Connect with us

السياسة

«سلام قسري» بين طهران وتل أبيب

على مسرح الصراع الذي لا يهدأ، حيث تُرسم خرائط النفوذ بالنار، لم تكن الـ12 يوماً من المواجهة العسكرية بين إسرائيل

Published

on

على مسرح الصراع الذي لا يهدأ، حيث تُرسم خرائط النفوذ بالنار، لم تكن الـ12 يوماً من المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران مجرد قصف عابر. بل كانت فصلاً دراماتيكياً في تاريخ طويل من الحروب المتجدّدة التي لا تنتهي بإعلان وقف إطلاق النار، بل تمهّد لمرحلة جديدة من المناورات الدقيقة.

الهدنة التي أُعلنت برعاية أمريكية لا تعني انتهاء الحروب والصراعات، بل هي «استراحة» خفّت خلالها وتيرة العنف من دون أن تُطفأ جذوره. هذه الهدنة جاءت جزءاً من خطة أمريكية محكمة، بعد أن شاركت واشنطن فعلياً في الضربات التي طالت المنشآت النووية الإيرانية، ثم تدخلت لتقييد التصعيد في مشهد يُظهر سعياً واضحاً لإعادة صياغة ميزان القوى في المنطقة، تحت راية «القوة من أجل السلام».

النفوذ الأخطر..

تجاوزت الإدارة الأمريكية دور الوسيط إلى شريك ميداني فعّال. ضربت إيران، ثم احتوت ردها، مسهلة لطهران «ضربة رمزية» على قاعدة العديد الجوية في قطر حتى لا تخرج مهزومة بالكامل، ومن ثم فرضت قواعد جديدة للعبة: تهدئة مشروطة لا تلغي النزاع، بل تنظمه وفق إيقاع أمريكي محكوم بالصفقات والمصالح.

الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ظهر كما أراد: ليس رجل حرب بل مهندس تسويات. اكتفى بضربة إستراتيجية موجعة طالت البنية النووية الإيرانية، ثم ترك لإيران هامش الرد لحفظ ماء الوجه، مكرساً نفسه عرّاب مرحلة شرق أوسط جديد، يقوم على «الردع الذكي»، لا على الحروب الطويلة.

هذه الحرب، التي وُصفت بأنها الأخطر والأسرع، لم تكن ساحة لتبادل الصواريخ فحسب، بل لحظة اختبار حاسمة للنفوذ الأخطر؛ لأنها حملت كل عناصر التحوّل إلى حرب إقليمية شاملة، والأسرع لأن طرفيها، إيران وإسرائيل، لم يكونا مستعدَّين لحرب استنزاف بل لحرب محددة بسقف سياسي.

واشنطن خرجت رابحة، لا فقط من حيث تعطيل البرنامج النووي الإيراني جزئياً، بل عبر تثبيت مكانتها لاعباً حاسماً في صياغة التسويات وترويض حلفائها قبل خصومها. فأي مفاوضات نووية قادمة لن تُبنى فقط على نسبة التخصيب، بل ستشمل بنوداً تتعلق بسلوك إيران الإقليمي ونفوذها العسكري، وسط ضغوط لانتزاع تنازلات متراكمة من طهران.

في المقابل، إيران التي لم تهزم، خرجت مثقلة بالخسائر، فقدت منشآت وقيادات وشبكات دعم، وانهارت بعض خطوطها الدفاعية المتقدمة، لكنها بقيت داخل اللعبة، تحاول الآن الدخول إلى طاولة التفاوض من موقع الصمود لا الهزيمة، مطالبة برفع العقوبات أولاً. وبين السطور، تكشف طهران قلقاً من تبدّد ما راكمته في الإقليم خلال العقدين الأخيرين.

أما إسرائيل، فعلى الرغم من تفوقها العسكري الظاهر، خرجت من هذه الجولة وقد تزعزع يقينها بقدرتها على الحسم السريع. لم تستطع تحييد الرد الإيراني بالكامل، ولم تنجح في فرض معادلتها الردعية السابقة، ما أثار تساؤلات داخل مؤسستها الأمنية حول جاهزيتها لحروب خاطفة ذات طابع استراتيجي.

هل تكون

آخر حروب المنطقة؟

مع إعلان الهدنة، تُطرح أسئلة تتجاوز حدود الجبهات التقليدية: هل كانت هذه الحرب القصيرة نهاية عصر المواجهات المباشرة؟ أم بداية لمرحلة جديدة من الاشتباك الخاضع لمعادلات ردع دقيقة؟ الإجابة ليست محسومة. لكن الواضح أن الحرب لم تعد أداة للحسم التام، بل وسيلة لتعديل قواعد اللعبة. منطق «الحرب بالوكالة» يتراجع، والتفوق الجوي لم يعد كافياً لإخضاع الخصوم، والردع لم يعد امتيازاً إسرائيلياً حصرياً. المنطقة تدخل فعلياً في نمط جديد من «السلام القسري»، إذ تُفرض التسويات من موقع الهيمنة العسكرية، لا من خلال اتفاقات نهائية أو تفاهمات شاملة.

الهدنة والرهان على السلام

الهدنة ليست إلا فصلاً مؤجلاً من صراع ممتد، لا بين إيران وإسرائيل فقط، بل بين قوى متعددة تتنازع النفوذ في الشرق الأوسط. إنها لحظة انتقال دقيقة، لا سلام مستدام ولا حرب شاملة، بل اختبار طويل لقدرة القوى الكبرى على ضبط حدود المواجهة من دون الانزلاق الكامل إليها.

مراقبة التحركات السياسية والعسكرية في الأسابيع القادمة ستكشف إلى أين تتجه البوصلة: نحو مفاوضات صعبة تُعيد ترتيب الإقليم، أم نحو تجدد النيران بواجهة جديدة؟ وإلى ذلك الحين، تبقى الهدنة، لا تبشّر بنهاية حرب، بل تنذر ببداية مرحلة أكثر تعقيداً، يُعاد فيها رسم كل شيء، من خرائط الردع، إلى تعريف الحلفاء والخصوم في شرق أوسط لا يزال على فوهة بركان.

أخبار ذات صلة

انطلقت شبكة أخبار السعودية أولًا من منصة تويتر عبر الحساب الرسمي @SaudiNews50، وسرعان ما أصبحت واحدة من أبرز المصادر الإخبارية المستقلة في المملكة، بفضل تغطيتها السريعة والموثوقة لأهم الأحداث المحلية والعالمية. ونتيجة للثقة المتزايدة من المتابعين، توسعت الشبكة بإطلاق موقعها الإلكتروني ليكون منصة إخبارية شاملة، تقدم محتوى متجدد في مجالات السياسة، والاقتصاد، والصحة، والتعليم، والفعاليات الوطنية، بأسلوب احترافي يواكب تطلعات الجمهور. تسعى الشبكة إلى تعزيز الوعي المجتمعي وتقديم المعلومة الدقيقة في وقتها، من خلال تغطيات ميدانية وتحليلات معمقة وفريق تحرير متخصص، ما يجعلها وجهة موثوقة لكل من يبحث عن الخبر السعودي أولاً بأول.

السياسة

محكمة مصرية تنظر في نزاع حقوق أغنية سعد الصغير

Published

on

محكمة مصرية تنظر في نزاع حقوق أغنية سعد الصغير

محكمة مصرية تنظر في قضية حقوق الأغاني

في 27 نوفمبر الجاري، ستنظر محكمة مصرية في الشكوى المقدمة من المنتج سعيد السبكي ضد الفنان سعد الصغير. تتعلق الشكوى باستخدام الصغير لأغنية “أنا الأسد” دون الحصول على ترخيص أو إذن لاستخدامها.

تفاصيل القضية

أوضح السبكي أن الصغير استخدم الأغنية دون ذكر اسم ملحنها أو كاتب كلماتها، مما أثار جدلاً حول حقوق الملكية الفكرية في الوسط الفني المصري.

خلفية قانونية

تأتي هذه القضية بعد أيام قليلة من رفض محكمة النقض طعن الصغير ضد حكم بسجنه لمدة 6 أشهر بتهمة حيازة مواد مخدرة أثناء وجوده في مطار القاهرة قادماً من أمريكا.

تحليل سياسي وقانوني

تسلط هذه القضية الضوء على التحديات القانونية التي تواجه الفنانين والمنتجين في مصر، خاصة فيما يتعلق بحقوق الملكية الفكرية. كما تثير تساؤلات حول مدى التزام الفنانين بالقوانين المتعلقة باستخدام الأعمال الفنية.

وجهات نظر مختلفة

بينما يرى البعض أن القضية تعكس ضرورة تعزيز القوانين لحماية حقوق المؤلفين، يعتبر آخرون أن هناك حاجة لتوعية الفنانين بأهمية احترام هذه الحقوق لضمان استدامة الصناعة الفنية.

Continue Reading

السياسة

السعودية تشارك في قمة بريديج 2025 لتعزيز الابتكار

Published

on

السعودية تشارك في قمة بريديج 2025 لتعزيز الابتكار

تشارُك المملكة العربية السعودية في قمة بريديج 2025

تستعد المملكة العربية السعودية للمشاركة في قمة بريديج 2025 التي تُعد من أبرز الفعاليات العالمية في مجال الابتكار والتكنولوجيا. تُعقد القمة في الفترة من 8 إلى 10 ديسمبر القادم، وتهدف إلى تعزيز التعاون الدولي في مجالات التعليم والتقنية.

أهمية القمة

تُعتبر قمة بريديج 2025 منصة عالمية تجمع أكثر من 400 متحدّث وخبير من مؤسسات علمية وثقافية واستثمارية حول العالم. تُركز القمة على مستقبل التعليم والتحديات التي تواجهه في ظل التحول الرقمي والتغيرات الجيوسياسية.

مشاركة المملكة العربية السعودية

تسعى المملكة من خلال مشاركتها في القمة إلى تعزيز دورها في تطوير الصناعات الإبداعية والتقنية، وذلك عبر استعراض مبادراتها في مجالات التعليم والابتكار. كما تسعى المملكة إلى الاستفادة من خبرات الدول المشاركة لتعزيز خططها المستقبلية.

التحديات والفرص

تواجه القمة تحديات كبيرة في ظل التغيرات السريعة في التكنولوجيا والاقتصاد العالمي. ومع ذلك، تُعتبر هذه التحديات فرصًا لتعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات بين الدول المشاركة.

دور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان

يلعب سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان دورًا محوريًا في تعزيز مكانة المملكة على الساحة الدولية من خلال دعم المبادرات التي تساهم في تطوير التعليم والتكنولوجيا. يُظهر هذا الدعم التزام المملكة بتعزيز الابتكار والتعاون الدولي.

الختام

تُمثل قمة بريديج 2025 فرصة للمملكة العربية السعودية لتعزيز مكانتها كقوة رائدة في مجالات التعليم والابتكار، وذلك من خلال التعاون مع الدول الأخرى وتبادل الخبرات والمعرفة.

Continue Reading

السياسة

مروة محمد تكشف عن احتيال عقاري في دبي

Published

on

مروة محمد تكشف عن احتيال عقاري في دبي

الفنانة السعودية مروة محمد: تجربة مع الاحتيال العقاري

تحدثت الفنانة السعودية مروة محمد عن تجربتها مع الاحتيال العقاري وبيع منزلها الفاخر في دبي بأقل من نصف قيمته الحقيقية بسبب ظروفها الصحية. جاء ذلك خلال ظهورها في بودكاست المُلز، حيث أوضحت أن منزلها كان كبيرًا مثل القصر، لكنها قررت بيعه لشراء منزل أصغر واستخدام المبلغ المتبقي لعلاجها.

ظروف البيع وتفاصيل الاحتيال

أشارت مروة إلى أنها تلقت العديد من العروض الوظيفية، لكنها لم تستطع العمل بسبب مرضها، مما دفعها لاتخاذ قرار بيع المنزل لتغطية تكاليف العلاج. وأضافت أنها وقعت ضحية لمجموعة من المحتالين الذين استغلوا وضعها، حيث التقى المشتري والمكتب العقاري وحددوا السعر، وفي كل مرة يأتي شخص لشراء المنزل كانوا يخبرونه بأنه قد بيع بالفعل.

تحدثت مروة عن تأثير جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية على السوق العقاري، حيث أقنعها المحتالون بأن أسعار العقارات في انخفاض، مما جعلها تشعر بأن العالم يقترب من نهايته وأن الجميع سيموت قريبًا، فقررت البيع بأقل من نصف القيمة ووقعت العقد.

رد فعل العائلة والوضع النفسي

أكدت مروة أن عائلتها نبهتها لاحقًا إلى أن القيمة الحقيقية للمنزل كانت أعلى بكثير، لكنها كانت تمر بحالة من الضعف العاطفي والانهيار. وأضافت أن المشتري رفض إلغاء العقد، مؤكدًا أن توقيعها على العقد يعتبر تنازلًا.

التداعيات السياسية والاجتماعية

تسلط هذه القصة الضوء على التحديات التي تواجهها الأفراد في ظل الأزمات العالمية وتأثيرها على القرارات الشخصية والمالية. كما تبرز أهمية الوعي والحذر في التعاملات العقارية، خاصة في ظل الظروف الصحية أو النفسية الصعبة.

Continue Reading

Trending