تزايدت الصراعات والتهديدات وتبادل الاتهامات بين قيادات مليشيا الحوثي، حتى وصلت إلى حد التصفية الداخلية، إذ اغتال مسلحون مجهولون القيادي الحوثي أبو فضل الحنمي واثنين من مرافقيه في شارع المطار شمال العاصمة اليمنية، وسط ظروف غامضة. وأفادت مصادر إعلامية يمنية، أمس (الأحد)، أن الحنمي أحد أكبر القيادات الحوثية في مديرية بني حشيش شرق صنعاء وأحد المتورطين في تجنيد الآلاف من أبناء القبائل الذين صنفت مديريتهم كأكبر مديرية في عدد قتلى المليشيا. ولفتت المصادر إلى أن الحنمي اغتيل في جولة الجمنة على طريق المطار ولاذ المهاجمون بالفرار، وكشفت أن أصابع الاتهام تتجه نحو الأمن الوقائي الحوثي، الذي يشرف عليه وزير الداخلية في حكومة الانقلاب عبدالكريم الحوثي الذي يقود جناحا لتصفية القيادات التي لا تنتمي إلى محافظة صعدة، ويصفونهم عنصرياً بـ«الزنابيل».وأفصحت أن الحنمي محسوب على جناح رئيس المجلس السياسي الانقلابي مهدي المشاط ومدير مكتبه أحمد الحامد، مؤكدة أن جناح صعدة (الجناح الإيراني) المسيطر على الأجهزة الاستخباراتية والأمنية الحوثية يتولى عملية التصفية لخصومه، ويمارس عملية سرقة ممنهجة للمؤسسات الحكومية، وآخرها تهريب الاتصالات الدولية استغلالاً للفساد داخل حكومة الانقلاب. في غضون ذلك، اتهم تقرير شركة الاتصالات اليمنية الحكومية «تيليمن» جهاز الأمن الوقائي الحوثي بتهريب المكالمات الدولية عبر شبكة الهاتف الثابت التابعة للشركة بالتعاون مع قيادات حوثية داخل الشركة، موضحاً أنه لوحظ انخفاض مستوى الحركة الدولية الواردة بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة، وعند تقصي الأسباب والفحص تبين أن عدداً كبيراً من المكالمات الدولية يتم تمريرها بطريقة غير قانونية.
وذكر التقرير عن شهر مارس الماضي، أن عملية التهريب تتم عبر منظومة تابعة لجهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثي باستخدام عدد كبير من قنوات الهاتف الثابت، والتي تصل إلى 630 قناة، مستغلين الربط بين جهاز الأمن القومي وشركات الاتصالات لأجل التنصت، ويمررون عبره الاتصالات. وحذر من أن هذه العملية تؤثر على علاقة الشركة بشركاء العمل الدوليين ما قد يترتب عليه تجميد الأرصدة والمستحقات البالغة نحو 180 مليون دولار سنويا.