لم يبرح صوت القارئ الراحل محمد أيوب على مقام الرصد، جنبات المسجد النبوي طابعاً بصمته عذوبةً وسكينة، ولم يغب عن أذهان وقلوب أهالي المدينة ومحبي تلاوات المسجد النبوي إثر سماعهم الأول لتلاوة ألحانه السماوية، منذ ٣٠ عامًا أن لامس صدى صوته شغاف قلوب ملياري مسلم.
بدأ أيوب إمامته في صلاة التراويح بالمسجد النبوي الشريف في عام ١٤١٠ هـ لأول مرة.
الشيخ محمد أيوب ولد في عام ١٣٧٢ هـ وقضى ٦٤ عامًا ملازمًا للقرآن الكريم وأهله، إذ حفظ القرآن الكريم قبل سن البلوغ، بمسقط رأسه مكة المكرمة، قبل أن يلتحق بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة طالبًا ثم أكاديميًا، إثر منحه الدكتوراه في عام ١٤٠٨هـ.
وعُرف الشيخ محمد أيوب بعذوبة صوته وسهولة تنقله من مقام إلى آخر دون تكلّفٍ أو صعوبة، كما اشتُهر بحبه لمقام البيات في بداياته في الإمامة بالمسجد النبوي والتنقل منه إلى السيكا أو الرست أحيانًا ثم العودة إليه، وما زال بعض الأئمة في العالمين العربي والإسلامي يُحاكون قراءاته في التسعينات الميلادية حتى وقتنا الحالي.
يُشار إلى أن الشيخ محمد أيوب صلى بالناس إمامًا للتراويح والقيام منذ عام ١٤١٠ هـ حتى عام ١٤١٧ هـ، بعد أن كان إمامًا لمسجد قباء، ثم عاد إلى مسجد قباء إمامًا للتراويح والقيام، قبل أن يصدر أمرٌ ملكي بإعادته لمحراب المسجد النبوي في عام ١٤٣٦هـ لتكون آخر سنة له قبل وفاته في رجب من عام ١٤٣٧هـ، ليرحل وتبقى قراءاته تتُلى شاهدةً له وعلى جمال هذا الصوت الذي صدر له أمرٌ ملكي من الملك فهد – رحمه الله – بتسجيل القرآن الكريم بصوته الشجي وتم تسجيله آنذاك بالقراءة الحجازية المكية التي تأثر بها الشيخ أيوب هي والحجازية المدنية عن طريق شيخيه زكي داغستاني – رحمه الله – في مكة وخليل الرحمن قارئ – رحمه الله – في المدينة المنورة.