أعلن رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أن الوسيط الأمريكي أموس هوكشتاين سيزور لبنان الأسبوع القادم (الأحد أو الإثنين)، للبحث في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، استجابة لدعوات لبنانية له بالتدخل.
ويأتي إعلان بري اليوم (الثلاثاء)، بعد يومين من إرسال إسرائيل سفينة إنتاج وتخزين ستعمل على استخراج الغاز من «حقل كاريش» الذي تعتبر بيروت أنه يقع في منطقة متنازع عليها، ما أدى إلى دعوة السلطات اللبنانية الوسيط الأمريكي للمجيء إلى بيروت للبحث في استكمال مفاوضات الترسيم.
وكان مسؤولون لبنانيون أكدوا أن أي نشاط إسرائيلي في المناطق البحرية المتنازع عليها يشكل استفزازا وعملا عدوانيا بالنسبة للبنان. بينما زعمت إسرائيل أن حقل «كاريش» غير متنازع عليه، وأن أعمال التنقيب فيه انتهت منذ أشهر، ووصول السفينة تمهيد لبدء عمليات استخراج الغاز.
وكانت المفاوضات التي انطلقت بين الطرفين في منطقة الناقورة في الجنوب، منذ عام 2020 بوساطة أمريكية قد توقفت، جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها.
ومع توقف المفاوضات أعلنت شركة «إنرجيان» ومقرها لندن في بيان الأحد الماضي وصول سفينة وحدة إنتاج وتخزين الغاز الطبيعي، إلى حقل كاريش، معلنة أنها تعتزم بدء تشغيلها في الربع الثالث من العام.
وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي (الإثنين)، أنه بعد التشاور مع الرئيس ميشال عون تقرّر دعوة هوكشتاين للحضور إلى بيروت للبحث في مسألة استكمال المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، والعمل على إنهائها في أسرع وقت ممكن، وذلك لمنع حصول أي تصعيد.
وبحسب ميقاتي فقد تقرر إجراء سلسلة اتصالات دبلوماسية مع الدول الكبرى والأمم المتحدة لشرح موقف لبنان… واعتبار أن أي أعمال استكشاف أو تنقيب أو استخراج تقوم بها إسرائيل في المناطق المتنازع عليها، تشكل استفزازاً وعملاً عدوانياً.
وكان من المفترض أن تقتصر المحادثات لدى انطلاقها على مساحة بحرية تقدر بنحو 860 كيلومتراً مربعة، بناء على خريطة أرسلها لبنان في 2011 إلى الأمم المتحدة. لكن لبنان اعتبر لاحقاً أن الخريطة استندت إلى تقديرات خاطئة، وطالب بالبحث في مساحة 1430 كيلومتراً مربعة إضافية، تشمل أجزاء من حقل «كاريش».