على رغم انحسار الأضواء عن الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي سلالات فايروس كورونا الجديد؛ فإن مخاوف أخرى دهمت العالم، ما ينبئ عن احتمالات تفاقم أزمات صحية أخرى. فقد تفشى بشكل غامض فايروس التهاب الكبد الوبائي وسط الأطفال، خصوصاً في الولايات المتحدة وبريطانيا، وأدى ذلك إلى وفيات. كما أن الرعب الجديد في أوروبا وأمريكا والعالم اسمه «جدري القرود»، الذي حمل تفشيه في عشرات الدول منظمة الصحة العالمية إلى عقد اجتماع طارئ، (الجمعة)، للبحث في هذه الأزمة الصحية الجديدة. ولا يعني انحسار الأضواء عن أزمة كوفيد-19؛ جراء الانغماس المتزايد في متابعة تطورات الغزو الروسي لأوكرانيا، أن هذا الفايروس انتهى؛ إذ تتحدث الولايات المتحدة عن عشرات من الأشخاص أصيبوا مرة ثانية بالوباء العالمي، على رغم تناولهم أقراص «باكسلوفيد»، التي ابتكرتها شركة فايزر الدوائية الأمريكية لوقف الفايروس حال ظهور أعراض المرض. وناشدت السلطات الأمريكية جميع الأشخاص الذين تعدت أعمارهم 50 عاماً أن يسارعوا للحصول على الجرعة التنشيطية الثانية (الرابعة منذ بدء حملات التطعيم بلقاحات كورونا). وأعلنت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها الليل قبل الماضي، في بيان، أن الإصابات والتنويم بكوفيد-19 في ارتفاع، ما يبرر التوصية بإعطاء جرعة تنشيطية من لقاح كورونا للأطفال من سن 5 إلى 11 عاماً، بعد 5 أشهر على الأقل من حصولهم على الجرعتين الأولى والثانية.
وفي كوريا الشمالية، استفحل داء «الحُمّى» – كما تسميه سلطات النظام الشيوعي – بإعلانها إصابة 219030 شخصاً بالفايروس أمس الأول، وذلك لليوم الخامس على التوالي الذي تم فيه تشخيص إصابة ما يربو على 200 ألف شخص يومياً. وفي بريطانيا، أعلنت الوكالة الحكومية للأمن الصحي، أمس، أنها صنفت سلالتين متفرعتين عن سلالة أوميكرون باعتبارها «سلالتين مثيرتين للقلق». والسلالتان الفرعيتان هما BA.4 وBA.5؛ على رغم أن أوميكرون (BA.2) لا تزال تهيمن على الإصابات الجديدة في أرجاء المملكة المتحدة.
وأدى اندلاع عدوى فايروس «جدري القرود» في بريطانيا إلى قرار الحكومة البريطانية إتاحة الحصول على لقاح الجدري بالنسبة لبعض الكوادر الصحية والأشخاص الذين ربما يكونون قد خالطوا مصابين بالمرض المتوطن في غرب أفريقيا. وعقدت منظمة الصحة العالمية، (الجمعة)، اجتماعاً طارئاً في جنيف لمناقشة اندلاع جدري القرود في أوروبا، بعدما أبلغت دول القارة عن وقوع أكثر من 100 إصابة في بلدانها. وذكرت المنظمة أن الاجتماع عقدته لجنتها المكلفة بتقديم الاستشارات في شأن اندلاع الأمراض القابلة لأن تصبح وباء عالمياً، أو وباء متوطناً محلياً. لكن ليس من صلاحياتها التوصية بإعلان ذلك الاندلاع وباء عالمياً، كما هي حال تفشي فايروس كوفيد-19. وتم رصد أول إصابة بجدري القرود في أوروبا في بريطانيا في 7 مايو الجاري، وهي لشخص عاد لتوه من نيجيريا، حيث يعد جدري القرود مرضاً متوطناً محلياً. وأعلنت البرتغال الجمعة أنها سجلت 23 إصابة بجدري القرود؛ فيما ذكرت إسبانيا أن عدد إصاباتها بجدري القرود بلغ 24 إصابة، خصوصاً في العاصمة مدريد. وأفادت السلطات الصحية بتسجيل إصابات في كل من بلجيكا، وفرنسا، وإيطاليا، وهولندا، والولايات المتحدة، وكندا، وألمانيا، وأستراليا. ولا يوجد لقاح بعينه لهذا المرض. غير أن لقاح الجدري البشري ناجع بنسبة 85% في منع الإصابة بجدري القرود. وقالت وكالة الضمان الصحي البريطانية أمس إن أكثر من 20 إصابة رصدت في بريطانيا حتى الآن. وأضافت أن غالبية المصابين هم أشخاص أقروا بأنهم مثليون، أو مزدوجو التوجّه الجنسي. وأعلنت وزارة الصحة الاتحادية الهندية أمس أنها وجهت سلطات المطارات الهندية إلى عزل أي شخص قادم من إحدى الدول التي يعتبر جدري القرود متوطناً فيها. وأعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها الشديد إزاء احتمالات تفاقم إصابات جدري القرود مع قدوم الصيف، حيث يخرج كثيرون في أوروبا للحفلات والاحتفالات. وذكرت صحيفة لافانغارديا الإسبانية أمس أن إسبانيا تحقق في احتمال إصابة 19 شخصاً إضافياً بجدري القرود. وإذا تأكدت إصابتهم فستكون إسبانيا هي البلد الأكثر إصابة بهذا المرض في العالم. وقالت السلطات الصحية الفرنسية أمس الأول إنها رصدت إصابة وحيدة بجدري القرود، لشخص عمره 29 عاماً، وليس له أي صلة بالسفر لأية دولة يتفشى فيها هذا المرض.
التهاب الكبد الوبائي الغامض
بعد أيام من تزايد إصابات غير معروفة الأصل بفايروس التهاب الكبد الوبائي لدى الأطفال؛ ذكرت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها، (الجمعة) أنها ترجح أن تلك الإصابات ناجمة عن فايروس شائع، يعتقد أنه يحمل الرقم 41. وتسبب الفايروسات الشائعة أمراضاً مختلفة، من نزلة البرد إلى التهاب الشعب التنفسية، وحتى احمرار العين. وأضافت المراكز الأمريكية، أنها تبلغت بحدوث وفاة جديدة بهذا المرض الخميس، ليرتفع عدد وفيات الأطفال بالتهاب الكبد الحاد إلى 6 أطفال. ويسبب الفايروس الـ 41 عادة إسهالاً شديداً، وقيئاً، وحُمّى. وقد تكون تلك الأعراض مصحوبة بضيق في التنفس. ورجح خبراء أمريكيون أن يكون قد حدث تحور وراثي في سلالة الفايروس الـ 41، نجمت عنه موجة الإصابات الراهنة وسط الأطفال. وقالت مسؤولة في المراكز الأمريكية إن محققيها يضعون نصب أعينهم احتمال أن تكون حالات الكبد الوبائي الحاد ناجمة عن تفشي فايروس كورونا الجديد، المسبب لمرض كوفيد-19. وأكدت منظمة الصحة العالمية أن عشرات الدول أبلغت عن تزايد إصابة أطفالها بالتهاب الكبد الوبائي الحاد. وطلبت طبيبة أطفال أمريكية من الآباء مراقبة أطفالهم المصابين بأعراض نزلة البرد والإنفلونزا، ونقلهم الى أقرب قسم للطوارئ حال تفاقم إصاباتهم، خصوصاً إذا بدأوا يشعرون بوجع شديد في البطن، أو بدأ بياض أعينهم يتحول إلى الصفار. وأضافت أن من أعراض التهاب الكبد الحاد لدى الأطفال أن يتحول لون البول إلى داكن. ويعتقد أن بريطانيا هي أكثر الدول الغربية استعداداً للتوصل إلى نتيجة من مراقبة هذه الإصابات لدى صغارها؛ إذ إن لديها ثلاثة مستشفيات عامة تعنى بمعالجة أمراض الكبد لدى الأطفال. وقال طبيب أطفال بريطاني في بيرمنغهام للصحفيين، (السبت)، إن بريطانيا تسجل كل عام نحو 20 إصابة بهذا الالتهاب الفايروس عند الأطفال. لكنه قال إن عدد الإصابات هذه السنة تضاعف 8 أضعاف، ليزيد على 176 إصابة منذ مطلع 2022.
أعلنت رئيسة وزراء مقاطعة أسكتلندا، التابعة للمملكة المتحدة، نيكلا ستيرغن، في وقت متأخر الجمعة، أنها تشعر بأعراض الإصابة بكوفيد-19. وقالت إنها ستواصل العمل من بيتها خلال الأيام القليلة القادمة، وتأمل بالعودة للعمل من مكتبها خلال الأسبوع المقبل. وجاءت إصابة ستيرغن فيما تشهد أسكتلندا انخفاضاً متواصلاً في عدد الحالات الجديدة. وذكر المكتب الوطني للإحصاء أن أسكتلندا شهدت إصابة نحو 122 ألف شخص خلال الأسبوع المنتهي في 13 مايو الجاري. وكانت ستيرغن استقبلت صباح الجمعة بمكتبها في أدنبرة نائبة زعيم حزب شن فين الأيرلندي المرشحة لتولي رئاسة وزراء أيرلندا الشمالية ميشيل أونيل. وكانت ستيرغن مطلع الأسبوع الماضي في زيارة للولايات المتحدة، إذ التقت برئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي.
جدري القرود الجديد
الحالات المكتشفة في ما لا يقل عن 10 بلدان حتى الآن
الأعراض
حُمّى
طفح
تورم الغدد
العدوي:
من خلال شخص مصاب،
أو حيوان، أو أشياء
كندا