في تناقض جديد يفضح نفاق ومتاجرة حماس بالقضية الفلسطينية، أصيبت الحركة «الإخوانية» بـ«الخرس» تجاه إعلان تركيا وإسرائيل تطبيع العلاقات بينهما.
لكن حماس التي دأبت على تخوين أية دولة عربية توقع اتفاق سلام مع إسرائيل، اعتبرت في بيان منسوب إليها، ولم تنفه حتى الآن، خطوة أنقرة تصب في صالح الشعب الفلسطيني، الأمر الذي ما يكشف متاجرتها الرخيصة بقضية الشعب الفلسطيني ويفضح زيف تناقضاتها الفجة وانتهازيتها، فضلاً عن مزاجية المواقف وتطويعها لمصلحتها وأهوائها الشخصية.
الحركة «الإخونجية» التي زعمت أن التطبيع العربي طعنة في ظهر الفلسطينيين، لاذت بـ «الصمت المطبق» لنحو 72 ساعة على إعلان عودة العلاقات بين تركيا وإسرائيل (الأربعاء) الماضي. هذا الموقف دفع مغرداً فلسطينياً إلى استغراب موقف الحركة بقوله: «حماس تلتزم الصمت الرسمي بشأن الإعلان عن استعادة تركيا وإسرائيل التمثيل الدبلوماسي الكامل بينهما!».
مغرد آخر اعتبر أن موقف حماس يتناغم مع مواقف «الإخوان» التي تغلب مصالح التنظيم على مصالح الوطن. ولفت إلى أن «الإخونج» وفي المقدمة حماس هاجموا دول الخليج التي وقعت اتفاقيات مع إسرائيل، إلا أنهم أصيبوا بالخرس مع إعلان تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب.
وعزا مراقب عربي مواقف حماس وتنظيمها الإخواني من الإعلان التركي الإسرائيلي، إلى «المصالح» الشخصية، وليست مصلحة القضية الفلسطينية، وقال إن تاريخ الحركة ينضح بالتناقضات والانتهازية، لافتاً إلى أنها ذهبت في بيان نسب إليها إلى تبرير الخطوة التركية مؤكدة ثبات الموقف التركي الداعم للقضية، ونبهت إلى ضرورة عدم استغلال الدول الأخرى للقرار التركي لتشريع التطبيع مع إسرائيل، زاعمة أن الظروف والمسوغات تختلف تماماً.
ورغم أن البيان المنسوب لحماس لم يتم نشره في مواقع رسمية للحركة أو محسوبة عليها، إلا أن الأمر اللافت أنها لم تسارع حتى كتابة هذه السطور إلى نفيه أو التشكيك فيه، وهو ما دفع محللاً سياسياً إلى التأكيد على أن سكوتها على مثل هذا البيان دليل على موافقتها ورضاها عنه، إذ إنه في رأيه يعبر صراحة عن مواقف الحركة الفلسطينية، طالما كان التطبيع بعيداً عن الدول العربية.
يأتي هذا فيما لا تزال الحركة تلوذ بصمت مطبق سواء حول إعلان تركيا وإسرائيل تطبيع العلاقات أو حول صحة بيان الترحيب بتطبيع تلك العلاقات المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي.