Connect with us

السياسة

مسفر الدوسري: الشاعر الكثير القليل

يصح أن يُطلق على الشاعر الراحل مسفر الدوسري (الكثير القليل)، فما أقلّ حضوره الشخصي، وما أكثر نصّه المشبع بروح إنسانية

يصح أن يُطلق على الشاعر الراحل مسفر الدوسري (الكثير القليل)، فما أقلّ حضوره الشخصي، وما أكثر نصّه المشبع بروح إنسانية وثراء حقيقي ومجازي، وفي مطلع يوم الخميس الـ16 من يناير 2025، ودّعت الساحة الثقافية والاعلامية شاعرها وفيلسوفها المتأمل الذي غادر عالمنا تاركاً وراءه إرثاً شعرياً وإنسانياً فريداً، أشبه بمرآة عميقة تعكس أوجاع الروح وأحلامها المنكسرة. برحيله، ينكسر في المشهد الثقافي والإعلامي نبضٌ عميق، لطالما كان مصدراً للبهجة والتساؤل، ولطالما كتب بنبض المتأمل الذي يرى في الحب أكثر من مجرد مشاعر، وفي الحياة أكثر من مجرد لحظات عابرة.

مسفر الدوسري الذي عانى المرض في أيامه الأخيرة لم يكن شاعراً فقط، بل كان صوتاً إنسانياً يصر على إشراك الآخر في رحلة الوجود.

كان يرى أن الاكتشاف الحقيقي يكمن في مساحة «الائتلاف» لا الاختلاف، تلك المساحات التي تؤنس وحدتنا وتعيد تشكيل واقعنا الثقيل. يؤمن بأن الذكاء يكمن في اكتشاف مساحة الائتلاف في الآخر مهما صغرت لا مساحة الاختلاف، لأن الأخيرة لا تحتاج إلى ذكاء لاكتشافها، فهي موجودة كطبيعة في الخلق.

هذا الإيمان بالحوار والارتباط الإنساني تجلى في كل تفاصيل حياته، وفي كل كلمة نسجها قلمه، سواء على صفحات الشعر أو الصحافة.

بين الشعر والصحافة.. ثنائية فقدها المشهد الثقافي.

رحيل الدوسري ليس مجرد غياب لشاعر، بل هو فقدان لرمز ثقافي أسهم في تشكيل وعي أجيال من القراء والمتذوقين. بدأ مسيرته في بناء جسور جديدة بين الشعر الشعبي والحداثة، فكان أحد أبرز رواد القصيدة العامية الذين أعادوا تشكيلها بلغة تحمل أوجاع الإنسان وهمومه اليومية، صدر له ديوانان شعريان: «صحارى الشوق» و«لعيونك أقول»، وكتاب بعنوان: «ما لم أقله شعراً»، ويشتمل الكتاب على رؤية تدور حول الحب والعلاقات الإنسانية.

أما في الصحافة، فقد كان مسفر الدوسري أحد الأعمدة التي أسّست مجلات شعبية رائدة، إذ ساهم في صياغة رؤية جديدة للإعلام الثقافي، مازجاً بين الأصالة والإبداع. لكنه، رغم كل هذا، كان زاهداً في ألقاب الصحافة، واصفاً نفسه بأنه «محب للصحافة»، محاولاً دائماً أن يقدمها كمساحة تشاركية مع القارئ، لا مجرد مهنة أو منصة للتعبير.

لم يكن الدوسري شاعراً يكتب عن الحب بمعناه السطحي، بل كان يعيشه كتجربة وجودية تُثقل الروح بوجع الأسئلة وجماليات الألم. كان يرى في الحب رحلة إلى نضج الإنسان وتفرده.

برحيل مسفر الدوسري خسرنا شاعراً ومثقفاً لم يكن ينظر إلى الحياة إلا من زاوية التأمل العميق والارتباط الإنساني. يظل إرثه الشعري والفكري شاهداً على إنسانية لا تعرف الحدود، وعلى روح استطاعت أن تجعل من الكلمة وطناً للروح.

أخبار ذات صلة

السياسة

مركز القرار العربي في تحليل معلوماتي: السعودية تنتصر لسورية إنسانياً وسياسياً

كشف مركز القرار للدراسات الإعلامية تفاعلاً شعبياً واسعاً مع ردة فعل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عقب إعلان

كشف مركز القرار للدراسات الإعلامية تفاعلاً شعبياً واسعاً مع ردة فعل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، رفع العقوبات عن سورية، حيث تحوّلت تلك اللحظة إلى رمز أيقوني للمحبة والتقدير، وعبّرت عن عمق التأثير الإنساني والسياسي الذي باتت تمثله المملكة على الساحة الدولية.

وأوضح مركز الدراسات في إنفوجرافيك تحليلي، أن ردة فعل ولي العهد، بوضع يديه على صدره، لامست قلوب السوريين وأشعلت موجة من رسائل الامتنان والاعتزاز على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها كثيرون تعبيراً صادقاً عن الأخوة والدعم، وامتداداً لنهج القيادة السعودية في الوقوف إلى جانب الشعوب الشقيقة في أوقات الأزمات.

وأبرز التقرير، أن هذه اللحظة الإنسانية تمثل تتويجاً لمسار طويل من الجهود الدبلوماسية والإنسانية التي قادها ولي العهد، وأثمرت عن قرار رفع العقوبات، مشيراً إلى أن الصور المتداولة لردة الفعل أصبحت تُستخدم كأيقونة تعبر عن الإخلاص والوفاء.

وتصدّرت وسوم مثل «#محمد_بن_سلمان و#رفع_العقوبات»، و«#رمز_العروبة»، قائمة الترند في عدد من الدول، بينما حفلت المنصات برسائل مثل: «موقف يدخل التاريخ»، و«السوريون لن ينسوا هذا المشهد»، و«شكراً من القلب يا سمو الأمير»، في تأكيد على أن ما حدث لم يكن مجرد لحظة عابرة، بل حدث إنساني له أبعاده السياسية والعاطفية.

واختتم المركز تحليله بالإشارة إلى أن ما جرى يعكس ثقل السعودية في ميزان القرارات الدولية، وقدرتها على التأثير الفاعل في ملفات معقدة، خصوصاً تلك المرتبطة بالاستقرار الإقليمي ومصير الشعوب.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

السياسة

دمشق تضيء شكراً للسعودية.. صور ولي العهد تملأ الشوارع الرئيسية في سورية

وسط العاصمة دمشق، ظهرت لوحات إلكترونية ضخمة تحمل عبارة «شكراً لكم من القلب – Thank you, Saudi Arabia, United States of America»، مع صورة

وسط العاصمة دمشق، ظهرت لوحات إلكترونية ضخمة تحمل عبارة «شكراً لكم من القلب – Thank you, Saudi Arabia, United States of America»، مع صورة جمعت ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في مشهد اختزل مشاعر ملايين السوريين، وعبّر عن حجم الامتنان الشعبي لما اعتبروه انتصاراً دبلوماسياً وإنسانياً.

هذا الامتنان، ترجمة شعبية واسعة بـ «رمزية الموقف»، الذي عكس عمق الحضور السعودي في الملفات الإقليمية، وقدرتها على إحداث اختراق حقيقي في القضايا الشائكة.

وتزامنت رسائل السوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع صور اللوحات المنتشرة في شوارع دمشق، وجاءت العبارات محمّلة بالدعاء والثناء: «شكراً من القلب يا محمد بن سلمان»، «موقفك لن يُنسى»، «السعودية أعادت الأمل لسورية».

ويعكس هذا المشهد مؤشراً واضحاً على أن الدور السعودي يلامس الوجدان العربي، وبات حاضراً في وعي الشعوب قبل نصوص الاتفاقات.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

السياسة

التحرك السعودي يكسر القيود الاقتصادية على سورية

في تحوّل تاريخي بعد رفع العقوبات الاقتصادية عن سورية، بعد وساطة دبلوماسية قادها باقتدار ولي العهد الأمير محمد

في تحوّل تاريخي بعد رفع العقوبات الاقتصادية عن سورية، بعد وساطة دبلوماسية قادها باقتدار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فُتحت بذلك نافذة جديدة للتعافي الاقتصادي في بلد أنهكته القيود والحصار لأكثر من عقد.

توقّع خبراء الاقتصاد، أن يؤدي هذا القرار إلى تحريك عجلة النمو، واستعادة قدر من الاستقرار النقدي والتمويلي، خصوصاً إذا ما تزامن مع تدفقات استثمارية من دول الخليج، تقودها المملكة. وأكدوا أن هذه الخطوة ليست فقط نهاية مرحلة، بل بداية مسار اقتصادي جديد.

وطوال 12 عاماً، شكّلت العقوبات الأمريكية منظومة من القيود التي شلّت الاقتصاد السوري، ومن أبرزها: حظر التحويلات البنكية، ما أدى إلى تراجع التحويلات بنسبة 80%، تجميد تعامل البنوك العالمية مع المصارف السورية، مسبباً أزمة سيولة حادة، مما خفّض التجارة الخارجية وانهيار الليرة السورية وارتفاع أسعار الغذاء والوقود وفقدان نحو 2.5 مليون وظيفة بسبب انسحاب الشركات الدولية، انقطاع الطاقة والكهرباء، مع تغطية لا تتجاوز 10 ساعات يومياً.

أستاذ المالية الدولية الدكتور وليد الغصاب، توقّع نمواً سنوياً يقارب 6% خلال السنوات الثلاث القادمة إذا ما دُعمت البنية التحتية بتمويلات خليجية.

فيما قال المستشار الاقتصادي عيد العيد، إن القرار يمثل «نقلة استراتيجية في الاقتصاد العربي»، مرجّحاً دخول تمويلات واستثمارات تفوق 8 مليارات دولار في المرحلة الأولى.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .