Connect with us

السياسة

سورية الجديدة.. من الفوضى إلى الدولة

منذ اليوم الثالث من سقوط النظام السوري، لم تهدأ الزيارات الدولية إلى دمشق ولقاء القائد الجديد في سورية أحمد الشرع،

منذ اليوم الثالث من سقوط النظام السوري، لم تهدأ الزيارات الدولية إلى دمشق ولقاء القائد الجديد في سورية أحمد الشرع، وعلى الرغم من المفاجأة الكبيرة بهروب الأسد في أقل من أسبوعين وترك الدولة على قارعة الطريق، إلا أن التعامل الدولي والإقليمي مع سورية كان لافتاً وسريعاً، والسبب واضح فإن هناك إرادة دولية لاحتواء التحول الكبير في سورية والشرق الأوسط، وحتى الآن تعيش سورية حالة من الغليان على المستوى الدولي وعلى المستوى المحلي، خصوصاً أن الحكم القادم ذو خلفية إسلامية، وهذا ما يجعل أنظار العالم تتجه إلى سورية والاطمئنان على أن الرسائل التي يرددها قادة دمشق الجدد إيجابية، والواقع أن كل الدول؛ سواء التي زارت دمشق أو التي لا تزال قيد المراقبة، تراقب بشكل ما المشهد السوري وكيف سيدير أحمد الشرع المشهد.

أولى الكلمات التي سعى الشرع إلى ترديدها في كل لقاء، أن سورية انتقلت من مرحلة الثورة إلى مرحلة الدولة، وإن كانت هذه العبارة هي الهدف الحقيقي للقيادة الجديدة، فإن حجم التحديات سيكون أكبر من أن تتحمله القيادة الجديدة وحدها؛ بمعنى أن الدولة وعقل الدولة يرتكز على المفاهيم التشاركية والتنوع والعدالة والحكم على مبدأ المواطنة لا الأيديولوجية، وهذا من أصعب التحديات في المرحلة الجديدة! سورية حالة استثنائية ليست بسبب موقعها الجغرافي فقط، بل استثنائية كونها خرجت من حرب تأججت فيها الطائفية على مدار 13 عاماً، ووصلت إلى القاع في الحرب الأهلية، فالأسد جرب على الشعب كل أنواع الحروب الدينية والمذهبية والطائفية والإثنية وتحولت سورية إلى مستنقع نتن على مدار 13 عاماً، ومن هنا فإن التداوي من جراح الماضي يحتاج إلى وقت لتهدأ سورية من كل العمليات القيصرية على المجتمع.

حتى الآن لا أحد يعرف ماهية وطبيعة الدولة التي يريدها أحمد الشرع، ولا أحد يعرف ماذا تريد الدول من هذه القيادة الجديدة، وقد يكون الشرع اجتاز، حتى الآن، الاختبار الطائفي أو المذهبي الذي طالما كان هاجساً سورياً ودولياً، لكن الحقيقة أن هذا الاختبار السوري على المستوى الاجتماعي كان ناجحاً بمقاييس غير متوقعة، وهذا أول اختبار للدولة.

الاختبار الثاني المستحق الذي سيكون أول مسارات الشوق على درب الشرع هي وحدة سورية في ظل حالة التشظي الجغرافي وعدم حل الخلافات المؤجلة مع «الإدارة الذاتية» في شمال شرقي سورية، والانتقال إلى توحيد سورية تحت سلطة الدولة، وتوحيد بالطبع ليس على طريقة البعث الأحادية، وإنما على طريقة الدولة الوطنية، وهذا يتطلب مساراً طويلاً، ولا يمكن أن يتم في فترة انتقالية مدتها ثلاثة أشهر على الإطلاق، وهذا يعني أن حكم الإدارة الجديدة سوف يستمر على الأقل عامين إلى ثلاثة أعوام حتى تتمكن من وضع البلاد على المسار الصحيح، وخلال هذه المرحلة ستظهر الكثير من التناقضات السياسية والاجتماعية في الحالة السورية التي كانت في الدرج على مدار ستة عقود من الزمن منذ حكم البعث عام 1963.

