مع قرب انتهاء الأسبوع الرابع للحرب الروسية الأوكرانية، فقدت كييف السيطرة على ميناء ماريوبول الاستراتيجي بعد أسابيع من الحصار، وهكذا لم يعد أمام أوكرانيا منفذ على بحر آزوف جنوباً. فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم (السبت)، تدمير مراكز الاستطلاع اللاسلكي التابعة للقوات الأوكرانية قرب ميناء أوديسا المطل على البحر الأسود جنوب غرب البلاد. وأفاد حاكم إقليم لوغانسك في الشرق الأوكراني، بأنه تم فتح ممر إنساني لإجلاء المدنيين العالقين في المنطقة.
وفي العاصمة، حفرت القوات الروسية من جديد خنادق وأقامت سواتر ترابية لإخفاء وحماية آلياتها العسكرية المنتشرة منذ مدة في محيط كييف. وعززت تواجدها في أقصى الشمال الغربي حيث شوهدت معدات عسكرية روسية إضافية في قريتي زدفيجيفكا وبيريستانكا. فيما أعلنت السلطات المحلية في كييف أن 222 شخصاً قتلوا في العاصمة منذ 24 فبراير، و 112 طفلاً في عموم البلاد.
بالتزامن مع ذلك، تتواصل الإمدادات العسكرية إلى القوات الأوكرانية عبر بولندا، وهدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس (الجمعة)، باستهداف أي خطوط إمداد أو مسيرات تنقل أسلحة لكييف، محذراً من أنها ستكون هدفاً مشروعاً لقوات بلاده.
سياسياً، لا تزال المفاوضات بين موسكو وكييف متعثرة ومعقدة. إذ تتمسك أوكرانيا بشروطها ومن ضمنها انسحاب القوات الروسية والسيادة على أراضيها، في حين تصر موسكو على مطلب حياد أوكرانيا، وعدم انضمامها إلى تحالفات غربية، ونزع سلاحها وتخفيض عدد قواتها.
وفيما يتعلق بأزمة النازحين فقد بلع عددهم داخلياً جراء القتال، بحسب أرقام الأمم المتحدة اليوم نحو 6 ملايين ونصف المليون شخص، أي ما يقارب ضعف عدد الذين تمكنوا من الفرار إلى دول الجوار. وكان 3.3 مليون لاجئ دخلوا أراضي الاتحاد الأوروبي بشكل أساسي، خلال الأسابيع الأربعة الماضية.