نقلت وكالة ريا الحكومية الروسية للأنباء، أمس (السبت)، عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريباكوف قوله، إن ممثلين عن روسيا والولايات المتحدة من المقرر أن يلتقوا خلال الأسبوعين القادمين.
ويأتي ذلك بعد أيام من أول لقاء من نوعه بين مسؤولين من موسكو وواشنطن لاستئناف العلاقات الدبلوماسية، والتحضير لمفاوضات لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وتم اللقاء في العاصمة السعودية الرياض، بوساطة فاعلة من المملكة. وقال ريباكوف، إن اللقاء المرتقب سيعقد في بلد ثالث، ويجري التفاهم حالياً على تحديد المكان.
ورجح المراقبون، أن العاصمة السعودية ستكون على الأرجح مكان المحادثات الأمريكية الروسية، خصوصاً في ظل رغبة الرئيس دونالد ترمب أن تكون السعودية مكاناً للقائه المتوقع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويتمتع البلدان بعلاقات وطيدة مع المملكة، خصوصاً مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. وأشار نائب الوزير الروسي إلى أن المحادثات تتعلق بالعلاقات الثنائية بين موسكو وواشنطن. ولم يستبعد أن تشهد المحادثات الروسية الأمريكية حواراً في شأن الاستقرار الإستراتيجي، والحد من التسلح. وقال، إن من المحتمل أن يناقش الجانبان الوضع في منطقة الشرق الأوسط.
وكان الكرملين قال، إن الاجتماعات التي عقدت في الرياض الأسبوع الماضي ركزت بشكل رئيسي على العلاقات الثنائية. وهو ما اعتبره خطوة مهمة للتوصل إلى تسوية لحرب أوكرانيا. كما قال الكرملين، خلال الأسبوع الماضي، إن القمة المحتملة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترمب والروسي بوتين، قد تعقد قبيل انتهاء فبراير الجاري. وفي موسكو، قال المعلق الروسي رسلان سليمانوف، في مقال مسهب نشرته الطبعة الروسية من صحيفة «ذا إنسايدر» الإلكترونية، إن الرياض أضحت مركزاً جديداً للدور السياسي في العالم. وأضاف، أن اجتماعات الرياض في 18 فبراير الجاري ليست سوى الأحدث في سلسلة من المناسبات الدبلوماسية الرفيعة المستوى. فقد كانت الرياض أول وجهة خارجية اختار الرئيس السوري الموقت أحمد الشرع التوجه إليها بعد تعيينه رئيساً لسورية.
وأوضح سليمانوف، أن الدور السعودي المتزايد هو نتيجة للمساعي المكثفة التي يبذلها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وأشار إلى الإصلاحات المجتمعية الكبيرة التي قام بها الأمير محمد بن سلمان، في تمكين المرأة. وأضاف، أن رؤية السعودية 2030 تمثل ذروة التفكير الإصلاحي لدى ولي العهد السعودي، بما تتضمنه من خطط، ومشاريع، وتحولات اقتصادية واجتماعية. وأوضح، أن الدور السعودي في الشرق الأوسط تزايد بشدة خلال السنوات الماضية. وأضحت السعودية أخيراً الأكثر نفوذاً في المنطقة.
وأشار الكاتب الروسي إلى النشاط الدبلوماسي المكثف لولي العهد السعودي على صعيد محاولات جمع الصف العربي. وزاد، أن السعودية كان يمكن أن تنضم إلى اتفاقات التطبيع مع إسرائيل، غير أن الأمير محمد بن سلمان اختط شروطاً واضحة لأي تطبيع، واشتراط أن تتعهد إسرائيل بالعمل على مسار واضح لتطبيق حل الدولتين في فلسطين. وأشار إلى أن ولي العهد السعودي حرص على الإبقاء على علاقة طيبة مع كل من روسيا والولايات المتحدة، ما أتاح للأمير محمد بن سلمان أن يكون وسيطاً موثوقاً به من جانب كل من موسكو وكييف. وخلص إلى أن الإستراتيجية الدبلوماسية السعودية تجعل المملكة لاعباً محورياً، ليس في الشرق الأوسط وحده، بل لاعباً عالمياً.