على مساحة لا تتجاوز ٣٣ كيلومتراً مربعاً، يتجمع اليوم (الجمعة) مليون حاج في مشعر عرفات على مساحة تعد الأصغر عالمياً، إذ لا توجد مدينة بهذه المساحة، في حين أثبتت العقود الماضية وعلى مر السنين ما تمتلكه السعودية من قدرة على استيعاب أكثر من هذه الأعداد وعلى المساحة نفسها، مقدمة لهم كافة وسائل الراحة والأمن، والخدمة المميزة دون أن يشعر الحاج بمشقة.
«عكاظ» جالت بمشعر عرفة، الذي تتصف أرضه باستوائها، وتحيط به سلسلة من الجبال يتواجد في شمالها جبل «عرفة»، الذي يُسمى «جبل الرحمة»، وذلك نظراً إلى الرحمة التي ينزلها المولى عز وجل على عباده في يوم حجهم الأكبر، وهم يقفون فيه بلباسهم الأبيض، شاخصةً أبصارهم للسماء الزرقاء، مخلصين في حبه، وبقلوب مبتهلة، معترفين بذنوبهم، راجين مغفرته، والعودة إلى ديارهم بعد حجتهم كما ولدتهم أمهاتهم.
وأكمل مشعر عرفات استعداداته لاستقبال توافد الحجيج وجموع ضيوف البيت الحرام مع إشراقة صباح اليوم (الجمعة) التاسع من شهر ذي الحجة للصعود إلى جبل عرفات لقضاء يوم عرفة، مستشعرين مناسكهم بكل طمأنينة تحفظهم عناية الرحمن بالهدوء والسكينة، حيث يبدأ صباح اليوم التحرك المليوني من منى نحو صعيد عرفات في يوم الوقفة الكبرى، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «الحج عرفة»، مؤدين صلاتي الظهر والعصر قصرا وجمعا ثم يبدأون بالتحرك أو ما يعرف بـ«النفرة» متجهين الى مزدلفة للمبيت فيها ثم الانتقال منها الى منى لتكملة رحلة الحج.