أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أن منطقة الشـرق الأوسط تضررت بصورة ملموسة من تبعات التغير المناخي، وأزمة المياه، ومخاطر التصحّر، إضافة إلى التحديات الصحية إثر ظهور وانتشار الأوبئة مثل جائحة كورونا، الأمر الذي يستدعي أن نتحرك متكاتفين ومتّحدين لمواجهتها.
كما أكد دولته أن تداعيات الأزمة في أوكرانيا تتطلب تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لإيجاد الحلول السـريعة وتوحيد المساعي في مجال ضمان الأمن الغذائي للشعوب وتأمين إمدادات الطاقة.
واقترح رئيس الوزراء العراقي – خلال كلمته في قمة جدة للأمن والتنمية التي استضافتها المملكة في مدينة جدة – إنشاء بنك الشرق الأوسط للتنمية والتكامل بالشراكة مع دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن، ويهتمّ البنك بالتنمية الإقليمية المستدامة من خلال تمويل المشاريع في البنية التحتية التي من شأنها أن تساعد في ربط اقتصادات المنطقة، ويضع البنك في أولوياته تطوير شبكات الكهرباء الإقليمية، وخطوط أنابيب النفط والغاز، وشبكات الطرق السـريعة، والموانئ والمطارات والصناعات الثقيلة ذات السوق الإقليمية الواسعة، كما يموّل مشاريع في مجال إدارة الموارد المائية والتصحر والتخفيف من آثار تغيّر المناخ.
وقال دولته: نلتقي اليوم وسط تحديات إقليمية ودولية حساسة، وأيضاً وسط آمال وتطلعات كبيرة في أن تثمر جهود التعاون ومدّ جسور الثقة وتغليب لغة الحوار من أجل تحقيق بيئة آمنة ومستقرة تضمن الحياة الكريمة لشعوب المنطقة، لافتًا النظر إلى أن بلاده قامت بمبادرات لتعزيز الحوار والتعاون والشراكة في المنطقة، وأن العراق ماضٍ بهذا المنهج بما يصب في مصلحته الوطنية ومصلحة المنطقة بشكل عام، مؤكدًا دعم بلاده لمسار الحوار والمفاوضات لإبعاد الأسلحة النووية عن المنطقة، وجعلها منطقةً آمنة بما يصبّ في مصلحة دول المنطقة والعالم بأسره.
وأكد رئيس الوزراء العراقي ضرورة إيجاد حلّ شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية بما يلبي الطموحات والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وضرورة وقف جميع الإجراءات العدوانية والانتهاكات والاعتداءات بحق الشعب الفلسطيني، وحل الصراع على أساس قرارات الشـرعية الدولية، وأنه هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأشار إلى دعم بلاده للهدنة اليمنية القائمة بصفتها بدايةً مثمرةً لإنهاء الأزمة اليمنية وعودة الاستقرار، ودعم المبادرات الدولية والإقليمية الرامية إلى إنهاء الصراع، كما يدعم العراق الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى حلّ الأزمة السورية ومعالجة تداعياتها وإيقاف معاناتها الإنسانية، مجددا وقوف العراق إلى جانب لبنان من أجل تجاوز أزمته السياسية والاقتصادية وبناء جسور الحوار والتعاون لعودة الاستقرار إلى البلاد.
وأوضح الكاظمي أن العراق – بالتعاون مع أشقائه وجيرانه وأصدقائه – كان دوره أساسيّا في محاربة الإرهاب والانتصار على تنظيم داعش، مشددًا على أن اقتلاع جذور الإرهاب يستدعي تعزيز الجهود الوطنية والإقليمية والدولية لوضع إستراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله من خلال التعاون الأمنيّ المشترك وتبادل المعلومات والخبرات، مجددًا التأكيد على أن العراق رغم أنه يبقى منتجًا مهمًا للنفط ولكن ذلك يزيد من التحديات البيئية، لذلك يعمل العراق على استثمار الغاز الذي يُحرق في حقول النفط، كما تتم توسعة نطاق الاستثمار في الطاقة البديلة.
وأكد الكاظمي سعي العراق إلى تعزيز بيئة الحوار في الشرق الأوسط، ويعدّ أن أجواء التعاون الاقتصادي والتنسيق الأمني بين جميع الأشقاء في المنطقة تخدم بشكل مباشر مصالح شعوب المنطقة، مشيرًا إلى أن اللقاءات والمؤتمرات الثلاثية التي جمعت العراق مع مصر والأردن قد أنتجت رؤيةً مشتركةً لفتح مجالات للتعاون والتكامل، كما كان مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة معبّرًا عن الروابط التاريخية التي تجمع بين كل دول المنطقة.
وأوضح أن العراق ودول مجلس التعاون الخليجي قد خطوا خطوات مهمةً لتمتين علاقاتهم الرامية إلى تحقيق التكامل في مختلف المجالات، ومن هذا المنطلق أبرمنا اتفاقين للربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية ومع دول مجلس التعاون الخليجي، ونحن ماضون في الربط الكهربائي مع مصر والأردن.
وتمنى رئيس الوزراء العراقي، في ختام كلمته، أن تحقق القمة أهدافها المرجوة خدمةً للبلدان العربية، وأن تجتمع دائمًا لبناء مستقبل أفضل لشعوب المنطقة.