Connect with us

السياسة

صديق الدهبي: العِلْم يرسّخ فكرة ما بعد الإنسان بتجاوزه المتخيّل

أكد الباحث المغاربي صديق الدهبي، أن التوق نحو الآفاق الرحبة والواسعة، ليس جديداً في عُرف البشر، ولا أمراً جديداً

image

أكد الباحث المغاربي صديق الدهبي، أن التوق نحو الآفاق الرحبة والواسعة، ليس جديداً في عُرف البشر، ولا أمراً جديداً يجري الحديث عنه لأول مرة في دروس التاريخ، وتطلعات الحضارات ومطامح الأجداد والأحفاد، وإنما هو دوماً على رأس مطالب الوضع البشري، وهواجس العلماء والباحثين وطموحاتهم، ومبتغى الإنسانية الراغبة دوماً في طي صفحات الموجود وتغييرها بما يثير الدهشة والإبهار، والشوق والميل لكل جديد، ورغبة كشف ما يُبرز حالة العظمة ولا محدودية العقل البشري في صناعة التطور.

ولفت إلى أن هوس الذهاب بعيداً في رؤية مستقبل البشرية من منظورات لا تقيم حدوداً للتخيل والإبداع، في «الزمن المعاصر» أكثر من غيره في باقي الأزمنة والحضارات، لاعتبارات عدة منها، الثقة الزائدة في العلم ومنجزاته، وفي ما أثبته العقل البشري بشأن قدرته على طرق أبواب العوالم اللامتناهية. وتساءل: هل تكون فكرة «ما بعد الإنسانية» و«الثورة الإحيائية المعاصرة» الحاملة لعقيدة «موت الموت» هي مدى هذا التوق الأخير؟ أم بمقدور المقاومة الإتيقية فرملة هذا النهم البشري وخلق الانسجام المطلوب بين الإنسان والإنسان؟

ويرى أنّ من إحراجات هذه النقلة، امتدادات المفاهيم السالفة على معاني الهوية والوجود والطبيعة الإنسانية والوضع البشري، ذلك أن مسايرة المد العلمي للبحوث المتعلقة بالتكنولوجيا الإحيائية، وما يجري تحقيقه من نتائج كانت إلى وقت قريب موضوعة في خانة «الاستحالة المعرفية»، انتهى إلى شرخ عميق في التعاطي مع سيد الأسئلة، ونقصد طبعاً «الهوية»، بداية من محددها الأول المتعلق بـ«الجسد»، الذي صار أمر تغييره وتحسينه وتبديل أجزائه/‏أعضائه أمراً متاحاً وميسراً، إلى درجة احتمال وأد «وجوده» الذي صار مجرد احتمال من ضمن احتمالات أخرى كثيرة ممكنة، عقب إمكان تجنب فعل الإنجاب في حال ثبت وجود تشوهات خلقية، أو الأسئلة المتعلقة بالفعل الجراحي، وموضوع نقل الأعضاء وزرعها، وما ارتبط بها من عمليات التجميل والتحسين والتطوير، التي تنتهي إلى تشكيل إنسان «منزوع الهوية، أقرب ما يكون أجنبياً عن ذاته، مع هذا الدخيل من الأعضاء على جسده الأصلي»، مؤكدا أن ما يأتي يثير جدلاً متعلقاً بمطلب «القابلية للاكتمال»، ولهفة الحصول على «إكسير الخلود» من خلال التوق إلى مرحلة «موت الموت» وإبطال مفعولات المرض والشيخوخة والتعب والإرهاق والمعاناة، وما تعلق بها من أحلام وأمان بشرية، تريد حسم سؤال النهايات أياً كانت طبيعتها أو شكلها، أمام ثقل نزوة البقاء ورغبات الاستمرارية والخلود، ليس بمعانيه المتعلقة بزمن الأنوار، إذ إن التطلع إلى تحقيق الاكتمال بدلالاته الأخلاقية والسياسية التي ربما جسد روحها العامة، وإنما بمعانيه المتصلة بالاستبدال الجيني والوراثي، الذي يحيل إلى «التكييف البيولوجي»، والانتقال إلى ما يسميه «فوكوياما» مرحلة النظر إلى الإنسان بيولوجياً كمنتوج لتركيب الخلايا، وباختصار، الانتقال إلى الاكتمال في معاني مغايرة ترد ضمن مجال المعرفة البيولوجية، لتعني خلق تحول وتغيير في الإنسان.

وعدّ من الإحراجات التي تثيرها هذه النقلة طي المسافات أكثر، والاقتراب تدريجياً من «شبح ما بعد الإنسانية»، والتأكد من أن مكمن خطورتها، ليس فقط في احتمال تحققها من عدمه، بل في كم الأسئلة التي تثيرها حتى وهي موضوعة في خانة «اليوتوبيا البيولوجية»، وفي ما يعقبها من «خوف» على مصير الإنسانية الجديدة المُتَخيَّلة، وحالة «السخرية» الناشئة عن احتمال حدوث هذه النقلة فعلياً، ثم إن هذه النقلة هي «شبح»، من حيث كونها تثير نقاشا أيديولوجياً ولاهوتياً وسياسياً واجتماعياً، فهي من الناحية السياسية والإيديولوجية، تقدم نفسها بديلاً لأيديولوجيات التقدم وتغيير الواقع، كما هو شأن «الإيديولوجيات الشمولية»، وهي أيضاً تثير جدلاً لاهوتياً عميقاً، حين تقدم نفسها على هيئة كوبرنيكية جديدة، وهي تقتحم أسئلة الخير والشر وربما الحلال والحرام، ومن شأنها اجتماعياً أن تتحول إلى أداة تفسير جديدة لمنظومات التنشئة التقليدية، ما يعني في النهاية أنها تحولات بنيوية وشاملة، وتقترح نفسها كبراديغم مستقل، يتشكل من مبادئ مغايرة، أهمها أن الإنسان ليس إلا «حزمة جينات» وأنه لم يبقَ هناك أي ممانعة ممكنة باستثناء الانخراط في رؤية تستضيف الأمل بموضوعية، وتتبنى رهان «العودة نحو الإنسان».

وذهب إلى إمكانية التعامل مع هذه النقلة، وفق أخلاقيات المسؤولية ومبدأ الحذر، وما يرتبط بهذه المطالب من جسور إنسانية وأخلاقية، يمكنها أن تكون بالفعل، واقياً متيناً من مطبات النهم اللامحدود للمعرفة، والعشق الزائد لنظريات «التنبؤ»، مشيراً إلى أهمية التمسك بمجموع الدوافع الأخلاقية، التي تقيم وزناً لإنسانية الإنسان، والتي يجري تصويبها وترتيبها في نظريات وأطروحات إتيقية، تكون إما باسم المناقشة أو المواطنة أو المسؤولية أو الحذر أو الخصوصية، وتطبيق مبدأ «هانس جوناس»، في حديثه عن واجب الامتناع عن الأفعال التي لا يجب علينا فعلها على الإطلاق، ويبدو أشبه ما يكون بالشرط الأخلاقي الذي شيده «كانط» جواباً عن سؤال: ما الذي ينبغي علينا فعله؟ في سياق تحديد الأرضية الأخلاقية للعيش بالمعية، إلا أنّ، الأمر أشبه بسؤال وجودي، عما ينبغي علينا بالضرورة فعله للبقاء والاستمرارية لا مجرد العيش بالمعيّة.

أخبار ذات صلة

السياسة

شكر ولي العهد على جهوده.. الشرع: رفع العقوبات يفتح صفحة جديدة في سورية

بعد الاجتماع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في حضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الرياض، وجه الرئيس السوري

بعد الاجتماع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في حضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الرياض، وجه الرئيس السوري أحمد الشرع الشكر لولي العهد على جهوده في رفع العوبات عن سورية.

وأكد الشرع في بيان، اليوم (الأربعاء)، أن قرار ترمب رفع العقوبات عن سورية سيسهم في تحقيق الأمن والاستقرار. وقال إن هذا القرار سيفتح صفحة جديدة لإعادة بناء البلاد.

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية السورية في بيان نشرته عبر حسابها في «إكس» أن لقاء الشرع وترمب في الرياض تناول مكافحة الإرهاب، والقضاء على المليشيات الأجنبية، وعلى تنظيم داعش، والتنظيمات الأخرى.

فيما وصف وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الاجتماع بين ترمب والشرع بأنه إنجاز للشعب السوري. وقال في منشور عبر منصة «إكس»: «نشارك هذا الإنجاز شعبنا السوري الذي ضحى لأجل إعادة سورية إلى مكانتها التي تستحق، والآن بدأ العمل نحو سورية العظيمة».

واجتمع الرئيس الأمريكي بالرئيس السوري في الرياض بحضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وأظهرت صور نشرتها وكالة «واس» اللقاء الذي تم بينهم قبل بدء القمة الخليجية الأمريكية. وأفادت «واس» بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شارك في اللقاء هاتفياً.

أخبار ذات صلة

Continue Reading

السياسة

نائب رئيس الوزراء العماني: نأمل أن يؤدي نهج ترمب لحل الأزمة الفلسطينية

عبر نائب رئيس الوزراء العماني أسعد بن طارق عن قلق بلاده إزاء الأزمة الإنسانية في غزة، مثمناً الدور البناء للرئيس

عبر نائب رئيس الوزراء العماني أسعد بن طارق عن قلق بلاده إزاء الأزمة الإنسانية في غزة، مثمناً الدور البناء للرئيس الأمريكي دونالد ترمب في اليمن وعودة الملاحة البحرية، بجانب تشجيع بلاده للأجواء الإيجابية للحوار بين أمريكا وإيران. ونوه في كلمته أمام القمة الخليجية الأمريكية بأن سياسة الرئيس ترمب الدبلوماسية تسهم في تشجيع الحوار البناء.

ووصف العلاقات الخليجية الأمريكية بأنها تاريخية، وتهدف لترسيخ الازدهار، والعمل على حل الأزمات الإقليمية والدولية.

وقال: «نرحب بنهج الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي يعتمد على المفاوضات والصفقات، وتجنب التصعيد، ونأمل أن يؤدي هذا إلى حل الأزمة الفلسطينية وإنهاء هذا الصراع طويل الأمد».

وأعرب عن قلق بلاده البالغ من الأزمة الإنسانية في غزة المستمرة منذ عقود؛ بسبب الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني، وفي ظل العجز الدولي عن إيجاد حل.

وأضاف: «ومع ذلك لدينا تفاؤل بما بذله ترمب من جهود لإنهاء هذا النزاع، ومنها نجاحه في وقف إطلاق النار في اليمن، ما يمهد الطريق لحل شامل ودائم للأزمة اليمنية». وأعرب عن أمله في الوصول إلى اتفاق بين أمريكا وإيران، بما يعود على المنطقة بالخير والاستقرار.

وقال المسؤول العماني: «نجتمع اليوم في لحظة فارقة نأمل في أن تسهم في تشكيل ملامح أفضل لمنطقة الشرق الأوسط».

أخبار ذات صلة

Continue Reading

السياسة

ولي العهد: حريصون على التعاون مع أمريكا لاستقرار المنطقة

أكد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان حرص المملكة العربية السعودية على استمرار التعاون والتنسيق

أكد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان حرص المملكة العربية السعودية على استمرار التعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية من أجل استقرار المنطقة، مرحباً بوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، آملاً أن يسهم ذلك في احتواء التصعيد، وعودة الهدوء.

وأشاد ولي العهد خلال ترؤسه أعمال ⁧القمة الخليجية الأمريكية⁩ في الرياض اليوم (الأربعاء) بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب رفع العقوبات عن سورية، مؤكداً على وحدة أراضيها، قائلاً: «قمتنا على استمرار التعاون والتنسيق تجاه القضايا الإقليمية والدولية، والتي تهدف إلى إرساء الأمن في المنطقة، نتطلع إلى أن تسهم هذه القمة لتحقيق مستهدفاتها المشتركة بما يحقق مصالح النمو والرخاء لمنطقتنا، هذه القمة تأتي امتداداً للعلاقة الاستراتيجية التي تربطنا بالولايات المتحدة وتعكس حرصنا على العمل الجماعي لتعزيز علاقاتنا وتطويرها لتلبي تطلعات دولنا وشعوبنا. حريصون على استمرار التعاون والتنسيق مع أمريكا من أجل استقرار المنطقة».

وأعرب الأمير محمد بن سلمان عن استعداد المملكة لمواصلة الجهود للمساعدة في حل الأزمة الأوكرانية، مؤكداً وقوفها مع استقرار لبنان، ومطالباً بوقف النار في السودان.

وأكد ولي العهد العمل على وجود حل سياسي في اليمن، وتشجيع الحوار بين الأطراف اليمنية، والسعي بالتعاون مع أمريكا لوقف التصعيد في غزة، مضيفاً: «ندرك حجم التحديات التي تواجهنا في المنطقة».

أخبار ذات صلة

وأشار إلى أن الولايات المتحدة هي شريك تجاري أساسي، وحجم التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة في عام 2024 قرابة 120 مليار دولار.

وكان قادة دول الخليج وممثلوهم وصلوا إلى الرياض للمشاركة في القمة الخليجية الأمريكية، بعد يوم حافل في العاصمة السعودية، زاخر بالمباحثات وتوقيع الاتفاقيات بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

Continue Reading

Trending

جميع الحقوق محفوظة لدى أخبار السعودية © 2022 .