داء الملوك أو النقرس أو داء المفاصل، وهو نوع من أنواع التهاب المفاصل، يسبب نوبات مفاجئة من الألم الشديد، واحمرارًا، وتورمًا في المفاصل، إذ يؤدي تراكم بلورات حمض اليوريك في أجزاء مختلفة من الجسم إلى أعراض النقرس، مثل تكوين حصيات الكلى، ومشكلات أخرى بها. ويُعد مرض النقرس مرضًا معقدًا؛ فهناك عدة عوامل قد تؤدي دورًا في الإصابة به، والهدف من علاج نوبات النقرس هو تقليل الألم، والالتهابات، وتقليل حدوث المضاعفات، وهو أحد أشكال التهاب المفاصل، ترتفع فيه نسبة حمض اليوريك (حمض البول) في الدم، ما يسبب آلامًا شديدة في المفصل، وقد يصاحب هذا الالتهاب تورم، واحمرار، وارتفاع في درجة حرارة الجسم، ويتطور المرض -عامة- في الرجال البالغين الذين تراوح أعمارهم بين 30 و45 عامًا، وعند النساء بعد سن الـ55. والنقرس مرض شائع في الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا بغض النظر عن الجنس، وهو نادر الحدوث عند الأطفال.
أعراض حادة وجانبية
في المرحلة الأولى من الإصابة بمرض النقرس، يبدأ ارتفاع مستوى حمض اليوريك (حمض البول)، دون أعراض جانبية، وفي المرحلة الثانية، يواجه المصاب نوبات النقرس الحادة، وقد تستمر لعدة أيام، وفي المرحلة الثالثة، يواجه المصاب أعراض النقرس الحادة في فترة بين النوبات، وعادة ما تستمر لأشهر، أو عدة سنوات، وفي المرحلة الأخيرة، وعند عدم تلقي العلاج المناسب، تتطور الحالة إلى النقرس المزمن.
ويُعد مرض النقرس مرضًا معقدًا، فهناك عدة عوامل قد تؤدي دورًا في الإصابة به، مثل السمنة المفرطة، عوامل جينية، بعض الحالات الصحية التي تكون فيها نسبة حمض اليوريك مرتفعة، مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، وأمراض القلب.
وكذلك بعض الأدوية التي تزيد من ارتفاع نسبة حمض اليوريك، مثل الأدوية المدرة للبول، فهو مرض شائع بين الرجال دون سن الستين، أكثر من النساء، إضافة إلى اللحوم الحمراء، والمحار، وبعض أنواع الأطعمة الغنية بالبروتين التي تزيد من ارتفاع نسبة حمض اليوريك، المشروبات الغازية، إصابات المفاصل، العدوى بعد الخضوع لعملية، العلاج الكيميائي، الجفاف، وعدم شرب كمية كافية من السوائل، مرض الكلى المزمن، الإفراط في تناول الطعام، أو الصوم لفترة طويلة.
كما أن هناك عوامل خطورة تؤدي إلى تكرار الإصابة بالنقرس، هي حدوث إصابة، أو إجراء عملية جراحية حديثة، الصوم، تناول الكحول، الإفراط في تناول الطعام، الجفاف، تناول الأدوية التي تحدث تغيرات مفاجئة في مستويات البول في الدم.
نوبات مفاجئة والتهابات مفاصل
من جهته، يقول استشاري الطب الأسري الدكتور أشرف أمير إن الأعراض التي يسببها هذا المرض، هي توهجات النقرس، وتسمى أيضًا نوبات النقرس، وهي نوبات مفاجئة من آلام المفاصل الحادة، وعادة ما يحدث خلالها احمرار، وتورم، والشعور بتوهج المفصل، وعلى الرغم من أن نوبة النقرس تؤثر عادة في مفصل واحد، إلا أن بعض الناس يصابون بالتهابات في عدة مفاصل في الوقت نفسه، وتبدأ النوبات غالبًا في أثناء الليل، وخلال ساعات الصباح الباكر أكثر من النهار، ولكنها يمكن أن تحدث في أي وقت، وعادة ما يصل الألم، والالتهاب إلى ذروتهما خلال 12 إلى 24 ساعة، وتتحسن حالة المريض في غضون بضعة أيام إلى عدة أسابيع، حتى لو لم يتم علاج المرض.
وأضاف الدكتور أشرف أن الأشخاص الذين لديهم نوبات النقرس المتكررة، أو فرط حمض يوريك الدم المستمر لسنوات عديدة، يمكن أن يصابوا بالنقرس الحصوي، ويصف هذا المصطلح تراكم أعداد كبيرة من بلورات اليورات في هيئة تكتلات، أو حصيات، قد تسبب تآكل العظم، وفي النهاية تلف المفاصل وتشوهها، ويُطلق عليه اعتلال المفاصل النقرسي.
كما تسبب بعض الأمراض التهاب المفاصل وآلامها، ويتم تشخيص الإصابة بالنقرس إذا عانى الشخص نوبة، أو أكثر من نوبات آلام المفاصل الحادة، تليها فترة لا توجد فيها أعراض، مع فرط مستمر في حمض يوريك الدم. ويتم التشخيص بوساطة التاريخ المرضي وتحليل الدم والفحص السريري.
وتم إجراء تصوير بالأشعة السينية، أو الأشعة المقطعية، أو الموجات الصوتية، أو الرنين المغناطيسي؛ للكشف عن الأنسجة والعظام.
وأفضل طريقة لتشخيص النقرس هي فحص السائل المسبب لتورم المفصل المصاب (السائل الزليلي) تحت المجهر؛ للبحث عن بلورات حمض اليوريك، كما أن شدة الألم، وطول مدة النوبة، وحالة المفاصل المصابة هي أكثر التفاصيل التي يركز عليها الطبيب في التشخيص.
العلاج الوقاية والنمط الصحي
يهدف علاج نوبات النقرس إلى تقليل حدة الألم والالتهابات، وتقليل حدوث المضاعفات بسرعة وأمان، وعادة ما يكون هذا العلاج قصير الأجل، ويقتصر على مدة التوهج، ويعتمد تحديد الأدوية التي يجب استخدامها على عدة عوامل، مثل خطر النزيف، وصحة الكلى، والتاريخ المرضي للإصابة بقرحة في المعدة، أو في الأمعاء الدقيقة.
تُعد الأدوية المضادة للالتهابات، أفضل علاج لنوبات النقرس، وتكون هذه الأدوية أكثر فاعلية عندما يبدأ استخدامها في وقت مبكر من حدوث النوبة. وتعمل هذه الأدوية على الحد من التورم في المفصل، وعند وجود تاريخ مرضي للإصابة بالنقرس، فيمكن أن يصف الطبيب دواء في حالة حدوث التوهج، والعلاج المبكر مهم في تقليل الفترة التي يستغرقها الألم، وتقليل شدة التوهج ومدته.
كما أن العلاج الوقائي يهدف إلى منع، أو الحد من حدوث نوبات النقرس. ويوصف العلاج – عادة – بوساطة الطبيب، ويؤخذ يوميًّا بجرعات قليلة؛ لتجنب الآثار الجانبية المعدية المعوية.
يُعد اتباع نمط الحياة الصحية جزءًا رئيسًا في خطة العلاج، والوقاية من مرض النقرس ويشمل الغذاء الصحي، وتناول الأطعمة الصحية التي تساعد في تقليل مستوى حمض اليوريك في الدم، وممارسة النشاط البدني والبدء في خسارة الوزن الزائد، يساعد على التقليل من حمض اليوريك (حمض البول)، ويقي من الإصابة بالنقرس.