تصفير المشاكل

المسألة الأكثر أهمية؛ أنه لا يمكن الاكتفاء بالرسائل الإيجابية، بل طي الصفحات بالكامل خصوصاً من دول الجوار، فكل ما يقال يحتاج إلى أفعال لا أقوال، لا أحد ينتظر من سورية اليوم إلا الأفعال، بالتالي فإن (تصفير المشاكل) أول خطوة تمكن القيادة الجديدة من الحكم دون أن تضيع جهودها على القضايا الإقليمية، وهنا يكمن أيضاً دور جامعة الدول العربية.

في وسط القرن التاسع عشر كانت ألمانيا تعاني من التشظي والانقسام، ومن حسن حظ ألمانيا أن كان لديها السياسي المعروف أوتو إدوارد ليوبولد فون بسمارك، هذا الرجل لا يزال اسماً كبيراً في تاريخ ألمانيا، فهو من سخر الحروب القصيرة الثلاث ضد الدنمارك والنمسا وفرنسا من أجل توحيد الألمان على راية الدولة الواحدة، وبالفعل كانت إستراتيجية بسمارك في توحيد ألمانيا مثالاً على استثمار الحروب بشكل إيجابي، وتأسيس ما يسمى بـ«الرايخ الألماني الثاني».

بسمارك في الوقت ذاته اتجه بعد حروب ألمانيا القصيرة إلى بناء الدولة، وبناء الدولة كان بالدرجة الأولى من بوابة الاقتصاد، وبالفعل كانت وما زالت ألمانيا هي العقل الاقتصادي الأوروبي منذ عقود، وما تعيشه ألمانيا اليوم من متانة في الاقتصاد الألماني نتيجة تراكمات تاريخية.

سورية اليوم بحاجة إلى (بسمارك) بمواصفات سورية، فهي تمتلك شعباً عانى من تجربة الحروب، اكتشف أن الحروب لا تحسم ولا تحل القضايا، فهو أحوج ما يكون اليوم إلى الوحدة، ولعل التجربة المرة من لجوء وعنف وقتل أوصلت السوريين إلى أدنى القاع درس لا يمكن نسيانه، ولن يتم تجاوزه إلا بالعمل على تجنب البلاد الاصطدام المذهبي أو المناطقي أو الديني.

حكم اللون الواحد

بكل تأكيد فإن سقوط حكم نظام البعث السوري المتمثل بعائلة الأسد، درس كبير سيكون أمام كل حاكم يدخل القصر، وهذا قانون حكم جديد في سورية أن الديكتاتور واللون الواحد في الحكم لن يكتب له الحياة في سورية، وأن السلطة قاتلة للحاكم وللشعب، وبالتالي لا خيار سوى الانتقال إلى مفهوم الدولة.

سورية أمام مفترق كبير، لديها فرصة أن تتحول إلى يابان الشرق الأوسط إذا تجاوزت الكمائن السياسية الخارجية والداخلية، فالقوة البشرية المنتشرة في كل العالم، والخبرات التي اكتسبها السوريون في الخارج على مدار السنوات الماضية، بالإضافة إلى الإمكانات الاقتصادية ومقومات أخرى، من شأنها تحويل سورية إلى بلد استثنائي ومركز استقطاب سياسي واقتصادي.

السياسة

حرس الحدود بالمنطقة الشرقية ينقذ مواطناً من الغرق أثناء ممارسة السباحة

أنقذت فرق البحث والإنقاذ بحرس الحدود في منطقة الشرقية بقطاع الخبر مواطناً من الغرق أثناء ممارسة السباحة، وقدمت

أنقذت فرق البحث والإنقاذ بحرس الحدود في منطقة الشرقية بقطاع الخبر مواطناً من الغرق أثناء ممارسة السباحة، وقدمت المساعدة اللازمة له، ونُقل إلى المستشفى وهو بصحة جيدة ولله الحمد.

وأهابت المديرية العامة لحرس الحدود بالمتنزهين أخذ الحيطة والحذر، واتباع إرشادات وتعليمات السلامة البحرية، والاتصال بالرقمين (911) في منطقتي مكة المكرمة والشرقية، و(994) في بقية مناطق المملكة لطلب المساعدة في الحالات الطارئة.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

السياسة

نواف سلام من بكركي: لا سلاح خارج الدولة ولا حرب بلا قرارها

أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، اليوم (الأربعاء)، أن الدستور المبني على اتفاق الطائف ينص بشكل واضح وغير قابل

أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، اليوم (الأربعاء)، أن الدستور المبني على اتفاق الطائف ينص بشكل واضح وغير قابل للبس على ضرورة بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، مشدداً على أن جميع الوزراء ملتزمون بهذا المبدأ وبالبيان الوزاري الذي أكد حصرية السلاح، وعلى أن قرار الحرب والسلم يعود حصراً إلى الدولة.

ورداً على سؤال خلال زيارته الصرح البطريركي ولقائه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، عن جدول زمني للحكومة لسحب سلاح «حزب الله» قال: «عندما طرح هذا الموضوع في مجلس الوزراء، فجوابي كان أن نطلب سريعاً من الوزراء المعنيين لاسيما وزير الدفاع أن يفيدنا عن ما التزمنا به في البيان الوزاري، وكيف نتقدم في بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية، وحصر السلاح، وهذا الموضوع سيكون على جدول أعمال مجلس الوزراء قريباً.

أخبار ذات صلة

وحول الرسائل التي حملتها مورغان أورانوس إلى لبنان، قال سلام: «لم يصلني أي تهديد لا من أورتاغوس ولا من غيرها حول احتمال عودة الحرب إذا لم تضع الحكومة جدولاً زمنياً لحصر السلاح»، أما في ما يخص احتلال إسرائيل للنقاط الخمس، فرأى أن «لا قيمة لها، ويجب أن تنسحب منها إسرائيل في أسرع وقت ممكن».

Continue Reading

السياسة

جامعة جازان تسجل براءة اختراع في مجال علاج السكري

في إنجاز علمي جديد يضاف إلى سلسلة نجاحاتها في مجال البحث والابتكار، حصلت جامعة جازان على براءة اختراع من الهيئة

في إنجاز علمي جديد يضاف إلى سلسلة نجاحاتها في مجال البحث والابتكار، حصلت جامعة جازان على براءة اختراع من الهيئة السعودية للملكية الفكرية، بعنوان: «مشتقات بنزيلدين-2,4-ثيازوليدينيديون لعلاج مرض السكري وتركيباتها الصيدلانية» (Benzylidine-2,4-thiazolidinedione derivatives for the treatment of diabetes and pharmaceutical compositions thereof).

ويعد هذا الإنجاز ثمرة لجهود بحثية متميزة قام بها فريق علمي من تسعة من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، وهم:

الدكتور عاصم يحيى شبر النجمي، الدكتور أسعد خالد، الدكتور علاء وقار إنسان، منال محمد الحسن، الدكتور مد شميشر علم، الدكتور نيلفين ثنجفيل، الدكتور عبدالكريم مريع، الدكتور حسن الحازمي، الدكتور محمد البراتي.

وقد تم تسجيل براءة الاختراع باسم جامعة جازان بصفتها المالكة الرسمية للاختراع، تأكيدًا على التزام الجامعة بتحويل الأفكار البحثية إلى تطبيقات واقعية تسهم في خدمة الإنسان والمجتمع.

ويهدف هذا الابتكار إلى تطوير مركبات دوائية جديدة لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، تعتمد على آلية مبتكرة في استهداف مستقبلات PPARγ، والتي تلعب دورًا محوريًا في تنظيم استجابة الجسم للأنسولين، بما يسهم في تحسين فعالية العلاج وتقليل آثاره الجانبية.

أخبار ذات صلة

وبهذه المناسبة عبّر رئيس جامعة جازان الدكتور محمد بن حسن أبوراسين عن فخره واعتزازه بهذا الإنجاز، مؤكدًا أن ما تحقق هو نتاج لبيئة علمية خصبة ومتكاملة تسخّرها الجامعة لخدمة البحث العلمي والابتكار.

وقال إن جامعة جازان تضع ضمن أولوياتها تمكين الباحثين والمخترعين، وتسخير جميع مرافقها وإمكاناتها ومراكزها البحثية لخدمة العلماء والمهتمين من منسوبي الجامعة وخارجها، إيمانًا منها بدور الجامعات في قيادة التقدم والتنمية الوطنية، وبما يحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في بناء اقتصاد قائم على المعرفة.

كما نوّه بدور الهيئة السعودية للملكية الفكرية وجهودها الكبيرة في حماية الابتكارات الوطنية، وتسهيل إجراءات تسجيل براءات الاختراع، ما يعزز مناخ الابتكار ويسهم في حفظ الحقوق الفكرية للجامعات والمبتكرين.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .