السياسة
عمى الليل.. Nyctalopia
حذر أطباء العيون من القيادة ليلاً أو السير في الأماكن المظلمة لمن يعانون من العشى الليلي أو العمى الليلي. وتأتي
حذر أطباء العيون من القيادة ليلاً أو السير في الأماكن المظلمة لمن يعانون من العشى الليلي أو العمى الليلي. وتأتي تحذيرات أطباء العيون، رغم وصفهم العشى الليلي بأنه عرض ناتج عن اضطرابات ومشكلات في العين وليس مرضاً بحد ذاته. وعزا أطباء العيون، الإصابة بالعشى الليلي إلى أسباب عدة؛ منها الإصابة بقصر النظر، وقلة النوم، ومرض السكري، ووجود خلل يصيب خلايا شبكة العين المسؤولة عن الرؤية في الضوء الخافت، وتباين الألوان، إضافة إلى الشعور بالتعب والإرهاق.
وأكد استشاري أمراض الشبكية بجامعة الطائف الدكتور عبدالعزيز الشهري، أن من أسباب الإصابة بالعشى الليلي؛ الذي وصفه بعدم القدرة على الرؤية بوضوح في الليل أو عند الإضاءة الخافتة، الوراثة الناتجة عن طفرات في الجينات المسؤولة عن خلايا مستقبلات الإبصار الليلية في شبكية العين، ما يؤدي إلى ضعف وظائف الخلايا وموتها، وهذا الضعف يزداد مع تقدم العمر عند المصابين، ومن أهم أسباب الوراثة زواج الأقارب الحاملين للطفرات الجينية حتى لو كان الأبوان سليمين ظاهرياً ولا تظهر عليهما الأعراض، إذ إن الآباء الحاملين للمرض يزيد احتمال توريث أطفالهم الجينات المصابة بنسبة 25% لكل مولود.
زرقاء وبيضاء وشبكية
استشاري العيون الدكتور الشهري، أضاف أن الأسباب الوراثية ترجع إلى نقص فيتامين (A) أو الإصابة ببعض أمراض العيون التي تؤثر على الرؤية في الليل، موضحاَ أن أعراض العشى تظهر أحياناً في بداية عمر الإنسان، فقد يعاني المصاب من ضعف النظر في الليل مقارنة بالنهار، ومع تقدم العمر وزيادة ضعف خلايا الشبكية قد يزداد الضعف بشكل كبير حتى يصبح دائماً ليلاً ونهاراً، وقد يكون العشى الليلي مصاحباً لأعراض أخرى كضعف السمع، والسمنة، وضعف وظيفة الكلى، وصعوبات التعلم عند بعض المصابين.
ونفى استشاري أمراض الشبكية الشهري، أي دور لقصر النظر في الإصابة بالعشى الليلي، إذ إن العشى مرض وراثي يصيب خلايا الشبكية، وقصر النظر له علاقة بالقرنية، ولكن مرضى العشى الليلي عادة مصابون بقصر نظر ويحتاجون لنظارات لتوضيح الرؤية، موضحاً الفرق بين العمى الليلي والمياه البيضاء والزرقاء، أن العمى الليلي وراثي يصيب شبكية العين، والماء الأبيض يصيب عدسة العين، أما الماء الأزرق فيصيب العصب البصري، وقد يحدث تشابه في الأعراض بينها من ناحية ضعف الإبصار، لكن هناك اختلافات أهمها أن العمى الليلي وراثي، لذلك تبدأ أعراضه من عمر مبكر في الطفولة، أما الماء الأبيض والماء الأزرق فغالباً يحدث مع تقدم العمر ويصيب كبار السن، والماء الأبيض يمكن علاجه واستعادة الإبصار تماماً باستبدال عدسة العين، أما العمى الليلي فلا يمكن استعادة الإبصار، إذ إن خلايا الشبكية المتأثرة خلايا عصبية حساسة ولا يمكن استبدالها.
تلسكوبات وعدسات مكبرة
ينفي استشاري العيون الشهري، وجود أي دور لبعض الأطعمة في الإصابة بالمرض، وأسبابه غالباً وراثية أو جينية، ومع ذلك ينصح المصابين بتناول الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة وفيتامين (A)؛ كالأسماك والخضروات التي تساعد خلايا الشبكية وتطيل عمرها، فخلايا الشبكية العصبية ومستقبلات الإبصار هي الجزء المتأثر في هذا المرض، ولا يمكن استعادتها، فالهدف عادة من العلاج المحافظة على ما بقي منها وإطالة عمرها بتناول الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة وتجنّب التعرّض للشمس والأشعة فوق البنفسجية.
ويكشف الدكتور الشهري، علاجاً جينياً صدر حديثاً لنوع واحد من أنواع العشى الليلي المرتبط بالطفرات في جين RPE65. والجين موجود في 4% من حالات العشى أو العمى الليلي الموجودة في المجتمع السعودي، وعادة العلاج الجيني يتم في العمليات من خلال حقن نسخة سليمة من الجين تحت الشبكية مما قد يحافظ على ما تبقى من النظر ويوقف تدهوره.
ويضيف استشاري العيون الشهري، أن علاج بعض حالات العشى الليلي يتم من خلال صرف نظارات أو عدسات مكبرة أو تلسكوبات لتحسين النظر بناء على مقدار ضعف النظر، لكنه في نفس الوقت يحذر المصابين بهذا المرض من القيادة ليلاً، ناصحاً الأبوين في حال ظهور طفل مصاب بعمل فحص جيني لهما وللطفل المصاب ومعرفة الجين المتأثر والجلوس مع متخصصين في الأمراض الجينية والإنجاب حتى يتجنبوا المزيد من الأطفال المصابين بنفس المرض، إذ إن نسبة الحصول على طفل مريض 25% في كل حمل أو إنجاب.
الكحل بريء من العشى
استشاري أمراض وجراحة الجلوكوما الدكتور محمد فوزي خليفة، يقول إن العمى أو العشى الليلي نوع من أنواع ضعف البصر؛ أي عدم القدرة على الرؤية جيداً في الظلام. ويعتبر عرضاً وليس مرضاً، ومن أسبابه ضعف النظر ونقص فيتامين (A)، وإعتام عدسة العين مع تقدم السن، والإصابة بمرض الجلوكوما والتهاب الشبكية الصباغي، والإصابة بمتلازمة آشر؛ وهو مرض وراثي نادر يؤثر على حاستي السمع والبصر بإحداث تلف تدريجي في خلايا شبكية العين، ما قد يؤدي لظهور العديد من المشكلات الصحية في العيون؛ منها فقدان القدرة على الرؤية بوضوح ليلاً، والإصابة بمرض السكري. وأشار استشاري جراحة الجلوكوما الدكتور خليفة، إلى أن الوقاية من المرض تأتي من خلال الكشف الدوري على العينين والحفاظ على مستوى السكر في الدم، وتناول الطعام الصحي المتوازن الغني بفيتامين (A)، والزنك، والأغذية المضادة للأكسدة والمعادن، موضحاً أنه لا علاقة لاستخدام الكحل، خصوصاً لمن استخدمه في طفولته، بالإصابة بهذا المرض، ولا دور للإضاءة القوية أو لأشعة الشمس في الإصابة، ومع ذلك لا بد من الحذر، فالتعرض لهذه المسببات له دور في الإصابة بعتامة العدسة (الماء الأبيض).
كيف تتدهور أعصاب العين؟
استشاري القرنية والليزر بمستشفى الأمير محمد بن ناصر بجازان الدكتور وسيم زكري، قال عن أهم الأعراض المسببة للمرض: إنها تتمثل في الإصابة باعتلال خلقي في الشبكية يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية في العتمة، ويصبح الإنسان غير قادر على الرؤية الجيدة والصافية في العتمات، ولا يوجد أي علاج لاعتلال الشبكية، فيما يمكن معالجة الإصابة بالمياه البيضاء من خلال زرع عدسة بديلة، وعلى العكس في حال الإصابة بالمياه الزرقاء تتدهور أعصاب العين نتيجة ارتفاع في ضغط العين فيتأثر الإبصار. أما مشرف قسم البصريات بالتجمع الأول رئيس قسم البصريات بمستشفى الملك عبدالعزيز بجدة يوسف صالح غوص، فقال إن العشى الليلي خلل يصيب نوعاً من مستقبلات الضوء في الشبكية المعروفة باسم الخلايا العصوية التي تساعد على الرؤية في الظلام، أو في الإضاءة الخافتة، ويحدث الخلل نتيجة عدة أسباب؛ أهمها مرض السكري الذي يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية في الشبكية، وضمور في مركز الإبصار، مما يؤدي إلى ضعف النظر بشكل عام، والوراثة بوجود تاريخ عائلي مثل التهاب الشبكية الصباغي ونقص فيتامين A الضروري لصحه الشبكية والرؤية الليلية، والإصابة بالمياه البيضاء التي تصعب الرؤية في الضوء الخافت، والإصابة بمرض الجلوكوما المؤثرة على العصب البصري.
«المرور»: لا يُسمح لهؤلاء بالقيادة
مشرف قسم البصريات بالتجمع الأول الأخصائي يوسف صالح غوص، ألمح إلى أهمية سلامة النظر وتحديداً في قيادة السيارات؛ حيث سنّت الإدارة العامة للمرور قوانين صارمة لمن يرغب في قيادة السيارة؛ من أهمها اجتياز اختبار فحص النظر من خلال معايير صارمة تتمثل في حدة البصر دون نظارات، وإذا كان الشخص يعتمد على رؤيته الطبيعية دون نظارات، يجب أن تكون حدة البصر لا تقل عن 6/18 في كل عين، أما إذا كان يعتمد على النظارات أو العدسات اللاصقة لتصحيح الرؤية يجب أن تكون حدة البصر لا تقل عن 6/18 في كل عين باستخدام الوسائل التصحيحية.
وفي الرؤية المزدوجة، يجب أن يكون الفرد لديه رؤية ثنائية جيدة؛ أي أن تكون العينان تعملان معاً بشكل طبيعي، وأن يكون مجال الرؤية الطبيعي واسعاً وكافياً لتلبية متطلبات القيادة الآمنة.
انتبه.. النظارات الليلية خدعة
لم يتوقف رئيس قسم البصريات بمستشفى الملك عبدالعزيز بجدة الأخصائي يوسف غوص، في تحذيراته بعدم قيادة السيارة ليلاً لمن يشتكي من عشى الليل، قرع ناقوس الخطر في عدم الانجرار خلف الإعلانات المزيفة والخادعة المروجة لوجود نظارات تستخدم في كل الأوقات، ومنها العمى الليلي، وقال إن العلاج يتم من خلال طبيب العيون المختص بصرف بعض المساعدات في تحسين الرؤية في الظروف المظلمة، منها نظارات محسّنة للرؤية الليلية، فبعض النظارات تأتي بعدسات صفراء أو كهرمانية يمكن أن تقلل من التوهج وتحسن التباين في الإضاءة المنخفضة، كما أن هذه النظارات يمكن أن تكون مفيدة للأشخاص الذين يعانون من مشكلات طفيفة في الرؤية الليلية. ومن العلاجات العدسات الملونة التي تقلل من التوهج وتحسن التباين ويمكن أن تساعد في الرؤية الليلية. هذه العدسات تكون غالباً صفراء أو كهرمانية، وكذلك العدسات اللاصقة التي قد تساعد في تقليل التوهج وتحسين الرؤية في الإضاءة المنخفضة.
الصغار أيضاً يصابون !
مشرف قسم البصريات بالتجمع الأول ورئيس قسم البصريات بمستشفى الملك عبدالعزيز بجدة الأخصائي يوسف صالح غوص، أوضح أن الإصابة بالعشى الليلي وتأثيراته تتفاوت بين كبار السن والأطفال، فكبار السن يمكن أن يصابوا بهذا المرض لعدة أسباب؛ منها الإصابة بالتهابات الشبكية الصباغية، وأمراض العين مثل الجلوكوما، أو التقدم في السن.
أما الأطفال والشباب، فيمكن أن يصابوا لأسباب وراثية مثل اضطرابات العصب البصري، أو نقص فيتامين (A)، أو لأمراض أخرى تصيب العين. لذا من الضروري على جميع الأعمار الزيارات الدورية لعيادة العيون والبصريات وإجراء فحوصات منتظمة، وارتداء نظارات شمسية مضادة للأشعة فوق البنفسجية لحماية العينين من الضرر، والتوعية من الإصابة بالأمراض الوراثية.
