Connect with us

السياسة

محمد عناد: الإسلام بريء من عنصريّة بعض العرب

أكد الباحث السوري الدكتور محمد عناد سليمان، أنّ الإسلام بريء من «العنصريَّة» بأشكالها كافَّة: الدِّينيَّة والطَّائفيَّة

أكد الباحث السوري الدكتور محمد عناد سليمان، أنّ الإسلام بريء من «العنصريَّة» بأشكالها كافَّة: الدِّينيَّة والطَّائفيَّة والمذهبيَّة، ولم تكن موجودة لولا «جهل» من يدَّعي أنَّه من أهل العلم، واعتماده على النَّتائج التي أصَّلها السَّابقون، دون العودة إلى الأصل الذي بنوا عليه نتائجهم.

وأوضح أنّ العرب ليسوا بدعاً من هذه الأمم، فكان لهم نصيب من الرِّسالة ببعثة محمَّد -صلى الله عليه وسلم- (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ)، استكمالاً لحكمة الله في الأرض، واستجابة لدعوة سيِّدنا إبراهيم وبَنِيْه إسماعيل ويعقوب، عليهم السَّلام، في قوله تعالى: (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ)، لافتاً إلى أنَّ الإسلام، دين الله في الأرض، الذي ارتضاه -سبحانه وتعالى- لعباده إلى قيام السَّاعة، إذ قال: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً).

ويرى سليمان أنَّ الفهم الخاطئ للإسلام من بعض العرب، فهمٌ ناتج عن تأصيلٍ بعيدٍ عن القرآن الكريم نفسه، وبعيدٍ عن تشريع الله -سبحانه وتعالى-، كونهم جعلوا من العصبيَّة الدِّينية شعاراً لهم، ورمزاً لرايتهم التي يظنُّون أنَّهم من خلالها يدافعون عن هذا الدِّين، في حين أنَّهم يطعنون به، ويجعلونه عرضة للاندثار، من خلال موت القيم الإنسانيَّة التي جاء بها، وتغيير الأحكام الشَّرعيَّة التي دعا إليها، إضافة إلى «تسييسه».

وذهب إلى أنّ «بعضهم ممَّن أثَّرت فيهم العصبيَّة، التي أسمِّيها «العنصريَّة الدِّينيَّة» يفهمون من هذا الطرح أنَّنا نتهجَّم على الدِّين وأهله، وهو أمر بعيد كلَّ البُعد عن المراد، وإنَّما القصد محاولة فهمه بما يتوافق مع القرآن الكريم نفسه، وما دعا إليه الأنبياء والرُّسل من قبلُ، بل إنَّ هذه العنصريَّة بيَّنها القرآن الكريم نفسه، وبيَّن حال من ادَّعاها، أي العنصرية، كما فعلت اليهود والنَّصارى الذين زعموا أنَّهم أحبُّ النَّاس إلى الله، فكذَّبهم وردَّ مقولتهم، وبيَّن أنَّهم بشرٌ كسائر النَّاس مَّمن خلق في قوله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ)».

وأشار إلى أن «القرآن الكريم، لفت أيضاً إلى نوع من أنواع «العنصريَّة» التي وقعوا فيها، متمثلة في ادعاء أنَّ «الآخرة» مختَّصة بهم دون سائر النَّاس، على نحو ما نراه اليوم عند بعض «الطَّوائف» التي تزعمُ أنَّها «الطَّائفة المختارة»، أو «الفرقة النَّاجية» وأنَّهم هم وحدهم من سيدخلون «الجنَّة» فقال تعالى: (قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللّهِ خَالِصَة مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)».

وأضاف أنَّ التدبَّر في آيات القرآن الكريم يبيِّن لنا وبوضوح كذب الدَّعوى، وأنَّها افتراء وبهتان كبير، إذ وضَّح القرآن الكريم أنَّ الإسلام هو دين الله في الأرض منذ أن خلق الله آدم، عليه السَّلام، وتتابع عليه الأنبياء والرُّسل في ما بعدُ. ومن هذه الآيات قوله تعالى، إشارة إلى إبراهيم وبنيه، عليهم السَّلام: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)، وقوله تعالى: (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)، ومنها قوله تعالى إشارة إلى سيِّدنا عيسى، عليه السَّلام: (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)، وقوله تعالى أيضاً: (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ). ومنها قوله تعالى إشارة إلى أهل الكتاب: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ).

وتحفّظ سليمان على: «احتكار ما اتَّفقوا عليه من أركان الإسلام، من توحيد وصلاة وزكاة وصيام وحج، وحصر ذلك بهم دون الأمم الأخرى، فهذه الأركان الخمسة ليست خاصَّة بالعرب، أو بمحمَّد صلى الله عليه وسلم: ثم التَّفريع الطَّائفيّ والمذهبيّ الذي نتجت عن العنصريَّة الأمّ، إذ ظهرت طوائف من العرب أنفسهم ممَّن تدَّعي أنَّها صاحبة الحقّ في امتلاك هذا الدِّين، وأنَّها على «المحجَّة البيضاء»، وأنَّ غيرها من الطوائف ضالَّة أو مبتدعة أو كافرة، وتجاوزَ الأمر التُّعدُّدَ الطَّائفيّ ليصبح مقرونا بتعدُّد مذهبيّ كان الأئمة الأربعة عنوانه، إذ يرفض أتباع مذهب منها الأخذ بالمذهب الآخر، وربما يصل الأمر بينها إلى القتل والتَّنكيل والتَّشهير».

أخبار ذات صلة

السياسة

شهران للوصول إلى مكة والمشاعر تقلصت لساعات

الحج ليس مجرد شعيرة دينية، بل رحلة روحانية خالدة، تمتد جذورها في عمق التاريخ، وتُجسِّد أسمى صور الإيمان والتجرّد

الحج ليس مجرد شعيرة دينية، بل رحلة روحانية خالدة، تمتد جذورها في عمق التاريخ، وتُجسِّد أسمى صور الإيمان والتجرّد والتقرّب إلى الله. وبين مشقة الماضي وتنظيم الحاضر، تحوّل الحج من تجربة مليئة بالتحديات إلى رحلة إيمانية ميسّرة بفضل جهود السعودية، التي سخّرت إمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن.

وتحدثت الباحثة سمية كوشك عن التحولات العميقة التي شهدها الحج عبر الأزمان، مؤكدةً أن كل عصر يترك بصمته الخاصة على هذه الشعيرة العظيمة، من حيث الشكل والمضمون.

وقالت: في الماضي، كان الحج رحلة شاقة لكنها مليئة بالقيم الروحية والاجتماعية، وكانت القوافل تسير جماعياً، ويتقاسم الحجاج الزاد والمشاعر قبل الطريق. كان الحج آنذاك مدرسة في الصبر، أما اليوم، فقد بات الحج أكثر راحة وتنظيماً بفضل التحديث، لكنه أصبح أكثر فردانية كذلك وبات الحاج يعتمد على التطبيقات، والأنظمة الذكية، والبرامج المسبقة، ما قلل من حاجته للتفاعل الجماعي المباشر، وهذا التحول لا يعني فقدان المعنى، لكنه يستدعي وعياً أكبر للحفاظ على الروحانية.

واختتمت حديثها بالتأكيد على أن الحج سيبقى مناسبة عظيمة تعكس القيم الدينية والاجتماعية، وأن التحدي الأكبر هو التوازن بين الراحة والروح، بين السرعة والتأمل.

أما الإعلامي خالد الحامد فقال إن الحج قبل تأسيس المملكة كان يواجه صعوبات كبيرة أبرزها غياب الأمن، وتفشي الأمراض، وانعدام الخدمات، وكان الحجاج يعتمدون على أنفسهم وسط مخاطر الطريق وتحديات الإقامة والتنقل.

وبعد توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز بدأ التحول الجذري، فتم تأمين الطرق، وتحسين الخدمات الصحية والمعيشية، وإنشاء هيئات تُعنى بتنظيم شؤون الحجاج، ما شكّل نقلة نوعية في تاريخ الحج، واستمرت مراحل التطوير حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان؛ الذي يشهد فيه الحج أعلى مستويات التنظيم والرعاية. وأضاف: البنية التحتية لموسم الحج بدأت تتشكل منذ عهد الملك عبدالعزيز، إذ أُنشئت طرق معبدة، وتم تحسين المرافق في مكة والمدينة، وشهد المسجد الحرام والمسجد النبوي توسعات مبكرة، وتواصلت مراحل التطوير من خلال تعزيز الأمن، وتوسعة الحرمين الشريفين، ورفع الطاقة الاستيعابية، مع إدخال التكنولوجيا في إدارة الحشود، وتنظيم الحجز والتفويج، وإنشاء قطار المشاعر لتسهيل التنقل.

وفي المجال الصحي، أُطلقت حملات توعية، وتم تجهيز المستشفيات الميدانية، إلى جانب برامج مكافحة العدوى. وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبدعم من ولي العهد، شهد الحج تحولات نوعية ضمن رؤية السعودية 2030، التي ركزت على الاستدامة والرقمنة، إذ أُطلقت تطبيقات رقمية لتسهيل الخدمات مثل الحجز والتنقل والتوجيه.

تحدي كورونا

وأشار إلى أن موسم حج 2020 خلال جائحة كورونا كان مثالاً على الكفاءة والتنظيم، إذ قُيدت أعداد الحجاج إلى نحو 10 آلاف حاج فقط، مع تطبيق صارم للبروتوكولات الصحية، وبتكامل الجهود بين وزارات الداخلية والصحة والحج والشؤون الإسلامية.

كما نوّه إلى برنامج «ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة»، الذي يُعد من أبرز المبادرات النوعية، ويهدف إلى استضافة الحجاج والمعتمرين من مختلف دول العالم على نفقة خادم الحرمين الشريفين الخاصة، لتعزيز التواصل الثقافي والديني وتقديم تجربة حج ميسّرة ومتكاملة.

ويبقى الحج رحلة إيمانية عظيمة تتجدد كل عام، حاملة في طياتها معاني التوحيد والتجرد والصبر. وبين مشقّات الماضي ومتانة الحاضر، يتجلّى حجم التحوّل الذي شهده الحج في ظل رعاية المملكة التي جعلت من خدمة ضيوف الرحمن أولوية وطنية وشرفاً عظيماً. واليوم، يعيش الحاج تجربة روحانية متكاملة، آمنة وميسّرة، تجسد الإحسان في أبهى صوره، وتؤكد أن هذه الرحلة المباركة ستظل دائماً رمزاً للعطاء والإنسانية والوحدة الإسلامية.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

السياسة

890,883 حاجاً قدموا من الخارج

أعلنت المديرية العامة للجوازات، أنّ إجمالي ضيوف الرحمن القادمين من الخارج عبر جميع منافذ المملكة الجوية والبرية

أعلنت المديرية العامة للجوازات، أنّ إجمالي ضيوف الرحمن القادمين من الخارج عبر جميع منافذ المملكة الجوية والبرية والبحرية بلغ 890,883 حاجاً حتى نهاية يوم الجمعة 25/‏11/‏1446.

وأوضحت أنه عدد ضيوف الرحمن القادمين من خارج المملكة عبر المنافذ الجوية بلغ (846,415) حاجاً، فيما بلغ عدد القادمين عبر المنافذ البرية (41,646) حاجاً، و(2,822) حاجاً عبر المنافذ البحرية.

وأكدت المديرية العامة للجوازات تسخير إمكاناتها كافة لتسهيل إجراءات دخول ضيوف الرحمن، من خلال دعم منصاتها في المنافذ الدولية الجوية والبرية والبحرية بأحدث الأجهزة التقنية التي يعمل عليها كوادر بشرية مؤهلة بلغات مختلفة.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

السياسة

1,137 سلة غذائية لنازحي النيل الأزرق بالسودان

وزّع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أمس الأول، 1,137 سلة غذائية للأسر الأكثر احتياجاً النازحة في محلية

وزّع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أمس الأول، 1,137 سلة غذائية للأسر الأكثر احتياجاً النازحة في محلية باو بولاية النيل الأزرق في جمهورية السودان، استفاد منها 5,621 فرداً، ضمن مشروع دعم الأمن الغذائي في السودان للعام 2025.

ويأتي ذلك في إطار الجهود الإغاثية والإنسانية المقدمة من المملكة عبر ذراعها الإنسانية مركز الملك سلمان للإغاثة؛ لتخفيف معاناة الشعب السوداني الشقيق جراء الأزمة الإنسانية التي يمر بها وتحقيقاً للأمن الغذائي.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .