رداً على مزاعم إبادة جماعية ارتكبها الجنود الروس في بلدة بوتشا الأوكرانية، شرع الاتحاد الأوروبي في الإعداد لعقوبات جديدة ضد موسكو تستهدف قطاعي النفط والفحم، بحسب ما أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس (الإثنين)، فيما تواصل القوات الروسية عملياتها، إذ قصفت مطارا و13 منشأة عسكرية في أوكرانيا. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن مجلس الأمن سينظر اليوم (الثلاثاء) فيما وصفها بجرائم الحرب المرتكبة في بوتشا وبلدات أخرى. وأظهرت صور لزيلينسكي خلال تجوله بشوارع بوتشا، بينما لم تعرض أي صور مقابر للجثث التي تحدث عنها، وحذر من وقف التفاوض مع موسكو وقال للصحفيين الذين رافقوه خلال : «من الصعب جداً التفاوض مع روسيا بالنظر إلى ما فعلته في بلادنا». وأضاف: «ما جرى في بوتشا إبادة جماعية»، متابعاً: «لن نهدأ حتى نحدد المسؤولين عن الإبادة في العاصمة كييف».
ودعا رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية بشأن الإبادة الجماعية التي ارتكبها الجيش الروسي في مدن أوكرانية بينها بوتشا، فيما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه يؤيّد فرض عقوبات أوروبية جديدة على موسكو قد تشمل النفط والفحم. واعتبر أن ما حصل في بوتشا يتطلّب فرض «حزمة جديدة من عقوبات وتدابير واضحة جدا»، مضيفاً: «سننسّق مع شركائنا الأوروبيين خصوصاً ألمانيا في الأيام القادمة»، متحدثاً عن عقوبات فردية وتدابير تطال الفحم والنفط الروسيَّين.
وقال السفير الروسي بواشنطن: «قواتنا غادرت بوتشا في 30 مارس والآن أظهرت كييف لقطات مثيرة لتشويه سمعة روسيا»، فيما ذكر وزير الدفاع الأوكراني أنه تم تحرير منطقة كييف بعد 39 يوما من صد تدخل روسي واسع النطاق. وأعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إسقاط 147 طائرة، و134 مروحية روسية، ومقتل 18 ألفا و300 عسكري روسي منذ بدء الحرب.
ورفض الكرملين الادعاءات الأوكرانية في قضية بوتشا، وقال إن الحقائق والأحداث الزمنية تخالف رواية كييف. ودعا إلى مناقشة الأحداث في بوتشا على مستوى دولي، مضيفاً أن الخبراء وجدوا دلائل على تزوير وتلفيق الفيديوهات المتعلقة بأحداث المدينة. ونقلت وكالة «تاس» للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله: «إن الرواية الأوكرانية لما حدث في بلدة بوتشا هجوم مزيف يهدف إلى تقويض موسكو».
وقال لافروف إن صور الجثث «مسرحية»، وإن الرواية الأوكرانية الزائفة للأحداث انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل دول غربية وكييف.
من جهته، قال مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائل أوليانو إن بريطانيا بصفتها رئيسة مجلس الأمن الدولي رفضت عقد اجتماع عاجل ومفتوح للمجلس طلبته موسكو لمناقشة أحداث بوتشا. واعتبر قرار رفض الاجتماع بأنه أمر «غير مسبوق»، وتساءل «ما الذي يخشونه؟».