Connect with us

السياسة

كيف غيّرت بيروت قواعد اللعبة مع «حماس» ؟

من يملك القرار الفلسطيني في الشتات؟ وهل لا يزال سلاح «المقاومة» يُحمى بالشعارات، أم بات عبئاً على حامليه؟ لماذا

من يملك القرار الفلسطيني في الشتات؟ وهل لا يزال سلاح «المقاومة» يُحمى بالشعارات، أم بات عبئاً على حامليه؟ لماذا قررت بيروت فجأة أن تكسر صمتها وتضبط ساعة الحساب؟.

القصة ليست عن صاروخ انطلق من الجنوب، بل عن قطار إقليمي انطلق ولم يترك لحماس مقعد فيه.

لبنان، البلد الذي طالما راوغ الهزات، قرر هذه المرة ألا يجامل أحداً، من الأمن العام إلى قصر بعبدا، ومن الضاحية إلى رام الله، خريطة الضغط تُرسم بدقة، والحركة التي كانت تحتمي بتعقيدات الجغرافيا، تجد نفسها اليوم أمام خريطة جديدة: إما التعايش وفق شروط الدولة، أو الرحيل بصمت.

صافرة التحول الجذري

من هنا، لم يكن استدعاء ممثل حركة حماس في لبنان أحمد عبدالهادي إلى المديرية العامة للأمن العام اللبناني، حدثاً بروتوكولياً عابراً، بل جاء بمثابة إطلاق صافرة تحوّل جذري في مقاربة الدولة اللبنانية لملف بقي مغلقاً لعقود: السلاح الفلسطيني خارج الشرعية.

اللقاء، الذي جمع عبد الهادي باللواء حسن شقير، حمل رسالة واضحة من الدولة اللبنانية، تُنذر الحركة من مغبة استخدام الأراضي اللبنانية لأغراض عسكرية، وتمثل الترجمة العملية الأولى لقرارات مجلس الدفاع الأعلى برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون.

التحذير لم يبقَ في الإطار الكلامي، فقد بادرت (حماس) بعد أقل من 48 ساعة إلى تسليم 3 فلسطينيين من أصل 4 متورطين في إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل، أحدهم وصف بأنه «الرأس المدبّر» للعملية، خطوة لاقت ترحيباً حذراً، لكنها لم تلغِ القلق الرسمي المتصاعد من محاولة الحركة تكريس وجود مسلح موازٍ داخل المخيمات وخارجها.

التحقيقات التي طالت قيادات في حماس خلال الأسابيع الأخيرة، واستباق بعض مسؤوليها لمغادرة لبنان، أوحت بأن الحركة باتت تستشعر جدية التوجه اللبناني الرسمي لتغيير قواعد اللعبة. فالدولة التي لطالما تعاملت بمرونة مع النشاط الفلسطيني، قررت هذه المرة المضي نحو مرحلة جديدة: ضبط السلاح، وربما نزع شرعية الوجود العسكري لحماس نهائياً.

ولأن القرار الأمني لم يأت من فراغ، بل هو خلاصة اشتباك صامت بين الجغرافيا والإقليم، تبرز ثلاث دوائر ضغط متقاطعة شكلت مجتمعة ثلاثية التحوّل من الخارج إلى الداخل:

زمن «الاستثناء الحمساوي» انتهى

في أروقة القرار الغربي، لم تعد حماس تُعامل كحالة مؤقتة أو متروكة للتوازنات المحلية، بل كعنصر يجب نزعه من مشهد ما بعد الحرب. السعي لتأمين (بيئة نظيفة) لمسار إقليمي جديد لا يتيح مساحة لحركات تحمل سلاحاً خارج الدولة. وترجمة هذا التوجه بدأت عملياً على الأرض؛ ففي الأردن عبر قرارات بحظر جماعة الإخوان المسلمين وملاحقة الجهات المرتبطة بحماس. وفي سورية من خلال توقيف قيادات فلسطينية وطلب مغادرة من أعيدوا من الخارج بعد الحرب. أما في لبنان، فتم الدفع باتجاه إنهاء ظاهرة السلاح الفلسطيني غير الشرعي تحت عنوان «لبننة الأمن داخل المخيمات»، تمهيداً لضبط الساحة الفلسطينية هناك وإخراجها من الحسابات العسكرية.

