Connect with us

السياسة

هل يكون ٢٠٢٥ عام التغيير في لبنان؟

مع نهاية العام 2024، وبزوغ فجر العام الجديد ، يجد لبنان نفسه أمام مفترق طرق تاريخي، بعد عام مليء بالأحداث الجسيمة

مع نهاية العام 2024، وبزوغ فجر العام الجديد ، يجد لبنان نفسه أمام مفترق طرق تاريخي، بعد عام مليء بالأحداث الجسيمة والتحولات الكبرى التي ستبقى شاهداً على تراجعات متتالية، أبرزها دور «حزب الله» داخلياً وخارجياً، والانعكاسات الإقليمية غير المسبوقة.

هذا الوضع يضع البلاد أمام احتمالات جديدة تحمل معها بوادر تغيير تلوح في الأفق، ما يدفعنا إلى البحث في المحطات الرئيسية التي مر بها لبنان خلال هذا العام، واستشراف ما ينتظره في العام 2025.

حرب إسناد غزة ونهاية حزب الله

بدأ عام ٢٠٢٤ بتورط لبنان في حرب إسناد غزة، إذ فتح حزب الله جبهة الجنوب مع إسرائيل تحت ذريعة «إشغال العدو»، وظل الحزب يعوّل على «قواعد الاشتباك» مع إسرائيل عند الخط الأزرق، معتقدا أنها ستظل ثابتة، إلى أن تكشفت الحقائق وتطورت الأحداث إلى حرب مباشرة، بدأت بالهجوم السيبراني الذي اخترق فيه الجيش الإسرائيلي أجهزة البيجر التي طالت نحو 5 آلاف عنصر من حزب الله، تلتها عمليات التصفية لقادة الصف الأول والكوادر والعناصر العسكرية والأمنية الفاعلة في صفوفه، مرورًا بتدمير شامل لبنيته التحتية والعسكرية، وتشتيت بيئته.

بلغت ذروة هذه الأحداث باغتيال الأمين العام للحزب حسن نصرالله في ٢٧ سبتمبر 2024، ما أدى إلى تفكك الهيكل القيادي بشكل تام لمنظومة حكمت لبنان على مدى ٣٠ عامًا، وسرعان ما امتثل حزب الله مرغماً للقبول بتنفيذ القرار 1701، وهو ما سيكون بداية نهاية دوره كقوة عسكرية مهيمنة على القرارات السيادية والسياسية، وتحويله إلى لاعب ثانوي في المشهد اللبناني.

اتفاق أمني لبناني – إسرائيلي

في أعقاب الحرب المدمرة التي مر بها لبنان، تم التوصل إلى اتفاق أمني برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، يعيد إحياء وتفعيل وتنفيذ القرار الدولي 1701، مع ترتيبات جديدة شملت انسحاب حزب الله إلى شمال الليطاني وانتشار الجيش اللبناني جنوبه بالتعاون مع القوات الدولية «اليونيفيل».

وترافق الاتفاق مع ضمانات أمريكية تمنح إسرائيل حرية مراقبة وتعقب نشاطات حزب الله، رغم ما أثارته تلك الضمانات من مخاوف بشأن السيادة اللبنانية.

ومع نهاية 2024، شكّل سقوط نظام بشار الأسد حدثًا غير متوقع أثر بشكل مباشر على حزب الله، إذ أدى إلى قطع صلته بأي إمداد أو دعم عبر سورية، الأمر الذي سرّع في إضعافه وأفقده قدرته على استغلال الحدود اللبنانية-السورية كمنفذ إستراتيجي.

الفراغ السياسي والجمود المستمر

استمر الشغور في رئاسة الجمهورية للعام الثاني على التوالي، فيما ظل البرلمان عاجزًا عن الالتئام لانتخاب رئيس جديد بسبب الانقسامات الداخلية وتضارب المحاور الإقليمية. ولم تتمكن المساعي الدولية بقيادة اللجنة الخماسية (الولايات المتحدة، فرنسا، السعودية، مصر، وقطر) من التوفيق بين الأطراف اللبنانية المنقسمة. وعلى الرغم من إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري عن تحديد موعد جلسة جديدة يوم 9 يناير لانتخاب رئيس، إلا أن الآمال ما زالت تتأرجح بفعل تعنت الفرقاء السياسيين واستمرار التباين العميق في المواقف، ما يجعل من تحقيق اختراق حقيقي في هذا الملف تحديًا كبيرًا في المرحلة المقبلة.

الأزمة الاقتصادية المستمرة

لم يتعافَ لبنان من أزمته الاقتصادية غير المسبوقة التي بدأت قبل سنوات، بل على العكس استمرت معدلات التضخم في الارتفاع، وانهارت قيمة الليرة اللبنانية بشكل أكبر، مما أثر على القدرة الشرائية للمواطنين. وعلى الرغم من جهود بعض الجهات لتخفيف حدة الأزمة، إلا أن غياب الاستقرار السياسي حال دون تحقيق أي تقدم حقيقي في هذا الملف.

ملفات على طاولة العام الجديد

بعد تراجع نفوذ حزب الله، قد يتمكن لبنان من استعادة سيادته بعيدًا عن الأجندات الإقليمية. فالفراغ في رئاسة الجمهورية وشلل المؤسسات الدستورية يشكلان أولوية للعام الجديد. وتحقيق توافق داخلي ودعم دولي قد يؤدي إلى تشكيل حكومة جديدة قادرة على استعادة ثقة اللبنانيين، خصوصا إذا أنكفأ حزب الله وخرج من المعادلة العسكرية، الأمر الذي سيفتح الباب أمام نظام سياسي جديد أكثر توازنًا وفعالية.

ومن شأن ضعف حزب الله أن يسهم في تحسين علاقات لبنان مع العالم العربي والدولي، وبالتالي في تدفق المساعدات الاقتصادية والتنموية.

إعادة البناء وتعزيز الأمن

مع تحسن العلاقات الدولية بعد تراجع نفوذ حزب الله، قد يُتاح للبنان فرصة للحصول على دعم دولي لإعادة بناء اقتصاده، بشرط تنفيذ إصلاحات جذرية ومكافحة الفساد.

ويمكن أن يسهم انتشار الجيش في الجنوب وانسحاب حزب الله، في سيطرة لبنان على حدوده، ما يفتح الباب أمام تعزيز الاستقرار الأمني، وبناء جيش وطني قوي قادر على حماية حدود لبنان واستعادة هيبته كدولة مستقلة.

إصلاح النظام السياسي

قد يشهد العام الجديد خطوات قد تبقى من دون تنفيذ فعلي باتجاه صياغة مستقبل سياسي جديد للبلاد.

ومع طي صفحة عام 2024، وبزوغ عام 2025، يبدو أن لبنان على مشارف تغييرات كبيرة قد تعيد تشكيل تاريخه ومستقبله، وقد تكون هذه فرصته الوحيدة لإعادة البناء واستعادة الاستقرار.

إن نهاية حزب الله العسكرية ليست مجرد حلم لجزء كبير من اللبنانيين، بل هي سيناريو ممكن، وهي بوابة لتغيير أوسع في المشهد اللبناني، بشرط تكاتف الجهود الداخلية والدولية، أما الأمل فسيكون معقودًا على قدرة الشعب اللبناني على تحقيق تطلعاته في بناء وطنٍ مستقر وعادل.

السياسة

رابطةُ العالم الإسلامي تُدين قرارَ حكومة الاحتلال الإسرائيلي قطع الكهرباء عن قطاع غزة

‏أدانَتْ رابطةُ العالم الإسلامي -بأشدّ العبارات- قرارَ حكومة الاحتلال الإسرائيلي قطع الكهرباء عن قطاع غزة.

وفي

‏أدانَتْ رابطةُ العالم الإسلامي -بأشدّ العبارات- قرارَ حكومة الاحتلال الإسرائيلي قطع الكهرباء عن قطاع غزة.

وفي بيانٍ للأمانة العامة للرابطة، ندَّد أمينها العام، رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، بالانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لكلِّ القوانين والأعراف الدولية والإنسانية، مطالبًا المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ إجراءاتٍ فورية وحازمة تجاه هذه الانتهاكات الخطرة ضدَّ المدنيين الأبرياء في القطاع، وضمان عودة الكهرباء، وتدفق المساعدات إلى القطاع المنكوب.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

السياسة

عيّاد أبلال: العبادات بالعادات المجتمعية طقس كرنفالي

يؤكد المفكر المغربي الدكتور عيّاد أبلال، أن العالم العربي والإسلامي مع كل رمضان يشهد عددا من الممارسات والطقوس

يؤكد المفكر المغربي الدكتور عيّاد أبلال، أن العالم العربي والإسلامي مع كل رمضان يشهد عددا من الممارسات والطقوس المرتبطة بالصيام، التي باتت لصيقة بالتدين العربي الشعبي، ما يشوّش في العمق إلى روحانية هذه الطقوس التعبدية، ويضبب صورة المسلمين عموما، وتغدو العلاقات الاجتماعية، بما تخفيه من حيف واستبعاد اجتماعي، محلاً لهذا التدين الكرنفالي، موضحاً أنه إذا كان شهر رمضان شهراً مقدّساً عند المسلمين، فإنه عقب إفراغه من محتواه الروحي الذي لا ينفصل عن بعده المدني والأخلاقي يتحوّل إلى مجرد طقس اجتماعي دون دلالة روحية.

ويرى أنه إذا كان الدين عملياً أحد أهم العوامل المساعدة على تخليص الإنسان من التوتر وتبديد طاقة التدمير والموت لديه وتحويلها إلى طاقة للحياة، خصوصا إذا ترافقت أشكال التدين بالتأمل الروحي، باعتباره جوهر الدين الذي يجعل الإنسان يرتقي إلى مستويات من المدنية والسلم، وكل ما تقدم كفيل بإشاعة قيم المحبة والخير، إلا أن هيمنة البعد الفرجوي والكرنفالي لأشكال التدين المختلفة، باختلاف الثقافات والسياقات على الجانب التعبدي، تجعل التدين نفسه مسرحاً لشتى أنواع الانحرافات والأنوميا.

وعزا انزياح أخلاق المؤمن الصائم القانت إلى ربه، الذي يصوم رمضان إيماناً واحتساباً، والموظف الذي يسيء معاملة المواطنين بحجة الصيام، إلى اقتراف عموم الناس العنف بدعوى صيام رمضان، وهي الحالة التي يبرر من خلالها «الصائم» ما اقترفه، وهي حجة في عمقها دليل على غياب أي بعد روحي لرمضان، مضيفاً أن تحوّل الانقطاع الإرادي عن شهوتي البطن والفرج إلى انقطاع قسري، بما يلزم من قسرية تعبدية تجعل الجسد أساس الدين والتدين بدل الروح، والمظهر عوضاً عن الجوهر، ما جعلها ميسماً بات يميز مختلف أشكال التدين المظهرية، والتي أسميها بالكرنفالية، من قبيل إقامة صلاة التراويح في الفضاء العام، بما في ذلك الشوارع والطرقات، وما يقتضي من مخاطر قطع الطريق على الناس في ظروف صعبة أو حرجة: المرض، سيارات الإسعاف، استعجال قضاء حاجة، توقيف حركة السير، كما يحدث في المدن الكبرى. ولفت إلى أنه متى كانت الكرنفالية تكمن في التركيز على التمظهر الجسدي في بعده الاستعراضي والهيمنة على الفضاء العام، وامتداد صفوف المصلين إلى الشارع العام لمجرد توفرها على إمام مقرئ حسن الصوت في قراءته للقرآن، والناس في ذلك يتوافدون من كل حدب وصوب بحثاً عن خشوع مفترض يخلّصهم تعبدياً من قهر الزمن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، ويمنحهم فرصة للبكاء، كلما بكى وانتحب المقرئ والخطيب، حيث يتحوّل البكاء نفسه إلى رمز تلخيصي للعبادة، إذا جاز لنا استعارة مفاهيم (تيرنر).

ويشير عياد أبلال إلى أن الصوت يتحوّل إلى اقتصاد للجسد الكرنفالي، علماً بأن الخشوع مسألة روحية جوهرية عميقة وداخلية بالأساس، وأكبر من كونها مجرد صوت، ومن كونه ظاهرة خارجية أو في حاجة إلى محفز خارجي حواسي. ولعلنا نجد في توصيف عبدالله القصيمي في «العرب ظاهرة صوتية» خير دليل على ذلك، وقال: من الخطورة الاعتماد على الجسد الاستعراضي في كافة مجالات التدين التي باتت تفتقد الخشوع الحقيقي، والمجتمع يفتقد إلى القيم الأخلاقية الروحية النبيلة، متعلّقاً بالبعد الاجتماعي للعبادات التي تم تحويلها إلى مجرد كرنفال، يتجاوز البعد الفردي إلى البعد الجماعي، خصوصاً حينما تحصل الفوضى وكافة سلوكيات العنف الناتجة عن غياب الحوار والتسامح والإيثار، إذ ينتقل الخلاف بين الصائمين إلى خلاف جماعي يتسم بالعنف والعنف المضاد، وهذا ما تشهده بعض الحارات والأسواق والفضاءات الشعبية بشدة.

وأبدى أبلال تحفظه على تحول الصيام من شعيرة روحية إلى طقس اجتماعي؛ كون الصيام يكمن أساسه الجنيالوجي في الإمساك عن الكلام الفاحش، إذا عدنا إلى تاريخ الصيام في الديانات السابقة، وحتى في فلسفة رمضان الروحية، قبل أن يكون إمساكاً عن شهوات البطن والفرج هو أساس روحي، لا مجرد أشكال طقوسية. ولهذا، فالصائم يصوم عن الأكل والشرب، دون أن يصل روحياً إلى حالة التماهي مع الإلهي والوجد الروحي.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

السياسة

«سلمان للإغاثة» يدشن مشروع سلة «إطعام» و«كنف» في لبنان

دشّن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أمس الأول مشروع سلة «إطعام» الرمضاني للعام 1446هـ، ومشروع «كنف»

دشّن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أمس الأول مشروع سلة «إطعام» الرمضاني للعام 1446هـ، ومشروع «كنف» للعام 2025، في الجمهورية اللبنانية، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية لبنان وليد بخاري، ومفتي جمهورية لبنان الشيخ عبداللطيف دريان، وفريق من المركز، وذلك في العاصمة بيروت.

ويهدف مشروع «إطعام» إلى توزيع أكثر من 106 آلاف سلة غذائية على مدار العام، فيما سيتم خلال مشروع «كنف» توزيع أكثر من 22 ألف قسيمة شرائية تمكن المستفيدين من شراء الكسوة عن طريق المتاجر المعتمدة بما يتناسب مع احتياجاتهم، ويستفيد من هذه المبادرة أكثر من 550 ألف فرد في جميع المحافظات اللبنانية.

ويأتي ذلك في إطار منظومة المشاريع الإنسانية والإغاثية المقدمة من المملكة عبر ذراعها الإنسانية مركز الملك سلمان للإغاثة؛ لتوفير الأمن الغذائي والكسوة في العديد من الدول الشقيقة والصديقة حول العالم.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .