شهدت رحلة التعليم في المملكة منذ تأسيسها قبل ثلاثة قرون على يد الإمام محمد بن سعود وحتى توحيدها على يد جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود، منعطفات وتحديات تمكنت خلالها الدولة السعودية من الانفتاح على الثقافات والعلوم؛ بتركيزها على محورية التعليم في مراحلها الثلاث بدءًا من الانتشار في المساجد والساحات والكتاتيب وصولاً إلى المدارس والجامعات الحديثة.
وركزت الدولة في مرحلتيها الأولى والثانية على نشر وتدريس علوم الدين والثقافة والحياة التي تمس معاش الإنسان في كافة جوانبها، حين نشرت جلسات تحصيل العلم في الكتاتيب والحلقات التعليمية في المساجد والمكتبات، وأولى أئمة الدولة السعودية الأولى والثانية التعليم عناية خاصة نتيجةً لأهميته في بناء الدولة وبوصفه ركيزةً أساسيةً لبناء الإنسان على أسس قوية ومتينة تمكنه من النهوض بدولته وتطوير مجتمعه ومواكبة الحياة الحديثة.
ومنذ توحيد المملكة على يد جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود لم تقتصر حركة تطوير التعليم وازدهاره على علوم الدين واللغة العربية، والثقافة فأقرت التعليم النظامي، وأنشأت في بداية توحيد الدولة مديرية المعارف، ومدرسة تحضير البعثات، ونجحت الدولة في وضع الأسس التشريعية والفنية لأول منهج سعودي يتم تطبيقه في المدارس النظامية تلا ذلك إنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات التي تختص بتعليم المرأة السعودية كافة أنواع العلوم والمعارف، قبل أن تتبلور تلك الجهود بدمج وزارة المعارف مع رئاسة تعليم البنات تحت مسمى وزارة التربية والتعليم، ودمج وزارة التربية والتعليم مع وزارة التعليم العالي تحت مسمى وزارة التعليم.
وبفضل الدعم المتواصل واللامحدود من قادة الدولة الثالثة وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله – أصبح التعليم أنموذجا عالميا منافسا للأنظمة التعليمية العالمية في بناء أجيال واعدة للمستقبل وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030.