السياسة

طلال حمزة: برامج ومسلسلات رمضان لا تصلح للمشاهدة !

طلال حمزة الشاعر الذي ارتبط اسمه في (جدة غير) مرتبط بكل جماليات المدينة الحالمة، وما زالت قصيدته تغنى في كل وقت

طلال حمزة الشاعر الذي ارتبط اسمه في (جدة غير) مرتبط بكل جماليات المدينة الحالمة، وما زالت قصيدته تغنى في كل وقت وهي صالحة لكل زمان ومكان، تنبض بالحياة وتفوح بكل الذكريات، قصائده لها رونق وجمال.. ومن خلال هذا الحوار الرمضاني يكشف (أبو عبدالكريم) جوانب من ذكرياته في شهر رمضان.

عند مدفع الإفطار

– متى بدأت الصيام؟

– بدأت الصيام في سن مبكرة جداً، كنت في المرحلة الابتدائية في الصف الخامس تحديداً عندما بدأت بشكل رسمي، ولا زلت أذكر تلك الأيام في (تبوك) كما لو أنها نقشت في محجر العين نقشاً. كان والدي ووالدتي حريصين على تدريبي وتشجيعي على الصيام فبدأت التدرب على الصيام في مراحل؛ الأولى إلى أذان الظهر وبعدها إلى أذان العصر، كان ذلك في الصفين الثالث والرابع وعندما أصبح عمري أحد عشر عاماً في الصف الخامس بدأت الصيام كامل اليوم، وأذكر أني نجحت في صيام أول شهر رمضان في حياتي ذلك العام.

– ما الذكريات الأثيرة من رمضان؟

– لرمضان في تبوك ذكريات جميلة وأثيرة كنّا في بعض الأيام نذهب مجموعة من أولاد الحي إلى موقع المدفع الرمضاني وننتظر انطلاقه لننطلق معه إلى البيت مبشرين الحارة والأهل بلحظات الإفطار فنجدهم قد أفطروا قبلنا ولكنا لا نمل فنعيد ذلك في اليوم التالي ونحن سعداء فرحين كانت الحياة بسيطة جداً، وننام مبكراً ونستيقظ على السحور على صوت رجل يوقظ سكان الحي للسحور، لم يكن التلفزيون قد بدأ بثه بعد في تبوك كان الليل طويلا والهدوء يسود المكان، أما النهار فكان جميلاً رغم حرارة الطقس وبعد العصر تبدأ الأسر في توزيع ما لديها من مأكولات على الجيران، وكنا نتولى هذه المهمة، كان المجتمع بسيطاً ومتصالحاً كما لو كان أسرة واحدة فالأسر كلها كبيرة ومتماسكة تعيش في بيت واحد، لرمضان روائحه الخاصة وطقوسه المختلفة.

صمت في مصر وألمانيا

-هل تعد برنامجاً رمضانياً للشهر؟

– نعم لرمضان في كل زمان ومكان ما يميزه عن باقي شهور السنة فهو شهر القرآن والخير والإحسان، أيام معدودات يحرص الواحد منا على استثمار الوقت فيها، فأنا غالباً ما أبتعد فيه عن التجمعات وأحرص على وضع برنامج خاص ومختلف من خلال تقسيم الوقت بين الحرم النبوي والبيت والأسرة والقراءة وإعادة ترتيب ما بعثرته الأيام طوال العام.

– أين تفضّل قضاء شهر الصيام؟

– أفضل دائماً قضاء شهر رمضان في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وأقضي جزءاً من الشهر الكريم في مكة المكرمة شرفها الله.

– كم رمضان صمته خارج الوطن؟

– أذكر أني صمت جزءاً من شهر رمضان في مصر، وفي عام من الأعوام صمت رمضان في ألمانيا. أما باقي الأعوام فكان بين المدينة المنورة ومكة وتبوك فقط.

كلٌ يفطر في داره

– هل تدخل المطبخ وما الذي تجيده من طبخات؟

– للأسف لا علاقة لي على الإطلاق بالمطبخ لا في رمضان ولا في غيره وهذا أمر غير جيد حقيقة.

– من تدعو لمائدة الإفطار؟

– أحياناً نفطر في الحرم النبوي وأحياناً في المنزل، فيما يخص الحرم فالسفرة ولله الحمد دائماً ممتلئة بالضيوف الكرام من مرتادي الحرم النبوي من العمّار والزوار وبعض الأصدقاء والأقارب، أما فيما يخص الإفطار في المنزل فأصبح الناس يعتذرون بشكل مستمر عن الحضور، فكلما دعوت صديقاً أو قريباً للإفطار اعتذر حتى أصبحت عادة كلٌ يفطر في بيته للاسف.

– ما الوجبات المفضلة؟

– باستثناء شوربة الحب (القمح) كل أصناف الطعام قابلة للتبديل والتغير.. فالحمد لله ترى كل يوم أصنافاً وأنواعاً لا حصر لها من الأطعمة، ولعلني هنا أذكّر نفسي وكل من يقرأ بضرورة التعامل الحسن مع الفائض من الأطعمة من خلال توزيعها على الجيران والعمال.

أفتقد هؤلاء

– كيف تقضي يوم الصيام؟

– أصحو مبكراً وأذهب للعمل ثم أذهب للمسجد النبوي لصلاة الظهر وأحياناً أبقى لبعد صلاة العصر أو المغرب حسب الإمكانية والنشاط في ذلك اليوم ثم أعود للمنزل حسب الوقت إن كان بعد العصر أفطرت في البيت ثم ذهبت لصلاة العشاء والتراويح وإن كنت قد أفطرت في الحرم أعود للمنزل لأخذ قسط من الراحة ثم أخرج للصلاة إما في مسجد الحي أو في المسجد النبوي حسب الوقت والإمكانية.

– من تفتقد في رمضان؟

– الحقيقة أفتقد كثيرين لعل أبي وأمي رحمهما الله أهم من أفتقد في رمضان ولكن العزاء في كرم الله سبحانه الذي جعل البر ممتداً بعد مماتهما، أسال الله أن يجمعنا بهم (في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر).

كما أن لي الكثير من الأصدقاء والزملاء والإخوة الذين أفتقدهم في هذا الشهر الكريم فرحمة الله عليهم أجمعين.

لا أشاهد المسلسلات

– ما برنامجك التلفزيوني المفضّل؟

– لم أعد أهتم لمشاهدة التلفاز كالسابق فشهر رمضان له خصوصيته وله طقوسه، كما ذكرت لك من قبل، كما أن البرامج والمسلسلات التي تعرض في القنوات الآن في مجملها لا تصلح للمشاهدة.

– كم ساعة تقرأ وما أبرز الكتب المفضّلة؟

– في السابق كنت أقرأ بنهم أما الآن فبالكاد أقرأ كتابا أو كتابين في الشهر فبعد ظهور برامج التواصل الاجتماعي وما يتبعها من تطبيقات لم نعد نقرأ إلا أن للقراءة في رمضان نكهة ومذاقا مختلفا فرمضان شهر القرآن قراءة وحفظا ومراجعة وشهر الكتب الصحاح وقراءة السيرة النبوية ومدارستها مع الأولاد وكتب التاريخ والسير، كما أن للمسابقات الثقافية متعتها وروعتها في رمضان.

– عادة رمضانية تتمنى عودتها؟

– العادات الرمضانية كثيرة ومتعددة ولكل زمان ومكان عاداته التي تميزه، لكني لم أعد مهتماً كالسابق إلا أن أكثر ما أتمنى عودته هو الاجتماعات الأسرية التي بتنا نفتقدها بمرور الوقت وبموت كبار السن.

القراءة الحرة

– دعاء رمضاني لا تمل من تكراره؟

– الأدعية التي أحبها كثيرة ولعل أكثر ما يجب علينا تكراره هو ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) وكان أكثر ما يدعو به في رمضان وخصوصاً في العشرة الأواخر من رمضان (اللهم أنك عفو تحب العفو فاعفو عنا).

– كاتب تحب تقرأ له؟

– الكتاب الذين أقرا لهم كثر غير أني أحرص على قراءة الكتب بغض النظر عن مؤلفيها فالقراءة الحرة والمتنوعة هي التي تفتح الآفاق والأعماق.

– قارئ تؤثر سماع تلاوته؟

– كثيرون هم القراء الذين أحبهم وأتابعهم. فأئمة الحرمين أكثر من أستمع إليه الشيخ عبدالله خياط والشيخ ماهر المعيقلي والشيخ ياسر الدوسري وعبدالله عواد الجهني وبندر بليلة وفي المسجد النبوي الثبيتي والقاسم والبدير، كما أحب صوت سعد الغامدي وخالد الجليل وأحمد الحذيفي، ومن القراء العرب أحب صوت المنشاوي وعمر القزابري وهشام الهزار وغيرهم كثير.

Trending

Exit mobile version