Connect with us

السياسة

تحديات على طاولة الشرع

تتسع دائرة المطالبات الداخلية والخارجية في سورية من أجل ترسيم هيئة وشكل الدولة الجديدة وملامح الإدارة بكل مفاصلها

تتسع دائرة المطالبات الداخلية والخارجية في سورية من أجل ترسيم هيئة وشكل الدولة الجديدة وملامح الإدارة بكل مفاصلها السياسية والأمنية والخدمية، ولعل هذه المطالبات محقة إلى درجة بعيدة في دولة يتوق الشعب إلى رسم ملامحها، على الرغم من أن الطريق إلى الوصول إلى هذا الهدف يحتاج المزيد من الصبر والإرادة معاً في دولة خرجت من حفرة مظلمة وحقبة استمرت 65 سنة من الفساد وانحلال مؤسساتها.

ثمة تحديات أمام الإدارة الجديدة في سورية ما زالت قائمة بعد أربعة أشهر تماماً على سقوط نظام بشار الأسد، ولعل هذه التحديات سترافق الدولة الجديدة لفترة طويلة نتيجة الظروف الإقليمية والدولية ونتيجة الزلزال الكبير الذي حدث في سورية في الثامن من ديسمبر عام 2024، هذا الزلزال غيّر موقع سورية الجيوسياسي والإستراتيجي ونقلها من محور إلى اللامحور -حتى الآن-. لذا فإن هذه التحديات ستكون الشغل الشاغل للحكومة السورية وتعتبر بمثابة الاختبار، خصوصاً أن الجميع يراقب سلوك الإدارة الجديدة، البعض يراقب من منطلق التقييم السياسي لاتخاذ موقف، والبعض الآخر يتصيد الأخطاء في عمل هذه الإدارة، لكن في كل الأحوال لن تتمكن هذه الإدارة من إقناع العالم بإيجابياتها إلا بتحقيق الإنجازات وتجاوز التحديات في حدود الإمكانات المتاحة.

التحدي الداخلي

ولعل أبرز هذه التحديات على المستوى الداخلي تتجسد في توفير الأمن والاستقرار والقضاء على مظاهر انتشار السلاح، أو الأدق جمع هذا السلاح من الأطراف المسلحة التي كانت جزءاً من الثورة على مدى سنوات، هذه العملية (جمع السلاح)، على الرغم من التوافقات بين وزارة الدفاع وهذه القوى العسكرية، إلا أنها مسألة تحتاج إلى هندسة أمنية من نوع فائق الدقة، إذ ما زالت هذه القوى المتناثرة على مدار 14 عاماً تحتاج إلى مزيد من الثقة والقناعة ببناء المؤسسة العسكرية على أكمل وجه، بحيث تكون الذراع الأساسية في توفير الأمن، الذي يعتبر الأولوية الآن في الحالة السورية.

يرافق التحدي الأمني وعملية توحيد البندقية، العمل بإرادة حقيقية على مسألة السلم الأهلي، ففي 30 يناير الماضي تحدث الرئيس أحمد الشرع في خطاب تعيينه رئيساً للمرحلة الانتقالية عن ضرورة بناء السلم الأهلي والتسامح مع الماضي وعدم تحميل المكونات السورية مسؤولية جرائم وممارسات النظام السابق الوحشية، هذه العملية تحتاج إلى ما يشبه العقد الاجتماعي بين الإدارة الجديدة والمجتمع السوري، خصوصاً الطائفة العلوية، لذا كان قرار رئاسة الجمهورية في التاسع من مارس الماضي بتشكيل لجنة السلم الأهلي من ثلاثة أشخاص حكيماً يدرك أهمية هذه المسألة ذات الطابع الاجتماعي.

تحديات دبلوماسيةأما التحدي الثاني هو المنهجية الدبلوماسية للإدارة الجديدة، التي تعتبر الواجهة السياسية للدولة، وهي بكل تأكيد تحت المجهر الدولي لتقييم هذه الإدارة، ولا شك أن مثل هذه المهمة ستكون الأكثر حساسية في المرحلة القادمة، وليس سراً أن العالم يراقب بدقة السلوك السياسي والدبلوماسي للإدارة الجديدة، بعد أن كانت الخارجية السورية حقيبة أمنية بغلاف دبلوماسي على مدى سنوات الحكم البائد في سورية، وبعد أن انتهت حقبة الأسد ذات الخطاب الإقصائي، بات من اللازم في المرحلة القادمة رسم شكل الدبلوماسية السورية وصناعة خطاب متوازن قادر على التعبير عن الشعب السوري بالدرجة الأولى ويطمئن الإقليم أن سياسة نظام بشار الأسد السابقة القائمة على الابتزاز والتدخل في شؤون الدول لن يكون لها وجود في صورة الدولة الجديدة، لذا كان تصريح وزير الخارجية أسعد الشيباني في خطاب القسم خلال تعيين الحكومة الجديدة في بداية الشهر الجاري، يركز على بناء علاقات دولية متوازنة ورصينة قائمة على الاحترام المتبادل، وهذه المهمة الأساسية للدبلوماسية السورية لتثبت للعالم أنها قادرة على التغيير من نهج الأسد المخادع دبلوماسياً إلى نهج موثوق بالأفعال قبل الأقوال.

كل هذه التحديات السابقة مرتبطة بالمحور الأخير الذي يجمع كل خيوط اللعبة في سورية، وهو تجاوز العقوبات الدولية والانفتاح الدولي على سورية اقتصادياً، وبالدرجة الأولى وبشكل واضح وصريح الانفتاح الأمريكي الذي يعتبر بوصلة الدول.

تفاؤل سوري

وحتى الآن لا ترى الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة التعامل والتعاون مع الإدارة السورية الجديدة. صحيح أن هذا مبعث للقلق بالنسبة للشعب السوري والإدارة الجديدة، إلا أنه في الوقت ذاته ليس رفضاً، وهو ما يفتح الباب لكي تثبت الإدارة الجديدة قدرتها على التعاون الإقليمي والدولي، لذا فإن المطالب الأمريكية التي سلمتها ممثلة الخارجية الأمريكية ناتاشا فرانشيسكا لوزير الخارجية أسعد الشيباني في 17 أبريل في مؤتمر بروكسل حول سورية، تشير إلى منهج أمريكي مقبول يقوم على «جس» الاستجابة من قبل إدارة الشرع، وأياً كانت واقعية هذه المطالب إلا أن واشنطن وضعت سكة للتعامل مع الإدارة الجديدة تقوم على إظهار حُسن النية وإمكانية التعامل مع الإدارة الأمريكية.

وقد كان تصريح الخارجية الأمريكية قبل أيام أن الإدارة الأمريكية تعمل على مراجعة العقوبات، إشارة تثير التفاؤل في الأوساط السورية والعربية، لتخرج سورية من هذه القائمة التي خلفها الأسد على مدار 14 عاماً، لكن ماذا عن سلوك الإدارة الجديدة؟

بكل واقعية؛ يمكن القول إن السياسة السورية الآن على المستوى الداخلي والخارجي صفر «استفزازات»، بل إن الكثير ممن يتابع المشهد السوري يرى إرادة قوية من الشرع بضرورة اتباع سياسة الصبر الإستراتيجي على الأوضاع الصعبة التي تمر بها سورية، ويمكن القول إنه حتى الآن لم تصدر أي تصريحات على مستوى الخارجية أو على مستوى رئاسة الجمهورية تثير حفيظة أو قلق الدول، وهذا بحد ذاته مؤشر جيد على الإيجابية في التعاطي السياسي، والرغبة في نقل سورية من قاع الحفرة.

بالطبع المسألة ليست سهلة على الإطلاق، ولعل حجم الملفات التي تقبع فوق طاولة رئيس الجمهورية، خصوصاً أنه قرر أن يكون المشرف المباشر على سلوك الحكومة، فضلاً عن الملفات الأمنية والدولية، يزيد على الرئيس المسؤوليات، وبالتالي فإن أية خطوة في سورية هي الآن تحت الرادار الدولي والإقليمي، وهذا قدر سورية أن تكون دوماً تحت الرادار.

أخبار ذات صلة

السياسة

معاقبة 17 شخصاً نقلوا 109 مخالفين لا يحملون تصاريح الحج

أعلنت وزارة الداخلية ضبط قوات أمن الحج بمداخل مدينة مكة المكرمة (3) وافدين و(14) مواطنًا لمخالفتهم أنظمة وتعليمات

أعلنت وزارة الداخلية ضبط قوات أمن الحج بمداخل مدينة مكة المكرمة (3) وافدين و(14) مواطنًا لمخالفتهم أنظمة وتعليمات الحج بنقلهم (109) مخالفين لا يحملون تصاريح لأداء الحج.

وأصدرت الوزارة بحق الناقلين والمساهمين والمنقولين قرارات إدارية عبر اللجان الإدارية الموسمية، تضمنت عقوبات بالسجن وغرامات مالية تصل إلى (100,000) ريال، والتشهير بالناقلين وترحيل الوافدين منهم مع منعهم من دخول المملكة لمدة (10) سنوات بعد تنفيذ العقوبة، والمطالبة بمصادرة المركبات المستخدمة في النقل قضائيًا، ومعاقبة من حاول أداء الحج دون تصريح بغرامة مالية تصل إلى (20,000) ريال.

أخبار ذات صلة

ودعت وزارة الداخلية جميع المواطنين والوافدين إلى التقيد والالتزام بأنظمة وتعليمات الحج لينعم ضيوف الرحمن بأداء نسكهم بالأمن والأمان.

Continue Reading

السياسة

«الداخلية»: إتمام عملية نقل الحجاج بين المشاعر المقدسة بنجاح

عقد مركز العمليات الإعلامي الموحد للحج بوزارة الإعلام مساء أمس، «الإحاطة الإعلامية لحج 1446 – 2025»، بمشاركة المتحدث

عقد مركز العمليات الإعلامي الموحد للحج بوزارة الإعلام مساء أمس، «الإحاطة الإعلامية لحج 1446 – 2025»، بمشاركة المتحدث الأمني لوزارة الداخلية العقيد طلال بن عبدالمحسن بن شلهوب، والمتحدث الرسمي لوزارة الحج والعمرة الدكتور غسان بن راشد النويمي، والمتحدث الرسمي لوزارة الصحة المهندس خالد بن سعود آل طالع، ومتحدث منظومة النقل والخدمات اللوجستية في موسم الحج صالح بن إبراهيم الزويّد.

وهنأ المتحدث الأمني لوزارة الداخلية العقيد طلال بن عبدالمحسن بن شلهوب، حجاج بيت الله الحرام بعيد الأضحى، سائلًا الله أن يتقبل من الحجاج حجهم، وأن يعيدهم إلى أهلهم وأوطانهم سالمين غانمين، قائلًا: «نحمد الله على توفيقه في إتمام عمليات نقل الحجاج ضمن رحلة المشاعر المقدسة بنجاح، حيث عاد ضيوف الرحمن صباح اليوم إلى مشعر منى، بعد أن أدّوا طواف الإفاضة ورموا جمرة العقبة، في أجواء يسودها الأمن والطمأنينة».

وأوضح أن قوات أمن الحج تواصل أداء مهماتها لحماية ضيوف الرحمن وضمان سلامتهم خلال وجودهم في مشعر منى، وأثناء تأديتهم لمناسكهم في المسجد الحرام ومنشأة الجمرات، ويشمل ذلك تنظيم حركة المشاة وإدارة الحشود في جميع الطرق التي تربط المخيمات بمنشأة الجمرات والمسجد الحرام، سواء في المطاف والمسعى أو عند المداخل أو حول أحواض الرمي، داعيًا الحجاج الكرام إلى مواصلة التزامهم بالتعليمات التي تنظم تحركاتهم خلال أيام التشريق، خصوصًا ما يتعلق برمي الجمرات والطواف والسعي، وذلك من خلال الالتزام بجداول التفويج، واتباع المسارات المحددة عند الذهاب والعودة، وعدم حمل الأمتعة إلى منشأة الجمرات والمسجد الحرام، مع التحلي بالهدوء والنظام في التنقل.

وحث ضيوف الرحمن الذين ينوون التعجل بالمغادرة في ثاني أيام التشريق على البقاء في مخيماتهم إلى حين موعد المغادرة المحدد من قبل القائمين على خدمتهم، وتشير الإحصائيات الأمنية إلى أثر الجهود التي بذلتها الجهات الأمنية كافة، وكان لها دور فاعل في نجاح الخطط التشغيلية المعتمدة، وبلغ إجمالي عدد الحملات الوهمية والمكاتب غير المرخصة حتى الآن (436)، وبلغ عدد قرارات اللجان الإدارية الموسمية (418) قراراً، وتم ضبط (462) ناقلاً ومساهماً مخالفاً.

وأكد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية، استمرار الجهود الأمنية والتنظيمية وفق الخطط المعتمدة، لضمان سلامة ضيوف الرحمن حتى إتمام مناسكهم وعودتهم بسلام، سائلًا الله التوفيق والسداد في أداء هذا الشرف العظيم، بما يحقق تطلعات قيادتنا الرشيدة.

من جانبه بين المتحدث الرسمي لوزارة الحج والعمرة الدكتور غسان بن راشد النويمي، أن نموذج إدارة الحشود هو صناعة سعودية أحد أكثر النماذج تعقيدًا وتقدمًا، أعداد ضخمة، ومحددات بيئية وزمانية ومكانية، ومع ذلك يُحقق أعلى مستويات السلامة والانسيابية خلال الأيام (8 و9 و10) من ذي الحجة تم تنفيذ عدد من خطط وعمليات التفويج، شملت هذه الخطط تصعيد الحجاج إلى المشاعر المقدسة، وفضّل (64%) من الحجاج التصعيد إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، واختار (36%) منهم التصعيد المباشر إلى مشعر عرفات.

وقال: في اليوم التاسع، اكتملت عمليات النفرة إلى مشعر عرفات، وبحلول غروب الشمس بدأت عمليات الإفاضة إلى مشعر مزدلفة. وفي مشعر مزدلفة (50%) من الحجاج اختاروا المبيت، وأبدى (30%) رغبتهم في البقاء لمنتصف الليل، وفضل (20%) من الحجاج حط الرحال خلال المشعر، وابتداء من مساء أمس وحتى (4) فجرًا من أول أيام التشريق سيُتم بإذن الله تعالى جميع الحجاج رميهم لجمرة العقبة الكبرى وذلك وفق خطط وجداول التفويج المعتمدة، وبلغ عدد من أدوا طواف الإفاضة والسعي أكثر من (436) ألف حاج، حتى الساعة السادسة من مساء هذا اليوم، حسب ما أفادت به الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وأطلقت الهيئة خدمة إلكترونية جديدة، عبر موقعها الإلكتروني، تتيح لقاصدي المسجد الحرام معرفة الحالة اللحظية للكثافة في منطقتي المطاف والمسعى، تمكنهم من اختيار الوقت المناسب للتوجه إلى أداء الطواف والسعي.

واستطرق بقوله: «نحن نؤمن أن أفضل خدمة هي التي لا تُرى ولكن تُشعر، الحمد لله، جميع ما ذكرنا، تم بانسيابية عالية، وبإشراف فرق ميدانية مؤهلة، وبالتنسيق مع شركاء المنظومة، دون تسجيل أي ازدحامات أو اختناقات في الحركة، وتعمل في الحج، التكنولوجيا بصمت، هدفها رفع المشقة عن حجاج بيت الله، واصلت بطاقة «نسك»’القيام بدورها المحوري في ضبط وتنظيم مسارات الحجاج، حيث تم استخدامها في أكثر من (5.5) ملايين عملية قراءة إلكترونية حتى الآن، وساعد تطبيق نسك، وخدمة الخرائط التفاعلية، في توجيه أكثر من (35) ألف حاج، وتم ربط أكثر من (400) ألف حقيبة للحجاج ب «نسك كيو ار» لسهولة نقلها والحفاظ عليها من الفقد والضياع، وقدمت مراكز «نسك عناية» أكثر من (50) ألف خدمة إرشادية وتوجيهية حتى الآن، موزعة على أكثر من (236) مركزاً ونقطة اتصال منتشرة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وقدم مركز الاتصال (1966) أكثر من (310) آلاف خدمة، بمعدل سرعة رد بلغت «3 ثوانٍ» للإجابة عن الاستفسارات والتوجيه في كل مراحل الحج.

ولفت الأنظار إلى أنه على صعيد الجولات الرقابية، نفّذت مراكز «امتثال» أكثر من (65) ألف جولة رقابية حتى هذه اللحظة، شملت مساكن الحجاج ومرافق تقديم الخدمات المختلفة، مع محدودية حالات القصور بنسبة (10%) فقط، جرى التعامل معها فوراً من قِبل الفرق الرقابية المختصة، مما انعكس على مستوى الأداء الميداني، وجودة الخدمات، لذا ومن خلال كفاءة الجهود التوعوية والتنظيمية الكبيرة التي بذلتها وزارة الحج والعمرة بالتعاون مع شركائها في منظومة الحج، أسهمت تلك الجهود في انخفاض لافت في عدد الملاحظات المرصودة بنسبة تجاوزت (71%) مقارنة بالعام الماضي، من (23) إلى (6) آلاف ملاحظة.

واختتم المتحدث الرسمي لوزارة الحج والعمرة حديثه أنه في ضوء درجات الحرارة المرتفعة، تجدد وزارة الحج والعمرة التأكيد على أهمية الالتزام بجداول التفويج المعتمدة، وعدم مخالفتها تحت أي ظرف، والتزام الحجاج بالبقاء داخل المخيمات خلال ساعات النهار، من الساعة (10) صباحًا وحتى (4) عصرًا، خلال أيام التشريق، تفاديًا للتعرض المباشر لأشعة الشمس، وتواصل الوزارة إلى جانب شركائها، متابعة خدمة ضيوف الرحمن حتى اكتمال الموسم بإذن الله تعالى، فالمملكة العربية السعودية لا ترى في تنظيم الحج مجرد مهمة، بل شرف عظيم نرتبط به دينيًا وتاريخيًا، تقدمه بحس المسؤولية، وبروح الكرم والضيافة السعودية، داعيًا الله تعالى أن يُتمّ لضيوف الرحمن حجّهم بالقبول، وأن يعودوا إلى ديارهم بقلوب مطمئنة، وذكرى خالدة.

أخبار ذات صلة

وتحدث المتحدث الرسمي لوزارة الصحة المهندس خالد بن سعود آل طالع، حول انتقال الحجيج من صعيد عرفات إلى مزدلفة، مرورًا بأداء مناسكهم في منى بانسيابية عالية، منوهًا بأن الطرق يوجد فيها الفرق الصحية الراجلة والوحدات الصحية التي تم استحداثها في طريق المشاة التي قدمت الخدمات الصحية العاجلة بشكل فوري لضيوف الرحمن، وفق خدمات صحية متقدمة تواكب أفضل المعايير العالمية، لتجعل من هذه الشعيرة الإيمانية تجربة صحية ميسرة.

وأشار إلى الأثر الملوس لتطبيق الأنظمة، التي وجد من أهمها «لا حج بلا تصريح»، وتطبيق الاشتراطات الصحية ومنها مبدأ الاستطاعة الصحية، إضافة إلى تفعيل خطط التفويج المدروسة على نجاح هذا الموسم من حج عام (1446هـ)، وكان لهذه الجهود الحثيثة أثرٌ واضح ومباشر في الحد من أعداد الحالات الصحية، وشهدنا انخفاضًا بنسبة (90%) في حالات الإجهاد الحراري لموسم حج هذا العام مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يعكس نجاحنا المشترك في تعزيز صحة وسلامة ضيوف الرحمن، فبالرغم من ارتفاع درجات الحرارة إلا أن ما أسعد الجميع هو التزام ضيوف الرحمن وتقيدهم بالتعليمات التوعوية، وتم التعامل مع عدد محدود من حالات الإجهاد الحراري، وبلغت (362) حالة حتى الآن، بكفاءة عالية إلى أن تعافت بحمد الله تعالى.

وقال: «في ضوء هذه الجهود المباركة، تجاوزت أعداد الخدمات الصحية المقدمة حتى اليوم العاشر من ذي الحجة أكثر من (125) ألف خدمة متكاملة، شملت استقبال أكثر من (68) ألف حالة في مراكز الرعاية الصحية الأولية و تقديم الرعاية العاجلة لنحو (31) ألف حالة في أقسام الطوارئ، وتنويم أكثر من (5) آلاف حالة في المستشفيات، بينها (2,453) حالة في أقسام العناية المركزة، وإجراء (18) عملية قلب مفتوح، و(216) عملية قسطرة قلبية، وتقديم أكثر من (9,190) خدمة افتراضية عبر مستشفى صحة الافتراضي».

وأردف بالقول: «في خضم هذا النجاح الذي منّ الله علينا به في موسم حج هذا العام، نؤكد على أهمية استمرار التزام الحجاج بالتقيد بجداول التفويج وعدم التعرض لأشعة الشمس خاصة خلال أوقات الذروة، التي تمتد من الساعة (10) صباحًا حتى (4) عصرًا، واستخدام المظلات والحرص على شرب كميات كافية من السوائل للوقاية من الجفاف والإجهاد، وأخذ فترات راحة منتظمة وعدم المبالغة في بذل الجهد، وذلك لحماية صحتهم، وندعوهم للتواصل مع مركز الاتصال «937» وتطبيق «صحتي»، فالفرق الصحية على أتم الاستعداد لتلبية كل ما يحتاجونه من رعاية وتوعية، على مدار الساعة وبعدة لغات».

وطمأن المتحدث الرسمي لوزارة الصحة المهندس خالد بن سعود آل طالع، الجميع بالحالة الصحية للحجاج، فلم تسجل بينهم أي تفشٍ للأمراض أو أمراض مؤثرة في الصحة العامة، وذلك بتوفيق الله ثم بفضل الجهود المتكاملة التي بذلتها مختلف الجهات الحكومية في المملكة التي عملت بتناغم وانسجام في خدمة الحجاج؛ في انعكاس لالتزامها الراسخ بوضع صحة وسلامة ضيوف الرحمن في صدارة أولوياتها وفق تطلعات القيادة -أيدها الله-.

بدوره تطرق متحدث منظومة النقل والخدمات اللوجستية في موسم الحج صالح بن إبراهيم الزويّد، لسير الخطط التشغيلية لقطار المشاعر وفق ما هو مخطط له، وواصل القطار اليوم تقديم خدماته لليوم الرابع على التوالي، مقدمًا تجربة نقل آمنة وميسرة لحجاج بيت الله الحرام بين المشاعر المقدسة، مشيرًا إلى أنه خلال يوم أمس، وفي مرحلة النفرة التي بدأت من غروب شمس يوم عرفة وحتى الساعة (12:30) بعد منتصف الليل، انتقل أكثر من (294) ألف حاج من مشعر عرفات إلى مشعر مزدلفة، ثم انتقل أكثر من (349) ألف حاج عبر القطار من مزدلفة إلى منى في المرحلة التي تلتها، وفي تمام التاسعة من صباح هذا اليوم، أول أيام عيد الأضحى، انطلقت الحركة الخامسة من حركات قطار المشاعر، التي تربط بين محطات عرفة ومزدلفة، ومنى، وصولًا إلى منى الجمرات، وستستمر هذه الخدمة حتى غروب شمس يوم (13) ذي الحجة.

وبين أن عدد المستفيدين من القطار حتى الآن تجاوز أكثر من مليون راكب انتقل بين المشاعر بسهولة وانسيابية تامة، معاودًا الإشارة إلى الجهد التكاملي الذي يقوم به المركز العام للنقل التابع للهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، إذ قام بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة بإنشاء محطة لنقل الحجاج من غرب الجمرات إلى المسجد الحرام بطاقة استيعابية تصل إلى نقل (20) ألف راكب في الساعة، من خلال (100) حافلة مفصلية بسعة (125) راكب لكل حافلة، تسهيلًا لنقلهم لأداء طواف الإفاضة واستكمال مناسكهم في مسار ترددي مخصص معزول يفصل حركة الحافلات عن المشاة، ويقلل مدة انتقال الضيوف من مشعر منى إلى الحرم المكي إلى حوالى (20) دقيقة فقط، إضافة إلى حافلات مكة التي تربط أكثر من (430) محطة توقف في (12) مسارًا، من بينها (4) محطات بالمنطقة المركزية تخدم النقل إلى المسجد الحرام، وأجرة مكة المتواجدة في (25) محطة توقف.

وأشاد بالمعدل العام المرتفع لامتثال شركات النقل المرخصة للأنظمة والتعليمات، ونفذّت الفرق الرقابية للهيئة العامة للنقل أكثر من (300) ألف عملية فحص رقابية ولاحظنا معدلات امتثال مرتفعة، ويشارك المركز الوطني لسلامة النقل بدور مهم في دعم الجهود لتعزيز مستويات السلامة، عبر تلقي البلاغات المتعلقة بسلامة أنماط النقل التي يستخدمها ضيوف الرحمن لضمان رحلة آمنة ميسرة، مضيفًا في الجانب اللوجستي، قدّم البريد السعودي «سبل» هذا العام شراكة مع وزارة الصحة أسهم من خلالها بنقل أكثر من (10,000) عينة دم بموثوقية عالية، تعزيزًا لجاهزية المستشفيات، بالإضافة لتمكين (348) جهة من تنفيذ أكثر من (63,000) عملية عبر البريد الرسمي خلال موسم الحج.

وأعلن متحدث منظومة النقل والخدمات اللوجستية، عن جاهزية جميع جهات منظومة النقل والخدمات اللوجستية لمرحلة مغادرة ضيوف الرحمن، عبر (6) مطارات مخصصة لهم سواء لحجاج الداخل أو الخارج، مؤكدًا أهمية التزام الحجاج بالتعليمات المتعلقة بشحن الأمتعة، واشتراطات النقل الجوي، خاصة ما يتعلق بأوزان الحقائب والأمتعة المسموح بها، ومنظومة النقل والخدمات اللوجستية مستمرة لتسخير جميع الإمكانات البشرية والفنية عبر أكثر من (45) ألفًا من الكوادر الوطنية، لخدمة ضيوف الرحمن وتقديم تجربة حج أسهل، وخدمات أعلى جودة، وتنقل أكثر سلاسة، حتى انتهاء الموسم ومغادرة آخر الرحلات؛ مجسدة توجيهات القيادة الرشيدة -حفظها الله- في تقديم كل الدعم والاهتمام الدائم لخدمة الحجاج، ليؤدوا نسكهم بيسر وطمأنينة.

Continue Reading

السياسة

نائب أمير مكة يزور مقر الشركة الوطنية للشراء الموحّد للأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية «نوبكو»

زار نائب أمير منطقة مكة المكرمة، نائب رئيس اللجنة الدائمة للحج والعمرة الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز،، اليوم،

زار نائب أمير منطقة مكة المكرمة، نائب رئيس اللجنة الدائمة للحج والعمرة الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز،، اليوم، مقر الشركة الوطنية للشراء الموحد للأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية (نوبكو)، في المشاعر المقدسة، وكان في استقباله معالي وزير الصحة الاستاذ فهد الجلاجل.

واطّلع على آليات العمل اللوجستي وحلول الإمداد الذكية التي تنتهجها شركة «نوبكو» -إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة- خلال حج 1446هـ، لضمان استمرار توافر الأدوية والمستلزمات الطبية لحجاج بيت الله الحرام بكفاءة عالية، حيث تدير إمدادات طبية لأكثر من (136) منشأة وعربة متنقلة بالمشاعر المقدسة عبر أسطول نقل يضم (62) شاحنة وأكثر من (800) رحلة، تغطي نحو (2000) بند طبي يشمل ما يقارب (90) مليون وحدة، بإشراف فريق ميداني متخصص مكوّن من (184) موظفاً.

أخبار ذات صلة

واستمع إلى شرح حول مبادرات «نوبكو» في حج 1446هـ، التي شملت استخدام الطائرات بدون طيار والطائرات العمودية لنقل الإمدادات العاجلة، ودعم «السوار الصحي الذكي» لمتابعة صحة رجال الأمن، ضمن نموذج تشغيلي مدعوم بالذكاء الاصطناعي.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .