خيار شعبي للعلاج
تظهر الأعراض عندما يواجه المصابون إمكانية للفشل، كما هو الحال عندما يطلب منهم أداء مهمة يعتقدون أنها لا يمكن أن تكون ناجحة بنسبة 100٪. وقد يعاني الشخص من انهيار، ولو ترك بدون فحص تستمر الأعراض وتزداد سوءً، ومن المرجح أن تقل الثقة بالنفس ويُفقد الدافع الذي يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب.
ويمكن أن يُعالج رهاب الإخفاق عن طريق الإرشاد وهو خيار شعبي في التعامل مع رهاب الإخفاق، فيمكن لمستشار موثوق به أن يساعد المريض على التصالح مع خوفه وتطوير أساليب مواجهة جديدة للتعامل مع المواقف العصيبة. ولأجل فهم المسببات المرتبطة بالرهاب يتم تعليم المرضى كيفية تطوير أساليب أكثر صحية لمعتقداتهم الشخصية عن الفشل، ليكونوا بعدها قادرين بكل فعالية على إدارة القلق والتحكم به بطريقة فعالة.
ويمكن أيضا لأشكال مختلفة من برامج المساعدة الذاتية والأساليب أن تكون فعالة في التغلب على الرهاب. فمن إحدى هذه الطرق الحساسية المنهجية، التي تتضمن مواجهة تدريجية لحالات وظروف تشبه تلك التي يخشاها المريض.
كلنا نخشى الفشل، تتخيل تلك اللحظة التي سينعقد فيها لسانك بينما تقدم عرضا أمام العملاء، أو تتخيل نفسك جالسا قبالة ورقة أسئلة لا تفهم منها شيئا في امتحان الكيمياء، أو ربما تود لو أن الأرض انشقت وابتلعتك حينما تتخيل أن تتقدم للزواج من فتاة ترفضك، أو تخشى الانتقال من شركتك إلى شركة أكبر وأفضل، لأنك تتصور أنهم سيعاملونك بشكل سيئ هناك، لكن ماذا لو تطور الأمر ليعيقك عن ممارسة حياتك بشكل طبيعي، ماذا لو أصبح ألم الخوف من الفشل أكبر بمراحل من الفشل نفسه؟
يعد رهاب الفشل او الإخفاق خوفا غير طبيعي لا مبرر له وهو أحد أنواع الرهاب المضر، كما هو الحال مع معظم أنواع الرهاب، فرهاب الإخفاق غالباً ما يؤدي إلى اتباع أسلوب حياة في حدود ضيقة، وهو مدمر خاصة بتأثيره على رغبة الشخص في محاولة أداء بعض الأنشطة. ورهاب الإخفاق مصطلح يأتي من فوبوس اليونانية وتعني «الخوف» أو «الخوف المرضي» ومعنى الإخفاق «مؤسف».
كما أن الأشخاص المصابين برهاب الإخفاق يرون إمكانية فشلهم عالية، ويفضلون عدم المجازفة والمغامرة والتجربة، ففي كثير من الأحيان يقوض شعوريا هؤلاء جهودهم الذاتية بحيث لن يعود هناك حاجة إلى الاستمرار في المحاولة. لأن الجهد يتناسب مع تحقيق أهداف الشخص وإنجازه، تنشأ عدم الرغبة في المحاولة من النظر إلى التفاوت بين احتمالات النجاح والفشل. مرة أخرى، يحمل مفهوم رهاب الإخفاق معنى الحياة وتحقيق الإمكانات.
ويُفهم من تعريفه أن القلق من أي رهاب معين غير متناسب مع الواقع، والمتضرر يدرك عادة أن الخوف غير عقلاني ويضخم من حجم المشكلة في العقل اللاوعي أو الباطن. لهذا السبب ليس هناك علاج سهل لرهاب الإخفاق ولكن هناك العديد من الخيارات المتاحة.
مزيج من الوراثة وكيمياء الدماغ
يعتقد الاستشاري النفسي الدكتور ثامر الديدب، أن الرهاب ينشأ من مزيج من الوراثة وكيمياء الدماغ وتجارب الحياة، كما يُعتقد أن لتصرفات الوالدين وأفراد الأسرة، والأحداث المؤلمة والمحرجة التي تنشأ عن فشل طفيف في وقت مبكر من الحياة سبب لنشوء هذا النوع من الرهاب. وعندما يواجه الفرد فشلاً ذريعاً وهو غير مجهز أو مستعد للتعامل بفاعلية مع المشاعر الناتجة عنه، يكون الرهاب نتاجا للخوف من الفشل على المدى الطويل، فعندما يرتفع مستوى نمو العقل في المنزل حيث يتم ربط التأييد أو الشعور بالحب بالأداء الجيد يصبح من الصعب الفصل بينهما، مثل هؤلاء الأشخاص يعتقدون أن مثل هذه المشاعر يجب أن تُمنح لهم وأنه من الممكن خسارتها في حالة الفشل. بالإضافة إلى ذلك، فإن لدى بعض الأفراد الذين يعانون من الرهاب استعداداً وراثياً للقلق، مما يضاعف مشكلة رهاب الإخفاق ويزيد من صعوبة التعامل معها، ونتيجة لهذه العوامل، فإن أولئك الذين يعانون من خوف لا عقلاني من الفشل غالباً ما يكتفون بالوسطية لتجنيب أنفسهم المخاطر الكامنة في تمييزهم لأنفسهم.
معذرة..
حاول النجاح مرة أخرى
طبقا للدكتور ثامر، فإن المصابين برهاب الإخفاق ربطوا ارتباطاً مباشراً بين إمكانية الفشل والمنافسة؛ ووجدوا في المجتمعات التنافسية بطبيعتها أنه من الأفضل تجنب هذه المشكلة تماماً. ولذا يميل الشخص باندفاع أكبر وتحفيز أقوى لتجنب الفشل علاوة على محاولة تحقيق النجاح، مدعياً بذلك الواقعية في الطموح والميل لها.
وتميل مثل هذه الظروف إلى فرض قرارات مصيرية بالنسبة للشباب لا تعد ولا تحصى، فقد تسبب للطفل دون قصد ودون مراعاة للعواقب حالة من عدم التأكد من النجاح، ولذا فإنهم على الأقل يحاولون حماية الشعور بالكرامة عن طريق تجنب الفشل. يدفع رهاب الإخفاق في جوهره المصابين به لتجنب التجربة نفسها مهما كان الثمن فهم قد تحملوا المسبب لهذا الخوف الكبير وغير العقلاني من الفشل.