Connect with us

السياسة

بمناسبة عيد استقلال الهند الـ78 في 15 أغسطس 2024

بمناسبة الذكرى الثامنة والسبعين لاستقلال الهند، أتقدم بأحر تحياتي إلى الجالية الهندية والأشخاص من أصل هندي وأصدقاء

Published

on

بمناسبة الذكرى الثامنة والسبعين لاستقلال الهند، أتقدم بأحر تحياتي إلى الجالية الهندية والأشخاص من أصل هندي وأصدقاء الهند في المملكة العربية السعودية.

ويمثّل يوم 15 أغسطس 1947م لحظة تاريخية في رحلة الهند، عندما تم التخلص من نيران الاستعمار، واحتضان الحرية والفرص لشعب الهند. ومنذ ذلك اليوم، قطعت الهند شوطاً طويلاً، الأمر الذي جعل من الهند خامس أكبر اقتصاد، وفي هذه العملية خلق مجتمع نابض بالحياة وديناميكي وشامل. وفي هذا اليوم، نتذكر جميع أولئك الذين ناضلوا من أجل حرية الهند بشجاعة وعزم كبيرين، ونحيي أيضا جنودنا الشجعان الذين يواصلون حراسة حدودنا والعديد من الآخرين الذين ضحوا بحياتهم على مر السنين لحماية وطننا الأم.

وتفتخر الهند بجذورها الحضارية، وروحنا الثقافية، وهي تحتضن العالم، لقد تمسكت الهند بشدة بمفهوم «Vasudhaive Kutumbkam»؛ ما يعني أن العالم كله عائلة واحدة. لقد كان هذا هو الموضوع الذي يُسترشد به في نهجنا تجاه العالم، وهو أن الهند هي «فيشواباندو» أي صديقة للعالم.

وفي الداخل، أدى النمو الاقتصادي في الهند إلى تحويل حياة الملايين من مواطنيها، ووضعها على الطريق لتصبح «فيكسيت بهارات» أي الهند المتقدمة، بحلول 100 عام على استقلالنا في عام 1947م. فمن البنية التحتية إلى الدفاع، ومن التنمية الريفية إلى الرعاية الاجتماعية، قد ساعدت التغييرات الملموسة في نوعية الحياة وتقديم الخدمات العامة في دفع عجلة الابتكار وتوسيع الفرص. لقد وضعت براعتنا التعليمية والعلمية، بما في ذلك قدراتنا في مجال ريادة الفضاء، الهند بين عدد قليل من الدول المختارة في التقدم التكنولوجي.

مناسبة للاحتفال بالصداقة

عيد الاستقلال هو أيضاً مناسبة للاحتفال بصداقاتنا الخاصة. تتمتع الهند والمملكة العربية السعودية بتاريخ طويل من علاقات الود والصداقة. تنعكس العلاقة القوية بين البلدين في الثقة المتبادلة والتعاون عبر القطاعات المتنوعة والاتصالات بين الشعوب في البلدين.

وقد لعبت مساهمة 2.6 مليون من الجالية الهندية القوية في المملكة العربية السعودية دوراً مهماً في تعزيز العلاقات بين البلدين. إن الجالية الهندية جسر حي، وقد تفوقوا في مختلف مناحي الحياة، مما يدل على القيمة التي يجلبونها لكلا البلدين. وخلال العام الماضي، تمكنت السفارة من جمع المغتربين المتنوعين في حدث خاص يسمى بـ«برافاسي بريتشي» الذي أظهر قوتهم الثقافية والفنية.

ومن دواعي الفخر أيضاً أنه في العام الماضي، عندما قام ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، بزيارة الهند، أشار بشكل خاص إلى الجالية الهندية، موضحاً أن المملكة تعتبرهم جزءاً من عائلتها.

نمو الشراكة الإستراتيجية

مثلت الزيارة التي قام بها ولي العهد إلى الهند في سبتمبر الماضي ولقائه برئيس الوزراء ناريندرا مودي معلماً مهماً في نمو الشراكة الإستراتيجية. وقد غرس الاجتماع الأول لمجلس الشراكة الإستراتيجي طاقة في العلاقات. وكان بداية لسلسلة من الزيارات الثنائية من كلا الجانبين.

ومن الجانب الهندي، كان وزير التجارة والصناعة بيوش غويال، ووزير الطاقة آر كي سينغ، ووزيرة شؤون الأقليات اسمريتي إيراني، ووزير الدولة للسياحة شريباد نايك، ووزير الدولة للشؤون الخارجية في. موراليدهاران، ووزير الدولة للدفاع أجاي بهات هم من بين أولئك الذين زاروا المملكة العربية السعودية وقاموا بإجراء المناقشات مع الجانب السعودي حول مجموعة متنوعة من الموضوعات المختلفة.

وفي سياق مجموعة العشرين وعلى المستوى الثنائي، سافر عدد من الوزراء وكبار المسؤولين السعوديين إلى الهند أيضاً، ولم يكن هناك شهر تقريبا دون مشاركة وزارية أو رسمية رفيعة المستوى.

قفزة في التجارة والاستثمار

تمثل الشراكة الاقتصادية عنصراً أساسياً في العلاقات الهندية-السعودية. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، كانت هناك قفزة كبيرة في التجارة والاستثمار. وكانت التجارة الثنائية بين الهند والمملكة العربية السعودية في مسار تصاعدي مدفوع بالمصالح الاقتصادية المتبادلة والتعاون الإستراتيجي، فالهند هي ثاني أكبر شريك تجاري للمملكة العربية السعودية، بينما المملكة العربية السعودية هي رابع أكبر شريك تجاري للهند. وتشكل الطاقة عنصراً أساسياً في التجارة، ولكن في السنوات الأخيرة، شهدت سلة التجارة تنوعاً كبيراً. وفي السنة المالية 2023-2024، بلغت قيمة التجارة الثنائية 43.37 مليار دولار؛ منها صادرات الهند 11.56 مليار دولار، وبلغت قيمة الواردات 31.81 مليار دولار، حيث قام البلدان بإجراء إصلاحات، وتحسنت سهولة ممارسة الأعمال بشكل كبير. وقد انعكس هذا في أرقام الاستثمار الثنائي، وفي القطاعات ذات الاهتمام بالمنفعة. وأصبحت السبل الجديدة للتعاون في قطاعات مثل تكنولوجيا المعلومات والأدوية والبنية التحتية والطاقة المتجددة وما إلى ذلك بارزة. وقد أكدت الزيارات والاتفاقيات رفيعة المستوى الأخيرة على الالتزام المشترك بتعميق المشاركة الاقتصادية. واجتمعت مجموعة عمل رفيعة المستوى برئاسة وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، والأمين العام رئيس الوزراء الدكتور بي. كي. ميسرا في يوليو 2024 لوضع اللمسات الأخيرة على خارطة طريق لتسريع الاستثمارات. ويوجد اليوم أكثر من 2900 شركة هندية في المملكة العربية السعودية واستثمرت ما يقرب من ثلاثة مليارات دولار أمريكي في المملكة العربية السعودية، وتلعب دوراً مهماً في تطوير رؤية المملكة العربية السعودية 2030. وتتمتع الشركات الهندية بحضور قوي في القطاعات المختلفة، وهي الهندسة وتكنولوجيا المعلومات والبناء في السعودية.

مواجهة التحديات الإقليمية

جرى تعزيز الشراكة الاقتصادية بشكل أكبر من خلال الإعلان عن الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEEC) في قمة مجموعة العشرين العام الماضي. وسيجمع IMEEC الهند ومنطقة الخليج معاً من خلال مشاريع الاتصال في مجال الخدمات اللوجستية والبيانات والطاقة المتجددة والمزيد، وإنها رؤية للرخاء المشترك والنمو الاقتصادي بين الهند والمملكة العربية السعودية والشركاء الآخرين على أساس التواصل والتآزر عبر مختلف القطاعات. وفي العقد الماضي، تم تعزيز التعاون الدفاعي بين الهند والمملكة العربية السعودية. وقد زار الهند عدد من الوفود، وتم عرض فرص تدريب مختلفة في الهند على عدد من الضباط من الجانب السعودي. ومن بين المجالات الرئيسية للتعاون الدفاعي والأمني، التعاون البحري، حيث لعب كلا البلدين دوراً مهماً في ضمان الأمن البحري الشامل للمنطقة. وشهدت الارتباطات الثنائية بين القوات البحرية الملكية السعودية والقوات البحرية الهندية وخفر السواحل طفرة، مع زيارات ودية منتظمة للسفن الهندية للمملكة العربية السعودية، وإجراء التمرينات البحرية الثنائية «المحيط الهندي). كما تمت زيادة الارتباطات المتعددة بين القوات البرية الهندية والسعودية مع التمرين المشترك الأول من نوعه «SADA TANSEEQ» الذي تم إجراؤه في الهند هذا العام. كما أن مشاركة القوات الجوية الملكية السعودية في التمرين متعدد الجنسيات التابع للقوات الجوية الهندية «TARANG SHAKTI» هذا العام يعزز الروابط بين البلدين. ويعترف كلا البلدين ببعضهما البعض كشركاء طبيعيين في مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية. وقد ساهمت المبادرات في مكافحة الإرهاب والأمن البحري والصناعة في مجال الدفاع، في تعزيز العلاقة الدفاعية بين البلدين. وكان لدى الهند وفد قوي لمعرض الرياض العالمي للدفاع في فبراير 2024م، وقامت بالتوقيع على صفقة تاريخية لتصدير الذخائر إلى المملكة.

رفاهية وراحة الحجاج

يعد تنظيم موسم الحج جزءاً مهماً للغاية من علاقاتنا الثنائية. وبدعم حكومة المملكة العربية السعودية، قام بأداء مناسك الحج هذا العام 175025 حاجاً هندياً. وأشكر شكراً جزيلاً حكومة المملكة العربية السعودية على العمل الممتاز؛ الذي قامت به لضمان رفاهية وراحة الحجاج والتغييرات المستمرة التي تم إجراؤها لتبسيط عمليات الحج وضمان ر حة الحجاج وسلامتهم.

وكسفير جمهورية الهند لدى المملكة العربية السعودية، فإنني ملتزم بمزيد من تعزيز العلاقة بين البلدين. وبالنيابة عن حكومة الهند وشعبها والجالية الهندية في المملكة العربية السعودية، كما أغتنم هذه الفرصة لأتقدم بأطيب التمنيات لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ودوام السلام والتقدم والازدهار.

انطلقت شبكة أخبار السعودية أولًا من منصة تويتر عبر الحساب الرسمي @SaudiNews50، وسرعان ما أصبحت واحدة من أبرز المصادر الإخبارية المستقلة في المملكة، بفضل تغطيتها السريعة والموثوقة لأهم الأحداث المحلية والعالمية. ونتيجة للثقة المتزايدة من المتابعين، توسعت الشبكة بإطلاق موقعها الإلكتروني ليكون منصة إخبارية شاملة، تقدم محتوى متجدد في مجالات السياسة، والاقتصاد، والصحة، والتعليم، والفعاليات الوطنية، بأسلوب احترافي يواكب تطلعات الجمهور. تسعى الشبكة إلى تعزيز الوعي المجتمعي وتقديم المعلومة الدقيقة في وقتها، من خلال تغطيات ميدانية وتحليلات معمقة وفريق تحرير متخصص، ما يجعلها وجهة موثوقة لكل من يبحث عن الخبر السعودي أولاً بأول.

السياسة

السعودية تسلم دفعة من الدعم المالي لفلسطين عبر سفيرها بالأردن

سفير خادم الحرمين الشريفين في الأردن يسلم دفعة من الدعم المالي لفلسطين، تأكيداً لالتزام المملكة التاريخي بدعم موازنة السلطة الفلسطينية وصمود شعبها.

Published

on

قام سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة الأردنية الهاشمية، السفير نايف بن بندر السديري، بتسليم دفعة جديدة من الدعم المالي المقرر من المملكة العربية السعودية لدولة فلسطين، وذلك في إطار التزام المملكة المستمر بدعم الشعب الفلسطيني الشقيق على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والإنسانية.

ويأتي هذا التحرك الدبلوماسي والاقتصادي تأكيداً على عمق العلاقات الأخوية التي تربط بين البلدين الشقيقين، حيث جرت مراسم التسليم في العاصمة الأردنية عمّان، بحضور ممثلين عن الجانب الفلسطيني. ويُخصص هذا الدعم للمساهمة في دعم موازنة السلطة الفلسطينية، مما يعكس حرص القيادة السعودية، ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، على تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتمكين مؤسساته من القيام بواجباتها تجاه المواطنين.

سياق تاريخي من الدعم المتواصل

لا يعد هذا الدعم حدثاً عابراً، بل هو حلقة في سلسلة طويلة وممتدة من المواقف السعودية الداعمة للقضية الفلسطينية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- وحتى العهد الزاهر الحالي. وتُشير البيانات الرسمية والإحصاءات الدولية إلى أن المملكة العربية السعودية تتصدر قائمة الدول المانحة لفلسطين، حيث قدمت على مدار العقود الماضية مليارات الدولارات كمساعدات تنموية، وإنسانية، ودعم مباشر للميزانية، بالإضافة إلى تمويل مشاريع البنية التحتية والصحة والتعليم عبر الصناديق الإنمائية المختلفة.

الأهمية السياسية والاقتصادية

يكتسب هذا الدعم المالي أهمية استثنائية في التوقيت الراهن، نظراً للتحديات الاقتصادية الجسيمة التي تواجهها السلطة الفلسطينية. فمن الناحية الاقتصادية، يساهم هذا التمويل في تخفيف حدة الأزمة المالية، ويساعد في تأمين الرواتب والخدمات الأساسية للشعب الفلسطيني. أما من الناحية السياسية، فيبعث هذا الدعم برسالة واضحة للمجتمع الدولي والإقليمي تؤكد ثبات الموقف السعودي تجاه القضية الفلسطينية، وتمسك المملكة بمبادرة السلام العربية وحل الدولتين، ورفضها لأي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

الدور الإقليمي والاستقرار

كما يعكس تسليم الدعم عبر الأردن الدور المحوري والتنسيق العالي بين الرياض وعمّان ورام الله، لضمان وصول المساعدات وتحقيق الاستقرار في المنطقة. وتنظر الأوساط السياسية إلى هذا الدعم كركيزة أساسية لتعزيز الاستقرار الإقليمي، حيث تؤمن المملكة بأن الازدهار الاقتصادي والاستقرار المالي في الأراضي الفلسطينية هو جزء لا يتجزأ من منظومة الأمن القومي العربي، وخطوة ضرورية لتهيئة الأجواء لأي حلول سياسية عادلة وشاملة في المستقبل.

Continue Reading

السياسة

عبدالله بشارة يكشف 3 محظورات في إدارة القمم السياسية

تعرف على رؤية الدبلوماسي عبدالله بشارة حول إدارة القمم، والمحظورات الثلاثة التي تضمن نجاح العمل الدبلوماسي الخليجي والعربي في ظل التحديات الراهنة.

Published

on

في سياق الحديث عن أروقة الدبلوماسية الخليجية والعربية، يبرز اسم الدبلوماسي الكويتي المخضرم عبدالله بشارة، الأمين العام الأسبق لمجلس التعاون الخليجي، كأحد أبرز المنظرين لآليات العمل المشترك. وقد سلط بشارة الضوء مؤخراً على ما يمكن تسميته بـ «دستور إدارة القمم»، مشيراً إلى وجود ثلاثة محظورات أساسية يجب تجنبها لضمان نجاح أي قمة سياسية، وهي قواعد نابعة من خبرة تمتد لعقود في العمل الدبلوماسي الرفيع.

العمق التاريخي والخبرة الدبلوماسية

لا تأتي تصريحات عبدالله بشارة من فراغ، بل تستند إلى إرث طويل من العمل في أصعب الظروف الإقليمية. فقد كان بشارة أول أمين عام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عند تأسيسه في عام 1981، وهي فترة شهدت المنطقة فيها توترات جيوسياسية هائلة، أبرزها الحرب العراقية الإيرانية. خلال تلك الفترة، لعب بشارة دوراً محورياً في صياغة الهوية الدبلوماسية للمجلس، والتي اعتمدت على التروي، والسرية، وحل الخلافات داخل البيت الخليجي بعيداً عن الإعلام. هذه الخلفية التاريخية تمنح رؤيته حول "المحظورات الثلاثة" وزناً استراتيجياً، حيث تعتبر خلاصة تجارب عملية في إدارة الأزمات وتوحيد الصفوف.

فلسفة المحظورات في إدارة القمم

تشير القراءات التحليلية لنهج بشارة إلى أن إدارة القمم ليست مجرد تنظيم لوجستي، بل هي عملية سياسية معقدة تحكمها خطوط حمراء. وتتمحور هذه المحظورات عادة حول تجنب كل ما من شأنه تعكير صفو التوافق العام، ومنها:

  • تجنب الارتجال: حيث تتطلب القمم إعداداً مسبقاً دقيقاً لكل كلمة وملف، فالارتجال قد يؤدي إلى سوء فهم دبلوماسي لا تحمد عقباه.
  • إبعاد الخلافات الثنائية: يعتبر طرح القضايا الخلافية الثنائية في القمم الجماعية أحد أكبر المعوقات التي قد تفشل المؤتمرات، لذا يشدد النهج الدبلوماسي الرصين على حلها في الغرف المغلقة.
  • الابتعاد عن التصعيد الإعلامي: الحفاظ على سرية المداولات وعدم تحويل القاعات إلى منابر للتراشق الإعلامي هو ركيزة أساسية لنجاح أي تجمع قادة.

الأهمية الاستراتيجية في الوقت الراهن

تكتسب هذه الرؤية أهمية مضاعفة في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها الشرق الأوسط والعالم. فمع تزايد التحديات الاقتصادية والأمنية، تصبح الحاجة إلى قمم ناجحة وفعالة أمراً مصيرياً وليس ترفاً بروتوكولياً. إن الالتزام بهذه المعايير التي يطرحها الخبراء أمثال عبدالله بشارة يضمن خروج القمم بقرارات قابلة للتنفيذ، تعزز من الاستقرار الإقليمي وتدعم مسيرة التنمية. إن نجاح إدارة القمة يعني بالضرورة نجاحاً في توجيه البوصلة السياسية نحو المصالح العليا للدول والشعوب، وتجنيب المنطقة ويلات الانقسام.

ختاماً، تظل مدرسة عبدالله بشارة الدبلوماسية مرجعاً أساسياً لفهم آليات العمل العربي والخليجي المشترك، وتذكير دائم بأن النجاح الدبلوماسي يكمن في التفاصيل وفي احترام القواعد غير المكتوبة التي تحكم العلاقات بين الدول.

Continue Reading

السياسة

العلاقات السعودية الإماراتية: 54 عاماً من الأخوة والشراكة

اكتشف عمق العلاقات السعودية الإماراتية عبر 54 عاماً من التاريخ المشترك، والشراكة الاستراتيجية التي توحد البلدين في رؤية مستقبلية طموحة لتعزيز الاستقرار.

Published

on

تمثل العلاقات السعودية الإماراتية نموذجاً استثنائياً وفريداً في خارطة العلاقات الدولية، حيث تتجاوز مفاهيم الدبلوماسية التقليدية لتصل إلى مستوى التلاحم الكامل ووحدة المصير. ومع مرور 54 عاماً على قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، تزداد هذه الروابط رسوخاً ومتانة، مستندة إلى إرث تاريخي عميق ورؤية مستقبلية طموحة تقودها قيادتا البلدين الشقيقين.

جذور تاريخية راسخة منذ التأسيس

تعود جذور هذه العلاقة المتينة إلى اللحظات الأولى لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971، حيث كانت المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي سارعت بالاعتراف بالاتحاد ودعمه. وقد أرسى دعائم هذه الأخوة المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك فيصل بن عبدالعزيز -طيب الله ثراهما-، اللذان آمنا بأن قوة الخليج تكمن في وحدته وتكاتفه. ومنذ ذلك الحين، سار ملوك المملكة وحكام الإمارات على هذا النهج، ليعززوا من أواصر القربى والدم والمصير المشترك الذي يجمع الشعبين.

مجلس التنسيق السعودي الإماراتي: نقلة نوعية

في إطار مأسسة هذه العلاقات والدفع بها نحو آفاق أرحب، جاء تأسيس “مجلس التنسيق السعودي الإماراتي” ليمثل نقطة تحول محورية في مسار التعاون الثنائي. يعمل المجلس تحت مظلة قيادة البلدين لضمان تنفيذ الرؤى الاستراتيجية المشتركة، حيث أطلق حزمة من المشاريع الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة، وتطوير التعاون في المجالات العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى التنمية البشرية والمعرفية.

تكامل الرؤى الاقتصادية والمستقبلية

لا تقتصر العلاقات على الجانب السياسي فحسب، بل تمتد لتشمل تكاملاً اقتصادياً ضخماً، حيث تُعد المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات القوتين الاقتصاديتين الأكبر في المنطقة. وتتلاقى “رؤية المملكة 2030” مع خطط الإمارات المستقبلية مثل “مئوية الإمارات 2071” في العديد من النقاط الجوهرية، أبرزها تنويع مصادر الدخل، والاعتماد على الاقتصاد المعرفي، والاستثمار في التكنولوجيا والطاقة النظيفة. هذا التناغم الاقتصادي يعزز من مكانة البلدين كمركز ثقل مالي واستثماري عالمي.

ركيزة للاستقرار الإقليمي

على الصعيدين الإقليمي والدولي، يشكل التحالف السعودي الإماراتي صمام أمان للمنطقة العربية. تتطابق وجهات نظر البلدين تجاه مختلف القضايا الراهنة، حيث يعملان جنباً إلى جنب لمواجهة التحديات الأمنية، ومكافحة التطرف والإرهاب، وتعزيز فرص السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. إن شعار “السعودي إماراتي.. والإماراتي سعودي” ليس مجرد عبارة عابرة، بل هو واقع ملموس يعكس 54 عاماً من الأخوة الصادقة والشراكة التي لا تنفصم.

Continue Reading

Trending