة السورية حقه في المواطنة وكافة حقوقه الدستورية.

– وقف إطلاق النار على كافة الأراضي السورية.

– دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سورية ضمن إدارة الدولة السورية، بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز.

– ضمان عودة كافة المهجرين السوريين إلى بلداتهم وقراهم، وتأمين حمايتهم من الدولة السورية.

– دعم الدولة السورية في مكافحتها فلول الأسد (نظام بشار الأسد) وكافة التهديدات التي تهدد أمنها ووحدتها.

– رفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات بث الفتنة بين كافة مكونات المجتمع السوري.

– تسعى اللجان التنفيذية إلى تطبيق الاتفاق بما لا يتجاوز نهاية العام الحالي.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

السياسة

طويق جازان في مبادرة إفطار مرابط بالحد الجنوبي

نفذ فريق طويق جازان التابع لجمعية التوعية بأضرار المخدرات مبادرة إفطار مرابط لجنودنا البواسل في الحد الجنوبي

نفذ فريق طويق جازان التابع لجمعية التوعية بأضرار المخدرات مبادرة إفطار مرابط لجنودنا البواسل في الحد الجنوبي للسنة السابعة على التوالي.

وشارك في المبادرة عدد من أسر ذوي الشهداء والجهات الحكومية والأهلية الداعمة، وتم توزيع أكثر من 500 وجبة إفطار على مرابطي الحد الجنوبي في محافظة الحرث.

أخبار ذات صلة

وأكد قائد الفريق عبدالعزيز المدخلي أن المبادرة تدخل عامها السابع وشارك فيها عدد منّ المتطوعين والمتطوعات وذوي شهداء الواجب، مقدماً شكره لإمارة منطقة جازان ومحافظة الحرث وشرطة الحرث وأعضاء وعضوات الفريق على مشاركتهم لإنجاح المبادرة.

Continue Reading

السياسة

الدعجاني: كل ساعة بحضور أمي ولادة لي !

للأديب سهم الدعجاني حضوره الأدبي والثقافي، منذ بواكير الشباب، ولعل شغفه بعالم الكبار جَسَر المسافات بينه وبين

للأديب سهم الدعجاني حضوره الأدبي والثقافي، منذ بواكير الشباب، ولعل شغفه بعالم الكبار جَسَر المسافات بينه وبين كل من علامة الجزيرة العربية حمد الجاسر، فأكسبه ثقة الجاسر ثم الشاعر المؤرخ عبدالله بن خميس، والبروفيسور راشد المبارك، وهنا نستعيد معه في حديث الذكريات شيئاً من السيرة الذاتية والأدبية، فإلى نصّ المسامرة:

• متى كانت ساعة القدوم للدنيا؟

•• لا أعلم ساعة قدومي للدنيا، لأنني لم أسأل سيدتي الوالدة «وضحى بنت هزاع» عن تلك الساعة، لكن الذي أعلمه يقيناً أن كل ساعة في حضرتها -رحمها الله- كانت ساعة ميلاد، وكل ثانية بعد رحيلها هي «قرن» من الشقاء والعناء واليتم!، لكن أظن أن ساعة القدوم كانت «ضحى» يوم ربيعي في «عالية نجد»، عندما عزفت الصحراء معزوفتها الأزلية «الصمت الحياة».

• أي موسم وُلدت فيه؟

•• لا شك أنه موسم الربيع، في تلك اللحظة كانت عيون أمي هي «الربيع»، بل هي سيدة الفصول الأربعة.

بلسم حياتي

• ماذا يعني الانتماء للثقافة والأدب؟

•• يعني «الحياة» و«المبدأ» و«العطاء»، القرب من أهل الثقافة والأدب هو «بلسم حياتي» ونبراس مسيرتي وعنوان حضوري الاجتماعي، فالثقافة «وعي» والأدب «أسلوب حياة»، وهنا تذكرت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- قبل 25 عاماً عندما رعى مساء الثلاثاء التاسع من رمضان المبارك عام 1421هـ الموافق للخامس من ديسمبر 2000، حفل إنشاء مؤسسة حمد الجاسر الخيرية ومركز الشيخ حمد الجاسر الثقافي، وتبرع -رعاه الله- بمبلغ مليون ريال لصالح المؤسسة، وأتذكر العديد من الصور الجميلة للأجواء الرمضانية؛ خصوصاً في مساءات الصالونات الثقافية بمدينة الرياض، فقبل 25 عاماً، أذكر أنني حضرت أحدية المفكر السعودي المعروف الدكتور راشد المبارك بمنزله بحي الشميسي في رمضان 1420هـ، عندما تحدث العميد محمد الهاشم عن «إيلاف قريش»، الاتفاقية التي غيّرت خريطة المنطقة وتاريخ العرب في المنطقة في طقس فكري معتدل، كما أتذكر حديثاً في «إثنينية» الأستاذ عثمان الصالح -رحمه الله- بمنزله بحي المؤتمرات للشيخ عبدالله النعيم -رحمه الله- عن «العمل التطوعي»، كما وفي «خميسية» أستاذي الشيخ حمد الجاسر «علامة الجزيرة» عندما تتحول من وقت «الضحى» إلى بعد صلاة التراويح خلال شهر رمضان بمنزله «دارة العرب» بحي الورود، بحضور نخبة من الأدباء والمفكرين والمثقفين من الداخل والخارج من خلال أحاديث سمر تتناسب مع روحانية الشهر الفضيل.

• هل نشأت في بيئة قروية؟ وعلى ماذا استيقظ وعيك المبكرمن الأحداث والمواقف والناس؟

•• بل نشأت في الرياض «سيدة المدائن»، هذه المدينة المتجددة، منذ أن كانت مزيجاً من القرية والمدينة، حتى كبرَت وشبَّت على عيني سيدي الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- إبان توليه إمارة منطقة الرياض لأكثر من نصف قرن، أتذكر الآن ساعة «سفلتة» شارعنا القديم، أمام بيتنا الطيني بحي الصالحية، ساعة لها حضورها وذكراها في نفسي حتى اللحظة، كانت فرحتها كبيرة مع أولاد حارتنا عندما لعبنا ذاك اليوم بكرة «الصب»، على «الأسفلت» الأسود الجديد بأقدامنا الصغيرة، ونردد دائما عبارتنا الشهيرة قبل البدء في اللعب: «من يسطح الكورة يجيبها» من سطح الجيران مهما كان الثمن، وعادة ترجع إلينا «الكورة» بلا عناء ممن فعل فعلته، وأحيانا نتلقاها وهي «مفقوعة»، خصوصاً إذا وقعت في سطح بيت لا نعرف صاحبه أو «غير متعاون» أو «أقشر» بالتعبير النجدي.

مكيف في «القايلة»

• كيف كان أوّل يوم صيام في حياتك؟

•• من يتذكر ذلك اليوم يا علي؟!، أذكر منه تلك السويعات الجميلة قبل المغيب، عندما كنا نلعب مع أولاد حارتنا، ونحرص أن نكون قريبين من بيت جارتنا «فلحاء أم جائز الحربية»، ونحرص أن يكون باب بيتها هو محطتنا الأخيرة في اللعب قبل غروب الشمس، لعلنا نفوز بهديتها الأثيرة، شيء من «لقيمات» رمضان أو شربة «شربيت» ثم نعود للبيت مسرعين فأسمع «صوت ابن ماجد» مؤذن الجامع الكبير (جامع الإمام تركي بن عبدالله) في وسط الرياض يتردد في مسامعنا ومعه صوت المدفع، وعلى سفرة سيدتي الوالدة -رحمها الله- نجد كل أصناف الحب ودفء العائلة الذي منح نفوسنا الصغيرة «عشق الحياة» واحترام «لمّة العائلة»، كما أذكر بعض صور الصيام مع أخوالي في «عالية نجد» في قلب الصحراء عندما كان خالي «علي بن هزاع» يربط مولد الكهرباء على «كفر» سيارة داتسون لكي يشغل مكيفاً صحراوياً نتبرّد به في «القايلة». وعلى سفرة الفطور مع جدي وجدتي -رحمهما الله- وخالي راشد وخالتي سارة، وبيت الشعر، أتذكر التمر مع «الإقط» والسمن البري والقهوة التي يعدها خالي علي -رحمه لله- بنفسه وعلى ناره في «رفة» بيت الشعر.

«رُح الخباز وهات خبز»

• ما موقف والدتك ووالدك من صومك المبكر؟ وهل أذنا لك أو أحدهما بقطع الصيام بحكم الإرهاق؟

•• موقف والدي من صيامي المبكر هو التشجيع والدعم والترغيب في هذه العبادة العظيمة، التشجيع بالكلمة الطيبة والدعم بالقدوة الحسنة في سلوكهما -رحمها الله- رحمة واسعة.

• على ماذا كانت تتسحر الأسرة في ذلك الوقت؟

•• السحور.. يا لجمال هذا الوقت في بيتنا القديم، عندما تعلن سيدتي الوالدة حالة التأهب والاستعداد قبل الفجر، تجتهد -رحمها الله- أن تعود إلى المطبخ الحياة بعد نهار رمضان، لتكون سفرة السحور على بساطتها لذيذة وفيها سيدي الوالد وأشقائي وهي -رحمها الله- «سيدة الفجر» بعبادتها وسجادتها وأذكارها وكلماتها التي تسبق طلوع الفجر إلى قلوبنا وآذاننا ونحن صغار، كان السحور في بيتنا العتيق هو فاتحة الروح في شهر رمضان.

• ما النشاط المنزلي الذي كنت تُكلّف به؟

•• كنت الابن الثاني في ترتيب الأسرة بعد شقيقتي الكبرى أم مريم -حفظها الله-، لذا كانت مسؤولياتي المنزلية محدودة، منها إحضار الخبز من خباز الحي اليمني، فما زلت أذكر وصية أمي -رحمها الله- لي عندما تضع نقوداً في جيبي الصغير قائلة لي بكل حنان «رح الخباز، وهات خبز بهذه الفلوس كلها»، طبعاً أنجح كثيراً في هذه المهمة البسيطة التي لا تحتاج مني سوى الشجاعة في الخروج من البيت والذهاب لخباز الحي الذي يبعد عن البيت قرابة كيلومتر، لكنني لا أعود بالخبز مكتملاً، ولا أذكر أنها -رحمها الله- عاتبتني على هذه العادة، طبعاً في غير نهار رمضان.

الوعي وحسن التربية

• أي فرق أو ميزة كنت تشعر أنك تتميز بها عن أقرانك؟

•• الميزة التي أشعر بها وأفتخر أنها تميزني عن بقية أقراني هي أن والديَّ على درجة عالية من «الوعي» وحسن التربية بأساليب فطرية معتدلة، فقد كان سيدي الوالد -رحمه الله- يجلب لي من عمله الصحف والمجلات، فرغم أن قراءته بسيطة إلا أنه يرى ضرورة توفير وسائل التثقيف لأبنائه حسب استطاعته، ويتوّج ذلك كله اهتمام والدتي وحرصها الشديد على وقت خروجي من البيت وعودتي إليه، وعدم السماح لي بالخروج إلا في أوقات محددة، هذا الطقس غير المحبب للطفل آنذاك، إلا أنني بمضي أعوام عدة أيقنت أن «التربية الحازمة» التي تقف خلفها أمي -رحمها الله- هي السبب الرئيسي وراء «الانضباط» الذي أعيشه اليوم في كل تفاصيل حياتي، إذ كان للبيت حرمته المقدسة في الحضور والانصراف والنوم واللعب، لها ضوابطها الدقيقة لدى تلك الأم النجدية العظيمة التي لم تقرأ ولم تكتب لكنها كانت «أستاذة» في «الوعي» و«الأمومة».

الآلة الحاسبة وأنا• من تتذكر من زملاء الطفولة؟

•• زميل الدراسة «منيف» الذي كان ينافسني على الصدارة في الصف السادس الابتدائي بمدرسة عبدالحميد الكاتب بحي «الصالحية»، الذي لا يكتب إلا بالقلم الحبر السائل، ويقوم بحل الواجبات جميعها داخل الصف في أوقات الفراغ، ذات يوم أعطانا معلم الحساب أستاذنا سليمان العيد مسألة حساب، ولم أفلح في الحل وتأخر زميلي منيف في حلها فطلب مني إحضار «الآلة الحاسبة» من سيارته التي كانت خارج المدرسة، فلما ذهبت وأحضرت الآلة وإذا بالزميل منيف حل المسألة! طبعاً هذا المعلم الفاضل، حصل على درجة الدكتوراه وانتقل عضو هيئة تدريس بجامعة الملك سعود في ما بعد، والتحقت بها طالباً بكلية التربية قسم العلوم.

• لماذا يسكننا حنين لأيامنا الأولى في الحياة؟

•• لأن الحنين لا يكون إلا للأشياء الجميلة التي كنا نسعد بها حتى لو كانت بسيطة، وللأسف الحياة بمشاغلها تأخذ البعض بعيداً عن «صناعة الجمال» في واقعه المعاش، فلا يجد إلا الماضي يحنّ إليه، مثلما كان يقول الدكتور عبدالعزيز الخويطر عن نفسه عندما يُسأل من أحدهم هل تشتاق للتدريس في الجامعة؟ فيقول هامساً كعادته: أحنّ إليها كحنين الإبل إلى معاطنها.

• متى بدأت علاقتك بالتعليم؟

•• عندما صدر قرار تعييني معلماً في 1412هـ بمدرسة عامر بن الجراح المتوسطة بحي الدار البيضاء بمدينة الرياض، وأديت رسالتي التعليمية معلماً، ثم بعد ذلك مشرفاً تربوياً، ثم رئيس قسم، ثم مساعد مدير مكتب التربية والتعليم بشمال الرياض، ثم مدير مكتب التعليم بقرطبة، ثم بالروضة، حتى تقاعدي المبكر قبل سنوات.

طبخات أم أفنان• ما المواقف العالقة بالذهن من تلك المرحلة؟

•• «التعليم» في كل أحواله رسالة عظيمة، والمواقف العالقة كثيرة منها الدرس الأول الذي قدمته لطلابي بثانوية الغزنوي بحي الملز الصف الثاني ثانوي عندما كنت «أتدرب» في الفصل الأخير من كلية التربية «التربية الميدانية» تحت إشراف أستاذي الدكتور صالح الضبيبان -رحمه الله-، ذلك الدرس هو «الحصة الأولى» في حياتي المهنية تعلمت منه التخطيط والمواجهة والثقة بالذات وإدارة الصف التي علمتني فنون الإدارة في مختلف مراحل حياتي المهنية والعامة.

• ما برنامجك الرمضاني من الفجر إلى السحور؟

•• أحرص على أن يكون برنامجاً منسجماً مع بقية أيام العام، إلا إضافة محاولتي أن أكون في هذا الشهر الفضيل إلى الله أقرب قدر الاستطاعة، وأحاول جاهداً أن أقضي سويعات هذا الشهر الفضيل في أحضان عائلتي الصغيرة.

• أي الطبخات أو الأكلات أو الأطباق تحرص على أن تكون على مائدتك الرمضانية خصوصاً المحلية؟

•• والله كل الطبخات من زوجتي الغالية أم أفنان وبناتي أحبها.

• هل تتابع برامج إذاعية أو تلفزيونية؟ وما هي؟

•• نعم، وأحرص على البرامج الحوارية خصوصاً في المجال الثقافي والفكري.

أشجع المنتخب • لماذا يتناقص عدد الأصدقاء كلما تقدم بنا العمر؟

•• في نظري أن ذلك نتيجة طبيعية للنضج وتقدم الإنسان في التجربة الحياتي، فتقلّ -بل تزداد- خصوصية الاهتمام وتضيق دائرة التجانس مع الآخرين، إلا أولئك الذين شاركونا جمال البدايات الصعبة.

• ما حكمتك الأثيرة؟ وبيت الشعر؟ واللون الذي تعشق؟

حكمتي المفضلة:

يظل الرجل طفلاً، حتى تموت أمه، فإذا ماتت شاخ فجأة.

أما بيت الشعر:

عبدالعزيز الذي ذلّت لسطوته *** شوسُ الجبابر من عُجمٍ ومن عَرَبِ

ليثُ الليوثِ أخو الهيجاءِ مُسعِرُها *** السيّدُ المُنجبُ ابن السادةِ النُجُبِ

هذان البيتان لشاعر نجد الكبير محمد بن عبدالله بن عثيمين -رحمه الله- في مدح جلالة الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، وكلما أعدت قراءتهما حضر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بكل تفاصيله الملهمة.

وأعشق اللون الأخضر.. لون الحياة والنماء والسعودية الخضراء دائماً وأبداً.

• هل لك ميول رياضية؟ وما فريقك المفضل؟

•• وهل غير منتخبنا الوطني يستحق التشجيع والميول؟ اللهم إني صائم!

• أي قصيدة ترى أنها توزن بماء الذهب؟

•• أجل نحنُ الحجاز ونحن نجدُ *** هنا مجدٌ لنا وهناك مجدُ

قصيدة غازي القصيبي -رحمه الله- التي اختصرت الوطن في قصيدة.

• أي زمن أو عصر كنت تتمنى لو أنك عشت فيه؟

•• يكفيني أنني أعيش هذا العصر.. عهد سيدي الملك سلمان بن عبدالعزيز-أيده الله- ملك الحزم والعزم، وسيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان القائد الملهم، فنحن نعيش عصراً يستقي الفخر، فهنيئاً لأبنائنا وأحفادنا بمستقبل الوطن الحلم.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .