وصف مؤرخون تأسيس المملكة العربية السعودية بالملحمة البطولية، وتتجلى البطولة في قدرة الدولة السعودية في الحفاظ على الأماكن المقدسة، وتمكين الحجاج والمعتمرين من أداء مناسكهم بأمان واطمئنان، ثم توحيد البلاد تحت راية التوحيد ومنعها من التشتت.
ويقول المؤرخون، إن التأسيس كان صحوة رجال من أهل العلم والصلاح لإنقاذ الجزيرة العربية مما كانت عليه من حال، فعند تأسيس الدولة السعودية الأولى مع تولي الإمام محمد بن سعود حكم الدرعية كان عمره 30 عاماً، وفي تلك الفترة كانت شبه الجزيرة العربية تشهد فوضى عارمة، وكانت بلدانها وأقاليمها في فرقة وتشتت، ورغم صغر سنه إلا أنه كان لديه حس إداري ونظرة لإنشاء حضارة تزدهر عبر القرون، فرفع شعار الوحدة، وبدأ بالدرعية ووحَّد شطريها، وجعلها تحت حكم واحد، بعد أن كان الحكم متفرقاً بين مركزين. ومع بداية عهده بدأ مرحلة جديدة في شبه الجزيرة العربية، ووضع لبنة البناء التي كانت انطلاقة التأسيس لوحدة الوطن.. ولم تأتِ الثمرة سهلة، بل سبقتها رحلة طويلة من العمل والإرادة والتصميم.