من رام الله: مواجهة

صامتة مع «الأخوة الأعداء»

زيارة مرتقبة للرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى بيروت لا تُفهم فقط في سياق دبلوماسي، بل هي فصل جديد في صراع خافت مع حركة حماس من الضفة إلى الشتات. السلطة الفلسطينية تسعى إلى فرض نموذجها كمرجعية حصرية للقرار الأمني داخل المخيمات. وللمفارقة، فإن المبادرة اللبنانية تلقى دعماً مباشراً من رام الله، كما لو أن السلطة الفلسطينية وجدت في بيروت فرصة لإعادة توازن القوى مع حماس خارج حدود فلسطين.

من الضاحية: دعم مشروط… وإعادة تموضع

اللافت في هذه المرحلة أن حزب الله الذي لطالما قدم غطاء غير معلن لوجود حماس في لبنان، اختار أن يصمت. بل أكثر من ذلك، سمح بإنضاج القرار الرسمي اللبناني. الحزب الذي يدير أكثر من جبهة في الإقليم، يبدو حريصاً على عدم فتح جبهة إضافية من لبنان تكون شرارتها خارجة عن سيطرته. وهو إذ يتيح للدولة أن تمسك بالملف الفلسطيني، فهو يبعث برسائل مزدوجة: التزام بشروط الداخل اللبناني، ومحاولة لخفض الضغط الخارجي عليه. بهذه المعطيات، لم تعد حماس في لبنان تقف عند تقاطع مؤقت، بل أمام مفترق مصيري. هذه المرة، اللعبة لا تُدار من غرف الفصائل، بل من فوق الطاولة الإقليمية. وكلما أبطأت الحركة خطواتها نحو التسوية، ضاقت الخيارات أكثر، وتحوّلت الساحة اللبنانية من ملاذ سياسي إلى مخرج اضطراري.

أخبار ذات صلة

السياسة

الجبير يزور باكستان والهند.. السعودية تسعى لوقف التصعيد وإنهاء المواجهات

بتوجيه من قيادة المملكة، قام وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء ومبعوث شؤون المناخ عادل الجبير، بزيارة

بتوجيه من قيادة المملكة، قام وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء ومبعوث شؤون المناخ عادل الجبير، بزيارة إلى جمهورية الهند وجمهورية باكستان الإسلامية الشقيقة خلال الفترة من 8 إلى 9 مايو 2025.

وتأتي الزيارة في إطار مساعي المملكة للتهدئة ووقف التصعيد وإنهاء المواجهات العسكرية القائمة، والعمل على حل كافة الخلافات بين البلدين من خلال الحوار والقنوات الدبلوماسية.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

السياسة

القبض على (7) مخالفين لتهريبهم (105) كيلوجرامات من نبات القات في عسير

قبضت الدوريات البرية لحرس الحدود في قطاع الربوعة بمنطقة عسير على (7) مخالفين لنظام أمن الحدود من الجنسية الإثيوبية،

قبضت الدوريات البرية لحرس الحدود في قطاع الربوعة بمنطقة عسير على (7) مخالفين لنظام أمن الحدود من الجنسية الإثيوبية، لتهريبهم (105) كيلوجرامات من نبات القات، واستكملت الإجراءات النظامية الأولية بحقهم، وسلموا والمضبوطات لجهة الاختصاص.

‏وتهيب الجهات الأمنية بالإبلاغ عن كل ما يتوافر من معلومات لدى المواطنين والمقيمين عن أي نشاطات ذات صلة بتهريب أو ترويج المخدرات، من خلال الاتصال بالأرقام (911) في مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والشرقية و(999) و(994) في بقية مناطق المملكة، ورقم بلاغات المديرية العامة لمكافحة المخدرات (995)، وعبر البريد الإلكتروني (Email: 995@gdnc.gov.sa)، وستعالج جميع البلاغات بسرية تامة.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

السياسة

كيف استعدت أمانة المدينة و«البيئة والمياه» لموسم الحج ؟

أكملت أمانة المدينة وفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة المدينة المنورة استعدادهم لموسم حج 1446هـ بخطة

أكملت أمانة المدينة وفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة المدينة المنورة استعدادهم لموسم حج 1446هـ بخطة توعوية وميدانية متكاملة، تهدف إلى تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الالتزام بالإرشادات والمعايير الصحية، ضمن جهود شاملة تُعنى بالصحة العامة، وسلامة الحجاج، وخدمة الزائرين.

وأوضحت الأمانة أن الخطة يعمل عليها 6432 كادراً بشرياً و825 معدة لتنفيذ الخطة على مدار الساعة، تهدف إلى رفع مستوى الوعي، وتعزيز ثقة ضيوف الرحمن بجودة الأطعمة والخدمات، وإبراز جهود الأمانة كشريك رئيسي في التنظيم والصحة العامة، فضلاً عن نشر التعليمات الخاصة بتنظيم حركة المشاة وإظهار الإرث الديني والتاريخي لمنطقة المدينة المنورة.

وتضمنت الخطة؛ تكثيف الرقابة على المنشآت، والامتثال للمعايير الصحية، إلى جانب تسليط الضوء على جودة الخدمات المقدمة، وتشجيع المشاركة المجتمعية والتطوع في خدمة الحجاج، لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، وفق أعلى المعايير، وتوفير جميع الخدمات، لسلامة وراحة ضيف الرحمن لتمكينه من أداء نسكه بكل يسر وسهولة.

حيث ستبدأ الخطة بمرحلة الاستعداد ما قبل الموسم، ثم التوعية أثناءه، وصولاً إلى مرحلة ما بعد الحج، التي تتضمن زيارة المسجد النبوي الشريف والمساجد التاريخية وأبرز المعالم من قبل ضيوف الرحمن.

وتشمل الخطة التركيز على نظافة الساحات والطرق بالمنطقة المركزية ومواقع التاريخ الإسلامي، بالإضافة إلى الأحياء السكنية. وتجهيز الكوادر لأعمال صيانة الطرق، والإنارة، والرقابة على الأسواق ومحطات الوقود، ومكافحة آفات الصحة العامة، إلى جانب الفرق الرقابية الميدانية لرصد الملاحظات، وضبط الغش التجاري بمشاركة الجهات ذات العلاقة.

أخبار ذات صلة

وفي ختام خطتها الاستعدادية، أكدت أمانة منطقة المدينة المنورة التزامها التام بتقديم خدمات متكاملة تليق بمكانة المدينة المنورة ومكانة ضيوف الرحمن، ساعية لأن يكون موسم حج 1446هـ نموذجاً في حسن التنظيم، وكفاءة الأداء، وجودة العناية بضيف الرحمن، ضمن منظومة وطنية متكاملة تسعى لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.

ومن جانب آخر أعلن فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة عن تطوير عمليات الفحص والرقابة على الأسماك واللحوم الواردة إلى أسواق النفع العام بالمنطقة، من خلال استخدام الأجهزة والتقنيات الحديثة، للإسهام في إنشاء بيانات شاملة تعزّز معايير الجودة والسلامة الغذائية.

وأوضح فرع الوزارة، أن الخطوة تمكّن الطواقم الميدانية من إجراء فحوصات دقيقة وسريعة للمنتجات خلال جولاتهم اليومية على منشآت القطاع، مما يعزّز من مستوى الثقة لدى المستفيدين، ويسهم في تقديم تجربة آمنة وصحية، تواكب خطط وأهداف التنمية المستدامة، وذلك ضمن إستراتيجيات وزارة البيئة والمياه والزراعة لتعزيز الأمن الغذائي التي تشمل تطوير إجراءات السلامة الغذائية، تحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .