وسط دمار وموجات نزوح و«حزام ناري» غير مسبوق، يرزح جنوب لبنان تحت رعب الغارات الإسرائيلية التي تخطى عددها الـ 350 غارة، طالت أكثر من 100 منزل، وأدت إلى سقوط نحو 100 قتيل، وأكثر من 400 جريح، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم (السبت).
وشنت إسرائيل حرباً نفسية على أغلب المناطق اللبنانية، طالت وزراء ومسؤولين، وتلقى وزير الإعلام زياد مكاري اتصالاً إسرائيلياً، دعا خلاله المجيب الآلي لإخلاء المبنى، كما تلقى مكتب وزير الثقافة محمد وسام المرتضى اتصالاً مماثلاً، من شخص يتحدث اللغة العربية بلكنة غريبة، حذر خلاله من ضرورة مغادرة المكتب فوراً لأنه مستهدف.
ونقلت «رويترز» عن رئيس شركة «أوجيرو» عماد كريدية قوله: «إن لبنان تلقى أكثر من 80 ألف محاولة اتصال يشتبه أنها إسرائيلية تطلب من الناس إخلاء منازلهم».
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي نشر فيديوهات وصورا عبر حسابه على منصة إكس يطالب فيها سكان القرى اللبنانية بمغادرتها فورًا، محذرًا من أن الضربات الإسرائيلية ستبدأ في وقت قريب. وأرفق الفيديو بتعليق جاء فيه: «إلى سكان القرى اللبنانية: ستبدأ الغارات في المستقبل القريب – أخلوا المنازل التي يخفي فيها حزب الله الأسلحة على الفور! حزب الله يخدعكم ويضحي بكم. هو يدعي أنكم بيئته وجمهوره، لكن يبدو أن صواريخه وطائراته المسيرة أغلى وأهم لديه منكم».
كما تمكنت إسرائيل من اختراق بث إذاعات الراديو ونشرت رسائل صوتية من إذاعة «صوت الجنوب» التي كانت تابعة لجيش لحد لتحذير المواطنين وإبعادهم وإعلامهم عن عودة الإذاعة للعمل. ونتيجة الضغط العسكري والنفسي الذي مارسته إسرائيل، شهدت المدن الجنوبية باتجاه بيروت زحمة سير خانقة نتيجة حركة النزوح الكثيفة.
من جهته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في منشور على حسابه بمنصة «إكس»، إن «حسن نصرالله أخذ شعب لبنان رهينة ووضع الصواريخ والأسلحة في منازلهم وقراهم». وأضاف «يجب على شعب لبنان إخلاء أي منزل تحول إلى موقع متقدم لحزب الله لتجنب الأذى».
ميدانيا، شهدت أكثر من 100 قرية جنوبية منذ ساعات الفجر هجوماً إسرائيلياً عنيفاً، وبعد الهدوء الحذر الذي ساد عند السادسة صباحاً نقلت «يديعوت أحرونوت» عن مصدر أمني: سلاح الجو سيبدأ هجمات واسعة وقوية في كل أنحاء لبنان خلال ساعات الظهيرة الباكرة.
واعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أن لغة التصعيد والتهديد لا تفضي إلى حل. وتناول التصريحات التي أدلى بها الأمين العام للأمم المتحدة حول مخاوفه من تحويل جنوب لبنان إلى «غزة ثانية»، معتبراً أن هذا الموقف يجب أن يكون دافعاً للجميع، خصوصا لدول القرار، للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها وتطبيق القرار الدولي رقم 2735 لحل القضية الفلسطينية وفق مبدأ حل الدولتين.