تماهت وزارة التعليم وهيئة تقويم التعليم والتدريب مع مبادرات رؤية 2030، عبر إستراتيجيتهما القائمة على بناء نموذج سعودي عالي الأثر للجودة في التعليم والتدريب بشكل رائد عالمياً. واعتمدت الوزارة والهيئة، على تنفيذ العديد من البرامج التي استهدفت كافة جوانب المنظومة التعليمية والعلمية بدءاً من تعزيز التحصيل العلمي للطلاب والطالبات وتهيئة البيئة المدرسية والتعليمية وتنمية مهارات الكوادر البشرية من معلمين وإداريين وصولاً إلى تطوير ودعم مكاتب وإدارات التعليم في المناطق كافة.
تشخيص واقع المدارس
ولإحداث تغيير جذري في المدارس من خلال اعتمادها في أعمالها على المعايير ونواتج التعليم والمؤشرات والمستهدفات وبطاقات الأداء وخطط التحسين بما يؤسس لمرحلة جديدة في مسيرة التعليم العام في المملكة، نفذت هيئة تقويم التعليم والتدريب بالتكامل مع وزارة التعليم، البرنامج الوطني للتقويم والتصنيف والاعتماد المدرسي المحقق لمبادرة تصنيف المدارس في برنامج تنمية القدرات البشرية أحد برامج رؤية 2030.
واستهدف البرنامج تشخيص واقع المدارس كافة وقياس أدائها وتقويمه لتمكين تطوير التعليم ورفع جودته، ونفذ خلاله التقويم الذاتي في أكثر من 24 ألف مدرسة بنسبة 100%، تلاه إنجاز عمليات التقويم الخارجي بنحو 19 ألف مدرسة حكومية وأهلية وعالمية، ما يشكل 78% من مدارس المملكة، وذلك بمشاركة أكثر من 10 ملايين طالب ومعلم وولي أمر.
وارتكز البرنامج، على استخدام أدوات عديدة شملت اختبارات وطنية أجراها أكثر من مليون و500 ألف طالب نفذتها الهيئة بوصفها جهة مستقلة لقياس الأداء التعليمي.
واعتمد التقويم المدرسي في نتائجه على أكثر من مليار و700 مليون وحدة بيانات، ما يعكس شمولية ودقة نتائج التقويم المستمدة من الاختبارات الوطنية ورخص المعلمين والاستبانات والمقابلات والزيارات الصفية وتحليل وثائق المدارس لتوفير قاعدة معرفية قوية تدعم التحسين والتطوير.
معايير دولية
أطلق البرنامج الوطني للتقويم والتصنيف والاعتماد المدرسي وفقاً لأفضل الممارسات والخبرات التربوية والتجارب الدولية المتميزة بالاستناد على معايير ومؤشرات وأدلة تنظيمية وإرشادية وبالعمل مع شركاء رئيسيين كوزارة التعليم والجهات ذات العلاقة. وتضمن البرنامج ثلاثة محاور رئيسية، تضمنت أعمال التقويم المدرسي نفذه أكثر من 1650 أخصائياً وأخصائية تقويم مدرسي قاموا بأكثر من 800 زيارة ميدانية للمدارس خلال الأسبوع الواحد لتقويم أداء مدارس التعليم العام بناء على معايير دقيقة وقابلة للقياس ما ينتج عنها تقارير وبيانات تدعم وتمكن المدارس من تحسين أدائها وتجويد مخرجاتها.
وشمل المحور الثاني، عمليات التصنيف للمدارس بناء على نتائجها في عمليات التقويم الخارجي، وبطاقات أداء قياس نواتج التعلم، تم خلاله وضعها في أربعة مستويات أداء متمايزة تتضمن التهيئة وتضم المدارس التي قدمت مستوى أداءً منخفضاً وبحاجة إلى تدخلات جوهرية للتحسين في معظم مجالات التقويم، والانطلاق يضم المدارس التي قدمت مستوى أداءٍ مقبولاً وبحاجة إلى تحسينات كبيرة في بعض المجلات، والتقدم يضم المدارس التي قدمت مستوى أداءٍ جيداً وبحاجة إلى استمرار التحسين والتطوير ومتابعته، والتميز يضم المدارس التي تميزت في مستوى الأداء ويتطلب استدامة التميز والابتكار.
فيما تضمن المحور الثالث، الاعتماد المدرسي ويعد اعترافاً رسمياً تمنحه الهيئة أو الجهة المرخصة منها للمدرسة بناء على مستوى استيفاء المدرسة لمتطلبات محددة وفقاً للمعايير المعتمدة.
«تميز 2024»
وللاحتفاء بالمدارس المتميزة بناء على نتائج التقويم المدرسي، نظمت هيئة تقويم التعليم والتدريب بالتعاون مع وزارة التعليم الملتقى الوطني للتميز المدرسي «تميز 2024» في مدينة الرياض بحضور وزير التعليم يوسف البنيان، ورئيس مجلس إدارة الهيئة الدكتور خالد السبتي، وبمشاركة مديري التعليم في كافة المناطق والمحافظات وقيادات 292 مدرسة حققت مستوى التميز.
واشترطت هيئة تقويم التعليم والتدريب، في تكريم المدارس تحقيق معايير واشتراطات التميز في الأداء العام وأن لا يقل عن مستوى التقدم فأعلى في أربعة مجالات؛ تتضمن الإدارة المدرسية، والتعليم والتعلم، ونواتج التعلم، والبيئة المدرسية.