Connect with us

السياسة

براعة «الوسيط».. وضوح إستراتيجية السياسة الخارجية السعودية

في أعقاب استضافة السعودية محادثات بين روسيا والولايات المتحدة في الرياض، وبين الولايات المتحدة وأوكرانيا في جدة؛

في أعقاب استضافة السعودية محادثات بين روسيا والولايات المتحدة في الرياض، وبين الولايات المتحدة وأوكرانيا في جدة؛ استمر اهتمام الدوائر الدبلوماسية والإعلامية حول العالم ببروز المملكة وسيطاً عالمياً موثوقاً به في كبريات الأزمات الدولية. وتساءلت صحيفة «ستريتس تايمز» السنغافورية أمس: هل تصبح السعودية جنيف الجديدة؟ واعتبرت إذاعة «دوتش فيلا» الألمانية، أمس، أن محادثات جدة بين أوكرانيا والولايات المتحدة، وقبلها جهود منبر جدة لإحلال السلام في السودان، واجتماعات الزعماء العرب في الرياض لإنهاء حرب غزة، رسّخت مكانة السعودية باعتبارها وسيطاً في الأزمات العالمية. وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزة الألمانية «دوتش فيلا»، أنه بمثلما يعكف مزارعو الورد الطائفي على جنيِّه بأياديهم بعناية وحرص، تبذل المملكة جهوداً وحرصاً مماثلين من أجل نجاح المحادثات الأوكرانية الأمريكية، وربما بعد ذلك محادثات روسية أمريكية. ولاحظت أن السعودية -تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز- تمكنت من جمع الجانبين الروسي والأمريكي في الرياض في فبراير الماضي، للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في فبراير 2022. وأضافت: في عالم يمُور بالتنافس بين القوى الكبرى والنزاعات الإقليمية، نجحت المملكة العربية السعودية في موضعة نفسها باعتبارها قِبْلةً للمفاوضين من القوى الدولية والإقليمية. وبمساعدة من السعودية تمكنت روسيا والولايات المتحدة من القيام في أغسطس 2024م، بإجراء أكبر تبادل للأسرى منذ انتهاء الحرب الباردة. واعتبرت «دوتش فيلا»، أن ما تقوم به المملكة من أجل إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية هو عمل كانت تضطلع به عادةً أوروبا، كما حدث في اتفاقات أوسلو ومعاهدات جنيف. وخلصت إلى أن ذلك كله يعني حدوث تحول من الغرب لمصلحة الدبلوماسية التي يقودها ولي العهد السعودي. وزادت «دوتش فيلا»: إن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان، يستحق أن ينسب إليه الفضل في ذلك التحول العالمي. فقد أحدثت إستراتيجية رؤيته لعام 2030 -وهي خطة اقتصادية تهدف أساساً التنويع الاقتصادي بعيداً عن الاعتماد على النفط مصدراً للدخل الوطني- اقتصاداً متنامياً، تطور بشكل أكثر قوة وتوسعاً، ما استقطب ثقة الشركات التجارية والاستثمارية العالمية. إن المملكة العربية السعودية هي اليوم أكبر مُصدِّر للنفط الى الصين، وتتمتع بعلاقات وثيقة مع روسيا العضو في مجموعة أوبك بلس، كما تحتفظ بعلاقات أمنية قوية مع الولايات المتحدة، قد تزداد قوة مع احتمال شرائها مقاتلات من طراز اف-35 النفاثة. وذكرت «دوتش فيلا»، أن أكبر تحول يتمثل في بروز السعودية باعتبارها قوة استقرار إقليمي في منطقة الشرق الأوسط. ويتجلى ذلك في دعمها لاستقرار سورية إثر انهيار نظام بشار الأسد، ومساعيها من أجل استقرار اليمن، واستئنافها علاقاتها مع إيران. وبذلك سعت المملكة إلى إيجاد بيئة مستقرة مواتية للنمو والتحول الاقتصادي الداخلي. وفي سياق تلك المساعي يتعاظم النفوذ الدبلوماسي للسعودية. وزادت «دوتش فيلا»: إن الأدلة على طموح المملكة الى القيام بدور أكبر في السياسة العالمية أمر لا يمكن إنكاره. وأشارت إلى أن المملكة تفيد من مميزاتها الجغرافية؛ باعتبارها ملتقى طرق بين أوروبا وآسيا وأفريقيا.

وكتبت صحيفة «ستريتس تايمز» السنغافورية أمس، أن الأمير محمد بن سلمان، تزداد شواغله باستقبال القادة الذين يصلون إلى المملكة لمناقشة النزاعات العالمية المُلحّة. واعتبرت أن توافق الولايات المتحدة وأوكرانيا على لقاء مسؤوليهما في السعودية، وليس في أية عاصمة أوروبية، يقف دليلاً على المكانة الكبيرة التي تحتلها السعودية، ونقلت «ستريتس تايمز» عن الباحث في معهد كابرو الألماني للأبحاث سباستيان سونس، قوله: إن السعودية أوجدت لنفسها مكانة باعتبارها منصة للحوار خلال السنتين أو السنوات الثلاث الماضية. وزاد: أن إستراتيجية السياسة الخارجية السعودية تؤكد أن المملكة تقوم الآن بدور مهم جداً في التحدث إلى جميع الأطراف. وأجمع الخبراء الذين تحدثت إليهم الصحيفة السنغافورية، على أن السعودية أثبتت حيادها الحقيقي بين القوى الكبرى. وأشارت إلى أن المملكة أضحت بالفعل قِبلة للقمم العربية والإسلامية. وستكون قريباً المكان المفضل لأول لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترمب. وأشار تقرير «ستريتس تايمز»، إلى أن الأمير محمد بن سلمان كان أول زعيم عالمي يهنئ الرئيس ترمب بفوزه في انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر الماضي. وأضافت أن الرئيس ترمب، وصف ولي العهد السعودي -في كلمته أمام منتدى دافوس الاقتصادي العالمي- بأنه «شخص رائع».

أخبار ذات صلة

السياسة

حجاج الهنداوي.. الصوت الشجي

يعدُّ القارئ حجاج الهنداوي أحد أعلام التلاوة البارزين، ورتل القرآن أمام الرئيس السابق محمد حسني مبارك في عام 1998

يعدُّ القارئ حجاج الهنداوي أحد أعلام التلاوة البارزين، ورتل القرآن أمام الرئيس السابق محمد حسني مبارك في عام 1998 عقب فوزه بالمركز الأول في مسابقة وزارة الأوقاف المصرية لتلاوة القرآن الكريم.

ولد الهنداوي في 12 يناير عام 1976 بقرية بهرمس، مركز إمبابة بمحافظة الجيزة، وتعلم قراءة القرآن في سن مبكرة، وبدأ في الحفظ في السابعة من عمره، وأتمّ حفظ القرآن في الثانية عشره من عمره، وكان أساتذته في هذه المرحلة الشيخ حسين عبده يوسف، ثم الشيخ صبحي أحمد عبد العزيز، وأخوه الشيخ عيد الهنداوي أستاذ القرآن والقراءات. وتوجّه القارئ حجاج الهنداوي إلى تجويد أحكام التلاوة على يد الشيخ عبد العاطي محمود طعيمة الشهير بالشيخ عطية طعيم، وأتمّ الدراسة في معهد القراءات بالقاهرة، وتقدم إلى الإذاعة المصرية قارئاً عام 2000 بفضل تشجيع الشيخ أبو العينين شعيشع رئيس لجنة اختبار القراء بالإذاعة، وترشيح الإذاعي محمود السعدني، واجتاز جميع مراحل الاختبار، وتمّ اعتماده قارئاً بالإذاعة والتلفزيون بالاحتفالات والجمعة والفجر مباشرة.

وله مشاركات بالتلاوات في الكثير من المحافظات، ورحلات عدة إلى خارج مصر، فسافر إلى ماليزيا عام 2000 ضمن بعثة مصر في المسابقة الدولية للقرآن الكريم، وإلى عديد من الدول الإسلامية وغير الإسلامية، منها: كندا، وإندونيسيا، وبريطانيا، وباكستان، وتايلند.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

السياسة

برعاية وزير الإعلام.. جائزة التميُّز الإعلامي تتوّج الفائزين في مساراتها

توّج وزير الإعلام سلمان الدوسري، مساء أمس (الإثنين)، الجهات والأفراد الفائزين بجائزة التميُّز الإعلامي لعام 2024م،

توّج وزير الإعلام سلمان الدوسري، مساء أمس (الإثنين)، الجهات والأفراد الفائزين بجائزة التميُّز الإعلامي لعام 2024م، في نسختها الخامسة، بالشراكة مع برنامج تنمية القدرات البشرية -أحد برامج تحقيق رؤية السعودية 2030-، وذلك في حفلٍ أُقيم بمسرح أبو بكر سالم في بوليفارد سيتي بمدينة الرياض.

وشهدت الجائزة مشاركة عدد من الجهات الحكومية، والقطاع الخاص وغير الربحي، والأفراد؛ للتنافس في الأعمال الإعلامية الإبداعية الوطنية والمجالات المختلفة لعام 2024.

وشهدت الجائزة أيضاً هذا العام، تكريماً خاصاً لعدد من الجهات تقديراً لإنجازاتها البارزة، وهي وزارة الرياضة عن دورها الإعلامي المتميز في ملف استضافة كأس العالم، والهيئة العامة للترفيه عن «موسم الرياض»، ومستشفى الملك فيصل التخصصي بعد تحقيقه إنجازاً طبياً عالمياً غير مسبوق، متمثلاً في إجراء أول عملية زراعة قلب كاملة باستخدام الروبوت في العالم.

وقدّم الحفل فيديو «أن تكون سلمان بن عبدالعزيز»، يحكي سيرة ومسيرة خادم الحرمين الشريفين، إلى جانب الفقرة الشعرية المتزامنة مع يوم العلم، ضمن فقراتها وعروضها المرئية والمسرحية؛ لتُعزز القيم الوطنية، وتبرز قيمتيّ الانتماء الوطني، والإيجابية والمرونة، واختتم بمائدة سحور الإعلام التي تعود في نسختها الثالثة لهذا العام.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

السياسة

نبيل زكاوي: الفقر قرين الكُفر والصدقات أمان

يناقش المفكّر المغربي نبيل زكاوي، مشكلة الفقر وعلاقة الدِّين بالمُعالجات التنموية، من خلال تشريح مفهوم القِيَم

يناقش المفكّر المغربي نبيل زكاوي، مشكلة الفقر وعلاقة الدِّين بالمُعالجات التنموية، من خلال تشريح مفهوم القِيَم والممارسات الدينية ودورها في التنمية المستدامة في العالم الإسلامي؛ إذ يرى أن العالم الإسلامي يُشكّل الجزء الأكبر من العالم الثالث، وأن عدد المسلمين يتزايد بسرعة كنسبة من سكان العالم، إلا أن التنمية ظلت في هذه الرقعة الجغرافية المهمة راكدة أو بطيئة، إذ يعيش غالبية المسلمين في مناطق بحاجة إلى التنمية، ويشكلون مجتمعات أكثر حرماناً اجتماعياً واقتصادياً على المستوى العالمي، فيما خلّف الإسلام 13 قرناً من التأثير المستمر، والفعال على حياة المجتمع، كون مبادئه تنظم ليس فقط القواعد الأخلاقية والمعنوية لسلوك الفرد في الأسرة والمجتمع، بل وحياته الشخصية والاقتصادية والاجتماعية.

ولفت إلى أنّ الإسلام، في نظر المؤمنين، ليس مجرد نظام ديني، بل هو أسلوب حياة، كما أن المفهوم الإسلامي للسعي في الدنيا يجعل اهتمام الإنسان بترقية مجتمعه واهتمامه ببيئته أمراً مهماً، وهو ما يحيلنا إلى التساؤل حول آفاق اللقاءات الملموسة بين التطورات الاجتماعية والاقتصادية والتقاليد الدينية الراسخة في العالم الإسلامي؛ إذ إن أهمية الدين في العالم الإسلامي، تفرض دراسة علاقته بالتنمية بشكل منهجي.

وأكد أهمية الدين في المجال العام، وحرصه من الناحية النظرية إلى اكتشاف (إدخال الدين) في مناقشات سياسات التنمية، ومن الناحية العملية إلى تسليط الضوء على التفاعل والتقاطع بين الدين والتنمية؛ بوصفه أحد الشواغل الإنمائية المهمة. ودعا إلى التفكير في كيفية التوفيق بين الإسلام والتنمية، وكيفية تحويل القيم والممارسات الإسلامية، باعتبار الدين خبرة إنسانية، إلى ممارسات تنموية.

وقال زكاوي: إن القيم والممارسات الدينية يمكن أن تساعد على التنمية في دول العالم الإسلامي، وليست بالضرورة عقبات أمام تحقيق مجتمع واقتصاد حديث وعقلاني؛ إذ إن الأساس المنطقي الرئيس للتعامل مع الدين يكمن في النتائج المخيبة للآمال للإستراتيجيات التنموية العلمانية المجربة في دول العالم الإسلامي والشعور بأن الدين يمكن أن يكون له دور إيجابي في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وأن الدين ربما يعمل على إصلاح هذه الفجوة والمساعدة في التغلب على بعض العجز المسجل في هذه البلدان في أعقاب تحولها النيوليبرالي.

وطرح مجموعة أسئلة من قبيل: كيف يمكن أن يشكل الدين مورداً خارجياً قادراً على معالجة الخصاص التنموي في البعدين الاجتماعي والاقتصادي؟ وهل يمكن استنباط أسس دينية ذات طابع فيبري لرأسمالية مستقلة تكون نموذجاً تنموياً في دول العالم الإسلامي؟ ثم ما الدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات الدينية الإسلامية، من قبيل مؤسستي الزكاة والوقف في تقديم الخدمات الاجتماعية؟ وكيف يمكن النظر إلى هذه المؤسسات بوصفها «عمليات إنتاجية»؟ ثم كيف يمكن إعادة تشكيل العمل باعتباره شكلاً من أشكال العبادة الدينية في إطار نهج «الاقتصاد الروحي» بوصفه أسلمة لليبرالية الجديدة؟ من الناحية المنهجية. وعدّ المراجعة النقدية للأدبيات التي تبني التنمية باعتبارها تقع ضمن المجال العلماني، بعيداً عن الدين، ضرورة، وكيف صارت دراسات وممارسات التنمية في العقود الأخيرة تكتشف الدين وتؤكد على التداخل والتقارب بينهما.

شبكات تعزيز الأمان

وذهب إلى أنّ للممارسات والقيم الدينية الإسلامية دوراً في توليد التدخلات التنموية على المستوى الاجتماعي (في محور ثانٍ)، وعلى المستوى الاقتصادي (في محور ثالث).

ويرى أنّ الفقر في المجتمعات المسلمة قرين الكُفر، والصدقات أمانٌ وتنمية، كون مبدأ الإيمان بالتكافل، هو مبدأ الإيمان بالإنسان، وتفوّق الطبيعة البشريّة عن الطبائع الأخرى، وتميّزها بروحيّة إنسانية ما بعد الطبيعة المادية. ونبّه إلى أنّه لا ينبغي النظر إلى دور الصدقات والنفقات الاجتماعية على أنها إضفاء شرعيّة على وجود الفقر والفقراء والتسليم بهم كحقيقة ثابتة؛ فالإسلام يرى الفقر مشكلة من أكبر المشكلات الاجتماعية والاقتصادية ويعادل الكُفر. ولم يستبعد أن تلعب الزكاة والصدقات دوراً في معالجة الفقر والبطالة باعتبارهما من شبكات تعزيز الأمان والتماسك الاجتماعي، ولو تجاوزت المجتمعات الإسلامية ظاهرة الفقر، ستظل الصدقات مرتكزاً للتنمية المستدامة، بتوفيرها الأموال اللازمة للأوقاف الخيريّة التي تتبنى الإنفاق على التعليم والتأهيل والتدريب وتطوير المهارات، وبذلك تحدّ من التفاوتات الاجتماعية، وترفع كفاءة الإنسان وتشعره بقدرته على الكسب الحلال بسموّ أخلاقي.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .