للمرة السابعة على التوالي، انتخب البرلمان اللبناني، أمس (الثلاثاء)، نبيه بري رئيسا له بـ65 صوتا من أصل 128 هم أعضاء مجلس النواب. وأفادت مصادر برلمانية بأن بقية أصوات أعضاء البرلمان توزعت إلى 23 ورقة بيضاء، و40 ورقة ملغاة. وبهذا يصبح بري (84 عاماً) صاحب أطول ولاية في رئاسة مجلس النواب في العالم العربي والأرجح في العالم، إلا أن اللافت هذه المرة أن التصويت له أتى ضعيفا على غير العادة، فالرجل الذي اعتاد أن يتبوأ المنصب بأغلبية مطلقة دون منازع، انتخب هذه المرة بـ«طلوع الروح»، كما قال مراقبون لبنانيون. بما يظهر تراجع الثنائي حزب الله وحركة أمل .
ومع ظهور النتائج على وسائل الإعلام المحلية، انطلقت عاصفة من التعليقات والانتقادات، إذ شارك فيها مئات اللبنانيين مقاطع من جلسة الانتخاب، وتلا أحد النواب ما كتب على أوراق التصويت، وسادت حالة من الهرج والمرج عند بدء فرز الأصوات بعد امتناع بري عن قراءة أوراق الاقتراع التي تضمنت عبارات عدة تعد ملغاة. لكن عددا من النواب، بينهم المستقلون، اعترضوا على ذلك قبل أن يعود بري ويوافق على قراءتها علناً.
وجاء في بعضها «العدالة لضحايا انفجار المرفأ»، في إشارة إلى عرقلة التحقيق في انفجار الرابع من أغسطس 2020، و«العدالة للمودعين»، في إشارة إلى الانهيار الكامل واحتجاز ودائع اللبنانيين في المصارف، و«لقمان سليم»، الناشط المعارض لحزب الله الذي اغتيل من دون أن يكشف منفذو الجريمة حتى الآن، و«الجمهورية القوية».
واعتبر البعض أن مجرد منح حليف حزب الله 65 صوتاً فقط للمرة الأولى في مسيرته النيابية، يشكل تغييرا كبيرا في مزاج اللبنانيين الذين بات معظمهم تحت خط الفقر.وفي كلمة له، شكر بعد التصويت من عارضوا انتخابه رئيساً سواء بالتصويت بورقة بيضاء أو باختيار اسم خارج السياق المألوف. وقال إنه سيحترم كل هذه الأمور، ويتجاوز كل إساءة، وسنلاقي الورقة البيضاء بقلب أبيض ونية صادقة.
واعتبر أن جلسة أمس مجرد مقبلات على مائدة الاستحقاقات التي تنتظر المجلس، ولكن قد يكون من المفيد للنواب والكتل أن يدركوا من خلالها حجم التحديات الملقاة على عاتقهم، لا سيما أن سلاح التعطيل لن يفضي إلا إلى جريمة كبرى بحق الوطن الذي يحتضر. وأضاف: «أدرك وتدركون معي في هذه اللحظات العصيبة التي يمرّ بها لبنان أن أي كلام لا يُلامس وجع الناس وحاجاتهم، وأن أي خطط ووعود وبرامج لا تقدم الحلول للأزمات هي كلام وخطط خارج السياق».