يعد السياسي الياباني المخضرم شيزو آبي سليل الأسرة التي عرفت أروقة السياسة والدبلوماسية باليابان، وتقلد منصب رئيس الوزراء ولايتين (2006-2007 و2012- 2020).
ولد آبي عام 1954 في طوكيو وكان أحد أفراد عائلة سياسية بارزة، شغل جده كيشي نوبوسوكي منصب رئيس وزراء اليابان من 1957 إلى 1960، وشغل عمه الأكبر ساتو إيساكو نفس المنصب من 1964 إلى 1972.
بعد تخرجه في الجامعة عام 1977، انتقل آبي إلى الولايات المتحدة، درس العلوم السياسية في جامعة جنوب كاليفورنيا، وفي عام 1979 عاد إلى اليابان وانضم إلى شركة «كوبو ستيل» المحدودة، وأصبح ناشطًا في الحزب الليبرالي الديموقراطي، وفي عام 1982 بدأ العمل كسكرتير لوالده آبي شينتارو، الذي كان وزير خارجية اليابان آنذاك.
في عام 1993، فاز بمقعد في البرلمان وشغل سلسلة من المناصب الحكومية. وحصل على الكثير من الدعم لموقفه المتشدد تجاه كوريا الشمالية، خصوصا بعد أن كشفت بيونغ يانغ في عام 2002 أنها اختطفت 13 مواطنًا يابانيًا في السبعينات والثمانينات.
وأشرف آبي، الذي كان نائبا لرئيس الوزراء، على المفاوضات اللاحقة في عام 2003 بين بيونغ يانغ وطوكيو، وتم تعيينه أمينًا عامًا للحزب الليبرالي الديموقراطي، وأجبرت قوة آبي السياسية رئيس الوزراء زعيم الحزب الليبرالي كويزومي جونيشيرو على ترك منصبه في عام 2006، ليخلفه آبي في كلا المنصبين.
وأصبح آبي أول رئيس وزراء في البلاد يولد بعد الحرب العالمية الثانية وأصغرهم منذ الحرب.
تعهد بمراجعة دستور ما بعد الحرب في اليابان، ليحد من القيود الصارمة على جيش البلاد في الشؤون الداخلية، ووعد السياسي القوي حينها بتعزيز أنظمة المعاشات والتأمين الصحي في البلاد.
لكن سرعان ما تورطت حكومته في سلسلة من الزلات العامة والفضائح المالية، إضافة إلى ذلك وجهت الإدارة انتقادات لبطء استجابتها لاكتشاف أن الحكومة على مدى عقد من الزمان كانت تسيء التعامل مع سجلات المعاشات التقاعدية لملايين المواطنين.
وفي يوليو 2007 فقد الحزب الديموقراطي الليبرالي أغلبيته في مجلس الشيوخ لصالح تحالف بقيادة الحزب الديموقراطي، وفي سبتمبر من العام نفسه أعلن آبي استقالته، وخلفه فوكودا ياسو، إلا أنه احتفظ بمقعده في البرلمان لكنه ظل هادئًا لعدة سنوات، خصوصا بعد أن تولى ائتلاف بقيادة الحزب الديموقراطي الياباني السيطرة على الحكومة في عام 2009.
كان أحد أعماله الأولى إثر انتخابه هو زيارة ضريح ياسوكوني في طوكيو، وهو نصب تذكاري لقتلى الجيش الياباني يتضمن أفرادًا أدينوا بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب العالمية الثانية، ما أثار احتجاجات صاخبة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وأثار مزيدًا من الجدل حول آرائه حول سيادة الجزر في المحيط الهادئ التي كانت متنازعا عليها بين الصين واليابان.
وفي انتخابات مجلس النواب ديسمبر 2012، حقق الحزب الليبرالي الديموقراطي فوزًا ساحقًا ووافقت الأغلبية الساحقة أن يكون آبي رئيسًا للوزراء، ليحل محل نودا يوشيهيكو الذي استقال من منصبه.
وفي عام 2014 فاز آبي والحزب الديموقراطي الليبرالي بهامش كبير، ما يضمن احتفاظه بمنصب رئيس الوزراء، ومع ذلك أبدى الناخبون القليل من الحماس بحسب ما أظهرت استطلاعات الرأي، لكن بعد الفوز الانتخابي القوي للحزب الديموقراطي الليبرالي تابعت إدارة آبي بنشاط مراجعة الدستور الياباني.
وهكذا وفي العام نفسه وافق مجلس الوزراء على إعادة تفسير ما يسمى «بند السلام» في الدستور، الذي مهد الطريق أمامه للمصادقة على مشاريع قوانين في مايو 2015 من شأنها أن تسهل على اليابان استخدام القوة العسكرية إذا تعرضت البلاد للهجوم أو التهديد.
وفي أغسطس 2020 أعلن آبي أنه سيستقيل من منصب رئيس الوزراء بسبب تكرار الإصابة بالتهاب القولون التقرحي، ليخلفه سوجا يوشي هيدي سكرتير مجلس الوزراء زعيما جديدا للحزب الديموقراطي الليبرالي ورئيسا للوزراء.