أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم (الخميس)، أن بلاده لا ترى جدوى من أي اتفاق هش لوقف إطلاق النار من أجل تجميد الحرب في أوكرانيا، مطالباً باتفاق ملزم قانوناً من أجل سلام دائم يضمن أمن روسيا وجيرانها.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي في موسكو: روسيا لا تطرح شروطاً مسبقة للمفاوضات مع أوكرانيا، وإنما تطالب بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في السابق، مضيفاً: لقد كذبوا علينا عندما تحدثوا عن عدم توسع الناتو وعندما أعلنوا التزامهم بالتسوية على أساس ميثاق الأمم المتحدة، مع تجاهل سافر لحقيقة أن هذا الميثاق لا يتضمن تأكيداً لمبدأ وحدة الأراضي فحسب، بل أيضا لمبدأ المساواة وتقرير المصير للشعوب. وأشار إلى أن الهدنة لن تؤدي إلى أي شيء، مبدياً مخاوفه من أن يستخدم الغرب مثل هذه الهدنة الهشة لإعادة تسليح أوكرانيا.
ولفت إلى أن بلاده لا تقبل حديثا فارغا، وكل ما نسمعه حتى الآن هو الحديث عن ضرورة التوصل إلى نوع من الهدنة، ولا يخفون أن هذه الهدنة ضرورية من أجل كسب الوقت لمواصلة ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا، حتى يتمكنوا من ترتيب شؤونهم وتنفيذ تعبئة إضافية وما إلى ذلك، مشدداً بالقول: «نحن بحاجة إلى اتفاقات قانونية نهائية من شأنها أن تحدد جميع الشروط لضمان أمن الاتحاد الروسي، وبالطبع المصالح الأمنية المشروعة لجيراننا».
وأوضح بأن موسكو تريد صياغة الوثائق القانونية بطريقة تضمن استحالة انتهاك هذه الاتفاقات، مبيناً أن هذه الاتفاقات يجب أن تتعلق في المقام الأول بالأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية.
وشدد بالقول: إن أهم سببين هما خرق كل الالتزامات بعدم توسع حلف الناتو شرقاً، وثانياً التصرفات العنصرية للنظام في كييف لا سيما بعد الانقلاب غير الشرعي، عندما تم اتباع نهج قمع كل ما هو روسي بما في ذلك اللغة ووسائل الإعلام والثقافة وحتى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية.
ودعا لافروف مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب لكيث كيلوج إلى التعمق أكثر في تاريخ الأزمة الأوكرانية، مشيراً إلى تصريح كيلوج الذي قال فيه إن روسيا وأوكرانيا حاولتا في الماضي التوصل إلى اتفاق في إطار اتفاقيات مينسك لكن تلك المحاولة باءت بالفشل.
وأضاف: «يبدو أنه ينبغي لكيلوج أن يتعمق أكثر في هذا الموضوع، إذ إن اتفاقيات مينسك لم تكن محاولة وإنما كانت قراراً لمجلس الأمن الدولي تم العبث به بتشجيع من الولايات المتحدة»، مشيراً إلى أن أوكرانيا تحتاج إلى إجراء انتخابات إذا كانت تريد أن يكون لها رئيس شرعي.
وأوضح أنه حالياً لا يتمتع بالشرعية في أوكرانيا إلا البرلمان، وهو ما لفت إليه مراراً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق قوله.
وكان جهاز الأمن الفيدرالي في روسيا قد أعلن إحباط عمل إرهابي ضد كبار ضباط وزارة الدفاع وعائلاتهم، متهماً أوكرانيا بالتخطيط لهذه العمل، وفق ما نقلت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية.