رمضان في حائل بانوراما مكان، سكان، قصص، حكايات، فعادات رمضان فريدة ومختلفة ، إذ اجتهد سكان حائل في إبداع ما يتناسب مع قدسيته وتأقلموا مع أجوائه من خلال عادات اختلفت من منطقة إلى أخرى، لكنها احتفظت بقواسم مشتركة؛ كون حائل مفتاح الصحراء والمعبر الرئيسي للمتجهين شمالا أو جنوبا في شبه الجزيرة العربية، لذلك كانت مهوى أفئدة الرحالة الغربيين قديما، حين يمتزج عبق الدين بعبق التاريخ فإننا أمام شهر فضيل في رائحة أحياء من أوائل أحياء العالم العربي ومن المعالم السياحية الثقافية والتي تحاكي قصة الماضي التليد.
وعلى موائد أبناء حاتم الطائي ما بين أحياء العرب من برزان ومسمر ولبدة وسرحة ومغيضة والعليا والحدريين وعفنان تعج المنازل بالعديد من الأكلات التي تناقلتها مطابخ دول متعددة، وصولا للمطابخ العربية في بريطانيا، وهي الأكلات التي اعتادوا عليها، فالهريسة من حب القمح الصلب وتطبخ مع السمن واللبن وقطع اللحم والبهارات، الأفاوية من الأكلات الرمضانية التي تقدم من بادية حائل وكذلك الجريش وهي من حب القمح الصلب المهروس، ثم المجروش، يطبخ مع ما تراه المرأة الحائلية التي تنفرد بخصوصية عالية في مطبخها وقدرتها على ابتكار البهارات الخاصة، أيضا الكبيبا الحائلية، فهي مكون رئيسي من رائحة رمضان لقلب المدينة، لكن الثريد أو المثرود في رمضان الأكثر وجودا على مائدة البادية وهي من الأكلات الشعبية المعروفة وكذلك الحنينة.
وفي السوق النسائي الحائلي وعلى محلات المأكولات الشعبية تتعالى أصوات البائعات بكلمة «رمضان مبارك يا بعد حيي»، وفيها الأطباق الحائلية الخاصة منها الشوفان بالكمأ وشوفان الحمام وتعدد الأطباق.