تستأنف الولايات المتحدة وإيران، اليوم (السبت)، المحادثات الثنائية غير المباشرة بشأن البرنامج النووي. وتستضيف العاصمة الإيطالية روما المحادثات التي يشارك فيها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وتتوسط فيها سلطنة عُمان، وهو ثاني اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي عام 2018.
ويتولى وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي «مهمة نقل الرسائل بين الوفدين».
وقال مسؤول أمريكي، اليوم ( السبت)، إن إيران لم توضح بعد موقفها من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن المسؤول قوله : يجب أن تتعاون إيران مع الوكالة الدولية لبناء الثقة قبل أي اتفاق محتمل، مضيفاً أن أي اتفاق جديد مع إيران يجب أن يتضمن جرد بنيتها التحتية النووية. وشدد على أنه يجب أن تقدم إيران معلومات تفصيلية عن أنشطتها النووية للوكالة الدولية، مؤكدا على أنه “من دون معرفة قدرات إيران النووية من المستحيل ضمان التزامها بأي اتفاق”. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن” محادثات روما ستبحث وضع جدول زمني للتوصل لاتفاق بين إيران وأمريكا”، مشيراً إلى أن المباحثات قد تشهد وضع إطار عام لاتفاق جديد بين البلدين.
من جهته، قال المستشار السياسي للمرشد الإيراني علي خامنئي إن الوفد المفاوض في روما يتمتع بصلاحيات كاملة للتوصل لاتفاق شامل، مضيفا: «نريد اتفاقاً نووياً شاملاً يرتكز على ضمانات ومبادئ الجدية».
وأفاد بأن «طهران تهدف إلى اتفاق يرفع العقوبات وليس نموذج ليبيا كما تريد إسرائيل»، بحسب تعبيره، مؤكداً أنه لن يكون هناك اتفاق مع أمريكا إلا بوقف التهديدات واحتواء إسرائيل، وقال إن الوفد الإيراني ذهب إلى روما من أجل اتفاق متوازن وليس الاستسلام.
وكان عراقجي، قال أمس الجمعة، إن إيران لاحظت قدراً من الجدية لدى الأمريكيين خلال الجولة الأولى، لكنه شكك في نواياهم.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو «رغم أن لدينا شكوكاً جدية بشأن نيات الجانب الأمريكي ودوافعه، سنشارك في مفاوضات الغد على أي حال».
واعتبر أن حق إيران في تخصيب اليورانيوم غير قابل للتفاوض، وذلك بعد أن دعا ويتكوف إلى وقف التخصيب الكامل. وكان ويتكوف قد اكتفى في تصريح سابق بمطالبة إيران بالعودة إلى سقف التخصيب المحدد في اتفاق عام 2015.
بدوره، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي إن إيران «ليست بعيدة» عن امتلاك قنبلة نووية. وأضاف غروسي الذي أجرى محادثات مع مسؤولين إيرانيين خلال زيارة لطهران هذا الأسبوع، إن الولايات المتحدة وإيران «في مرحلة حاسمة» في المحادثات و«لا نملك إلا مهلة قصيرة» للتوصل إلى اتفاق.
وحضّ وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الجمعة، الدول الأوروبية على اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ستفعّل «آلية الزناد» التي من شأنها أن تعيد فرض العقوبات الأممية على إيران تلقائياً على خلفية عدم امتثالها للاتفاق النووي. وينتهي خيار تفعيل هذه الآلية في أكتوبر من هذا العام.
وكانت إيران حذّرت في وقت سابق من أنها قد تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا تم تفعيل هذه الآلية.
