للمرة الثانية خلال 48 ساعة أعلنت روسيا سحب دبابات من قرب الحدود، وقاذفات من شبه جزيرة القرم لتعود إلى ثكناتها، على وقع مخاوف غربية من غزو محتمل لأوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان اليوم (الجمعة ): عاد قطار عسكري آخر يحمل عديدا وعتادا تابعين لوحدات سلاح المدرعات من إقليم الغرب العسكري إلى قواعده الدائمة في نيجني نوفغورود على بعد أكثر من ألف كيلومتر من أوكرانيا. وأضافت أن هذه القوات عادت إلى ثكناتها بعدما أنهت تمارين مخططا لها.
وأعلن الناطق باسم الأسطول الروسي أليكسي روليف الذي أوردت وكالة انترفاكس للأنباء تصريحاته، أن 6 طائرات قاذفة من طراز سوخوي-24 غادرت شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، متوجهة إلى مطارات أخرى على الأراضي الروسية في إطار تمارين عسكرية أيضا.
وكانت موسكو أعلنت، أمس (الخميس)، انسحابات جديدة من شبه جزيرة القرم وغيرها من المناطق الحدودية المحاذية للأراضي الأوكرانية.
إلا أن تلك التصريحات قوبلت بتشكيك واسع من الدول الغربية خصوصا من قبل حلف شمال الأطلسي الذي أعلن أن صور الأقمار الصناعية التي لا تزال تؤكد وجود الحشود العسكرية الروسية على حالها، لا تكذب، فيما وصفت الولايات المتحدة الادعاءات الروسية بالانسحاب من الحدود بأنها تهدف إلى التضليل.
وأكد أربعة مسؤولين أمريكيين أن واشنطن حصلت على معلومات استخباراتية تفيد بأن الانسحاب العسكري الروسي المعلن كان خدعة متعمدة لتضليل الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى. وأفادت وسائل إعلام أمريكية بأن القوات الروسية مستمرة في الحشد بالقرب من الحدود.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، في تصريحات اليوم (الجمعة)، أن الأنباء عن انسحاب روسي جديد من الحدود جيدة لكنها غير مؤكدة، معتبرا أن هناك فرقا بين الأقوال والأفعال.
وسارعت روسيا إلى الرد على حملة التشكيك، وسخرت وزارة الخارجية من اعتماد واشنطن على معلومات وتقارير استخباراتها حول الغزو المزعوم لأوكرانيا ـ معتبرة أنه يؤكد فشل تلك الاستخبارات.
في غضون ذلك، واصلت القوات الروسية التدريبات العسكرية في بيلاروسيا والمقرر أن تنتهي (الأحد)، التي يسهل الوصول إليها من الحدود الأوكرانية والتي يخشى مسؤولو المخابرات الأمريكية أن توفر غطاءً لأي غزو وشيك.