تعكس زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المملكة العربية السعودية ثقلها السياسي والاستراتيجي على المستويين الإقليمي والدولي، ودورها البارز في حلحلة القضايا العربية ومحاربة التطرف والإرهاب. وبحسب مراقبين مصريين، فإن أجندة البحث تضم الكثير من الملفات والقضايا التي تهم دول المنطقة والولايات المتحدة الأمريكية.
وفي هذا السياق، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس الدكتور جمال سلامة إن اختيار بايدن لزيارة السعودية في أول جولة له بالمنطقة تكشف طبيعة الدور الاستراتيجي الذي تلعبه الرياض سياسياً واقتصادياً ليس إقليمياً فقط ولكن عالمياً، كما أنها تدخل ضمن إطار الامتداد التاريخي للعلاقات السعودية – الأمريكية وهو أمر أكد عليه الرئيس الأمريكي فى مقال مطول نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، مشدداً على أن الزيارة تأتي لتأكيد دعم أمريكا لأمن المنطقة وسلامتها، في وقت يمرّ فيه العالم بمرحلة اقتصادية وسياسية صعبة، نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية. ولفت إلى أن دلالات الزيارة على رأسها توطيد الشراكة الإستراتيجية مع المملكة لمواجهة التحديات وبينها قضايا التطرّف والإرهاب واتخاذ إجراءات إضافية لوقف تمويل المنظمات الإرهابية، وإيجاد حلول لعدد من قضايا المنطقة. واتفق المحلل السياسي الدكتور أحمد ماهر على أهمية زيارة بايدن للمملكة، مؤكداً لـ«عكاظ» أن الزيارة تأتي في إطار إعادة ترتيب الأوراق ومناقشة الملفات الشائكة من خلال قمة ثنائية سعودية – أمريكية وأخرى عربية – أمريكية، لمناقشة الأوضاع في اليمن على خلفية الهدنة العسكرية وكيفية مواجهة جرائم الحوثي، فضلاً عن الأوضاع في عدد من الدول العربية في سورية والعراق وليبيا والسودان، وملف القضية الفلسطينية، ومواجهة التهديدات الإيرانية وتحركات وكلاء طهران في المنطقة، مضيفاً أن قضايا الطاقة نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، وارتفاع أسعار النفط والغاز ستكون حاضرة خلال تلك القمة، كما أن الأمن الإقليمي من القضايا الحيوية التي ستبحثها القمة العربية الأمريكية.
فيما أكد رئيس حزب حقوق الإنسان والمواطنة المستشار جمال التهامي أن صنّاع السياسة في الولايات المتحدة الأمريكية يدركون جيداً دور المملكة الريادي عربياً وعالمياً فضلاً عن دورها الديني بين الدول الإسلامية.