وطّدت المملكة راسخ مكانتها، بمحافظتها على ثوابت الشريعة الإسلامية الغراء، وإرساء دعائم السلام وترسيخ قيم التسامح والتعاون بين شعوب العالم، انطلاقاً من حقبة التأسيس منذ أكثر من ثلاثة قرون، واستشرافاً لمستقبل يُعنى بتشريع أبواب الخير والعطاء للأشقاء والأصدقاء.
ويعبّر الحرمان الشريفان في مكة والمدينة، عن النموذجين الأمثلين، لاحتفاء المملكة بالعالم، واستقبال ضيوف الرحمن، في مواسم العمرة والزيارة والحج دون تمييز بين جنسية وأخرى، وإيلاء الجميع رعاية متكاملة تنبئ عن معدن وأصالة المواطن والمسؤول.
وتتعاطف المملكة مع كافة الشعوب المأزومة والمتأزمة ظروف بلدانها في ظل ما يعتري كوكب الأرض من متغيرات وظروف، وتداعيات الحروب والكوارث ما يضطر البعض للنزوح والهجرات تفادياً للأسوأ، لتمتد أيادي السخاء المعهود من بلادنا من منطلقات إنسانية صرفة بعيداً عن أي مكاسب سياسية أو أي اعتبارات عرقية أو دينية.
هذه الرسالة الوطنية المتأصلة في التشريع والتطبيق والمتعاضدة بجناحي مؤسسات الدولة والقطاع الخاص، غدت جزءًا من هوية سعودية عربية مسلمة وعالمية، تعبر عن الصورة النقية للوطن والقيادة والشعب.
وتحتفظ المملكة بقصب السبق في مبادراتها للأوطان والشعوب، وتتبوأ صدارة الدول المانحة، تفاعلاً مع كل المنظمات والمجموعات الأممية، دون إخلال بتنمية وبناء المشاريع للمواطن والمقيم.
وتتوافق سياسات المملكة الداعية للسلام والحوار والتواصل وتأصيل القيم مع ما تنفذه مؤسساتها وهيئاتها من برامج إنسانية في مختلف قارات العالم، لإعانة المكونات البشرية على تجاوز الأزمات وإزالة معوقات وتحديات استتباب الأمن والسلام.
وما تقدمه المملكة وما تجود به، تعبير واضح عن النهج الأصيل لمملكة الخير والعطاء والنماء، وترسيخ لقيم السلام والتعاون والتعايش، دون التفات لبعض الجحود والنكران، ما يصد ويرد الباب في وجه كل المزايدات، الناقمة والناكرة للمعروف.