السياسة
اليابان تلوح بنشر صواريخ قرب تايوان وبكين تحذر
تصاعد التوتر بين طوكيو وبكين بعد تلويح اليابان بنشر صواريخ قرب تايوان. الصين تحذر من مسار خاطئ وتدعو لاحترام السيادة. اقرأ تفاصيل الأزمة وتأثيراتها.
شهدت العلاقات الدبلوماسية والعسكرية في شرق آسيا فصلاً جديداً من التوتر، عقب تقارير وتلميحات يابانية رسمية تفيد باعتزام طوكيو نشر صواريخ بعيدة المدى في الجزر الجنوبية الغربية القريبة من تايوان. وقد أثارت هذه الخطوة حفيظة بكين بشكل فوري، حيث وجهت الصين تحذيراً شديد اللهجة إلى جارتها، واصفة التحركات العسكرية اليابانية بأنها انزلاق نحو “مسار خاطئ” قد يهدد استقرار المنطقة بأسرها.
وتأتي هذه التطورات في سياق تحول استراتيجي كبير في العقيدة الدفاعية اليابانية. فبعد عقود من الالتزام بسياسة دفاعية سلمية صارمة بموجب الدستور الذي صيغ بعد الحرب العالمية الثانية، بدأت طوكيو في السنوات الأخيرة باتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز قدراتها العسكرية، بما في ذلك تطوير قدرات “الضربة المضادة”. وتبرر الحكومة اليابانية هذه التحركات بضرورة مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في المحيطين الهندي والهادئ، لا سيما التوسع العسكري الصيني والتهديدات الصاروخية من كوريا الشمالية.
وتكتسب الجزر اليابانية الجنوبية، المعروفة باسم سلسلة جزر “نانسي”، أهمية استراتيجية قصوى نظراً لقربها الجغرافي الشديد من تايوان. ويرى الخبراء العسكريون أن نشر صواريخ في هذه المنطقة يهدف إلى تعزيز الردع ومنع أي محاولة لتغيير الوضع القائم بالقوة في مضيق تايوان. وتعتبر طوكيو أن “أمن تايوان مرتبط بشكل لا يتجزأ بأمن اليابان”، وهي عبارة تكررت في تصريحات عدد من المسؤولين اليابانيين البارزين، مما يعكس القلق من أن أي صراع محتمل حول تايوان سيمتد حتماً ليشمل المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان وأراضيها.
من جانبها، تنظر بكين إلى هذه التحركات بعين الريبة والغضب، معتبرة إياها تدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية، نظراً لأن الصين تعتبر تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها. وقد دعت الخارجية الصينية طوكيو مراراً إلى استخلاص العبر من التاريخ وعدم تكرار أخطاء الماضي العسكري، محذرة من أن تعزيز التحالفات العسكرية مع قوى خارجية (في إشارة للولايات المتحدة) ونشر أسلحة هجومية قرب الحدود الصينية لن يؤدي إلا إلى سباق تسلح خطير وزعزعة الثقة المتبادلة بين القوتين الآسيويتين.
وعلى الصعيد الدولي، يراقب المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، هذا المشهد عن كثب. وتدعم واشنطن جهود اليابان لتحديث جيشها وزيادة إنفاقها الدفاعي ليتجاوز سقف 1% من الناتج المحلي الإجمالي التقليدي، وذلك في إطار استراتيجية أوسع لتعزيز التحالفات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لضمان حرية الملاحة والتصدي للنفوذ المتصاعد للصين. ويشير هذا التصعيد اللفظي والتحركات الميدانية إلى أن المنطقة مقبلة على مرحلة دقيقة تتطلب توازناً حذراً بين الردع العسكري والدبلوماسية لتجنب أي سوء تقدير قد يؤدي إلى مواجهة غير مرغوبة.
السياسة
قائد الجيش في الجنوب: تأكيد السيادة والقرار 1701
قائد الجيش اللبناني جوزيف عون يتفقد الوحدات العسكرية في الجنوب، مؤكداً على ثبات الجيش على الخط الأزرق والالتزام بالقرارات الدولية لحفظ أمن وسيادة لبنان.
في خطوة تحمل دلالات استراتيجية وأمنية بالغة الأهمية، أجرى قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، جولة تفقدية للوحدات العسكرية المنتشرة في جنوب لبنان، وتحديداً تلك المتمركزة على طول الخط الأزرق. وتأتي هذه الزيارة لتؤكد المؤكد، وهو أن المؤسسة العسكرية اللبنانية لا تزال تشكل العمود الفقري للاستقرار في البلاد، والضامن الأول لسيادة الدولة على أراضيها الحدودية، رغم كافة التحديات الاقتصادية والسياسية التي تعصف بلبنان.
السياق التاريخي: الخط الأزرق والقرار 1701
لفهم أهمية هذه الزيارة، لا بد من العودة إلى السياق التاريخي والجغرافي للمنطقة. فالخط الأزرق، الذي رسمته الأمم المتحدة عام 2000 لتأكيد انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان، لم يكن يوماً مجرد خط جغرافي، بل هو خط تماس سياسي وأمني ملتهب. ومنذ صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 في أعقاب حرب تموز 2006، بات انتشار الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني، بالتنسيق الوثيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، حجر الزاوية في معادلة الأمن الإقليمي. إن زيارة العماد عون تأتي لتعزز هذا الالتزام، مشددة على أن الجيش هو الجهة المخولة بتطبيق القرارات الدولية وحماية الحدود.
أهمية الزيارة وتأثيرها الاستراتيجي
تكتسب هذه الجولة أهمية مضاعفة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة. فعلى الصعيد المحلي، تعتبر رسالة طمأنة لسكان القرى والبلدات الحدودية، مفادها أن الدولة حاضرة وجاهزة للدفاع عنهم وحماية ممتلكاتهم وأرزاقهم. أما على الصعيد الإقليمي والدولي، فإن ثبات الجيش اللبناني على الحدود يبعث برسالة واضحة للمجتمع الدولي بأن لبنان متمسك بحقه في الدفاع عن أرضه، وأنه يرفض أي محاولات لتغيير قواعد الاشتباك أو المساس بالسيادة الوطنية.
المؤسسة العسكرية: صمام الأمان
علاوة على ذلك، تبرز هذه الزيارة الدور المحوري الذي يلعبه الجيش في الحفاظ على السلم الأهلي. ففي ظل التجاذبات السياسية الداخلية، يبقى الجيش المؤسسة الجامعة التي تحظى بإجماع وطني وثقة دولية واسعة. إن تفقد القائد للجنود والضباط ورفع معنوياتهم هو تأكيد على أن العقيدة القتالية للجيش اللبناني ثابتة، وأن البوصلة موجهة دائماً نحو حماية الوطن من الأخطار الخارجية، وتحديداً الخطر الإسرائيلي، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب وضبط الأمن الداخلي.
ختاماً، إن تأكيد العماد عون على سيادة الدولة وثبات الجيش ليس مجرد تصريح إعلامي، بل هو ترجمة عملية لإرادة وطنية تسعى للحفاظ على لبنان كدولة سيدة حرة ومستقلة، قادرة على بسط سلطتها على كامل ترابها الوطني بالتعاون مع الشرعية الدولية.
السياسة
مستشار ترمب: الوضع في السودان خطير والحل داخلي
حذر وليد فارس مستشار ترمب من خطورة الوضع في السودان، مؤكداً أن الحل للأزمة يجب أن يكون سودانياً داخلياً لضمان الاستقرار وتجنب التدخلات الخارجية.
أكد الدكتور وليد فارس، مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب للسياسة الخارجية، أن الوضع الراهن في السودان قد وصل إلى مرحلة شديدة الخطورة، مشيراً إلى أن التعقيدات الميدانية والسياسية تتطلب وقفة جادة. وشدد فارس في تصريحاته الأخيرة على نقطة جوهرية تتعلق بمستقبل الصراع، وهي أن الحل الجذري والمستدام للأزمة السودانية لا يمكن أن يُفرض من الخارج، بل يجب أن ينبع من الداخل السوداني وعبر توافق وطني شامل.
سياق الصراع والخلفية التاريخية للأزمة
تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه السودان صراعاً دامياً اندلع منذ منتصف أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. هذا النزاع لم يكن وليد اللحظة، بل هو نتاج تراكمات سياسية وعسكرية معقدة أعقبت مرحلة الانتقال السياسي في البلاد. وقد أدت المعارك المستمرة في الخرطوم وإقليم دارفور وولايات أخرى إلى تدمير واسع للبنية التحتية، وتعطيل الخدمات الأساسية، مما وضع البلاد على شفا انهيار كامل للدولة ومؤسساتها.
وتشير التقارير الدولية إلى أن المحاولات الخارجية المتعددة لرأب الصدع، سواء عبر منبر جدة أو مبادرات الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) والاتحاد الأفريقي، واجهت عقبات كبيرة. وهنا يبرز تحليل مستشار ترمب الذي يلمح إلى أن كثرة التدخلات والمبادرات المتضاربة قد تكون ساهمت في إطالة أمد الأزمة بدلاً من حلها، مما يعزز فكرة أن “الحل الداخلي” هو المسار الأكثر واقعية.
الأهمية الجيوسياسية وتأثير الأزمة إقليمياً ودولياً
لا تقتصر خطورة الوضع في السودان على حدوده الجغرافية فحسب، بل تمتد لتشمل الأمن الإقليمي والدولي. فالسودان يمتلك موقعاً استراتيجياً حيوياً يطل على البحر الأحمر، الذي يعد شرياناً رئيسياً للتجارة العالمية. استمرار الفوضى في هذا البلد يهدد أمن الملاحة البحرية، ويفتح الباب أمام تمدد الجماعات المتطرفة وعصابات الجريمة العابرة للحدود، وهو ما يثير قلق القوى الدولية الكبرى بما فيها الولايات المتحدة.
على الصعيد الإقليمي، يلقي الصراع بظلاله القاتمة على دول الجوار، لا سيما مصر وتشاد وجنوب السودان، التي تعاني من تدفق مئات الآلاف من اللاجئين. هذا الضغط الديموغرافى والاقتصادي على دول الجوار يهدد بزعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي والساحل الأفريقي بأكملها. ومن هذا المنطلق، فإن دعوة فارس للحل الداخلي تعني ضرورة أن تتحمل النخب السودانية مسؤوليتها التاريخية لمنع تحول السودان إلى بؤرة توتر دائمة تهدد السلم والأمن الدوليين.
نحو رؤية مستقبلية للحل
يُفهم من سياق حديث مستشار ترمب أن الولايات المتحدة، خاصة في حال عودة الإدارة الجمهورية، قد تتبنى نهجاً يقلل من التدخل المباشر ويدفع باتجاه تمكين الأطراف المحلية من صياغة حلولهم. هذا يعني أن على القوى السياسية والعسكرية والمدنية في السودان الجلوس إلى طاولة مفاوضات حقيقية، تضع مصلحة الدولة الوطنية فوق أي اعتبارات أخرى، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.
-
الرياضةسنتين ago
من خلال “جيلي توجيلا”.. فريق “الوعلان للتجارة” يحقق نتائج مميزة في رالي جميل
-
الأخبار المحليةسنتين ago
3 ندوات طبية عن صحة الجهاز الهضمي في جدة والرياض والدمام، وتوقيع مذكرة تفاهم لتحسين جودة الحياة.
-
الأزياء3 سنوات ago
جيجي حديد بإطلالة «الدينم» تواجه المطر
-
الأزياء3 سنوات ago
الرموش الملونة ليست للعروس
-
الأزياء3 سنوات ago
«أسيل وإسراء»: عدساتنا تبتسم للمواليد
-
الأخبار المحليةسنتين ago
زد توقع شراكة استراتيجية مع سناب شات لدعم أكثر من 13 ألف تاجر في المملكة العربية السعودية
-
الأزياء3 سنوات ago
صبغات شعر العروس.. اختاري الأقرب للونك
-
الأزياء3 سنوات ago
اختيار هنيدة الصيرفي سفيرة لعلامة «شوبارد» في السعودية