قضى 10 أشخاص في الحرائق التي اندلعت قبل أيام في أجزاء واسعة من مدينة لوس أنجلوس وأتت على ما لا يقل عن 10 آلاف مبنى وأجبرت أكثر من 130 ألف شخص على الفرار من منازلهم، وقدرت خسائرها الأولية بنحو 50 مليار دولار.
وواصلت سلسلة من 5 حرائق هائلة توسعها، وتسببت في تدمير المزيد من المنازل والمركبات وإجلاء عشرات الآلاف، وبقي الحريقان الرئيسيان المستعران في المدينة خارجين عن السيطرة حتى يوم أمسِ (الخميس).
ويكافح رجال الإطفاء في ولاية كاليفورنيا للسيطرة على الحرائق بعد أن هدأت الرياح العاتية التي كانت تحرك النيران وتؤدي إلى عمليات إخلاء فوضوية، في وقت حذر خبراء الأرصاد الجوية من أن الخطر سيستمر حتى (الجمعة).
وحتى يوم أمس، لم تتم السيطرة على الحريق في حي باسيفيك باليسايدس الراقي، حيث منازل أصحاب الملايين والمشاهير، الواقع بين ماليبو وسانتا مونيكا، رغم إرسال تعزيزات شملت مروحيات عملت لرش المياه.
واندلع الحريق الثلاثاء الماضي على تلال حي باسيفيك باليسايدس الذي يضم كثيرا من المنازل التي يقدر ثمنها بملايين الدولارات. والتهمت الحرائق نحو 6500 هكتار وأكثر من ألف عمارة.
وامتدت النيران في تلال هوليود، على بعد مئات الأمتار من جادة هوليود بوليفارد ومسرح «تشاينيز ثياتر» الشهير، إلا أنه تمت السيطرة على الحريق في التلال وتم رفع أمر الإخلاء، وفقا للسلطات المحلية.
وأدت الحرائق المستعرة إلى توقف تصوير أفلام ومسلسلات عدة في هوليود في حين أغلق متنزه «يونيفرسال ستوديوز» الترفيهي في المدينة، وأرجئ إعلان الترشيحات لجوائز الأوسكار إلى 19 يناير بدلا من 17.
وتعد أسوأ حرائق غابات في تاريخ لوس أنجلوس، ووصفها الرئيس جو بايدن بأنها «أكبر حرائق الغابات وأكثرها تدميرا في تاريخ كاليفورنيا»، مؤكدا أن التغير المناخي حقيقة واقعة.
وأعلن مكتب الطب الشرعي في مقاطعة لوس أنجلوس أن عدد القتلى جراء الحرائق الهائلة ارتفع إلى 10، في حين تتردد السلطات في لوس أنجلوس الكبرى حاليا في التعليق على العدد الدقيق للوفيات الناتجة عن الحرائق.
وفيما أعلنت السلطات المحلية عن تعزيزات عسكرية بنحو 400 عنصر من الحرس الوطني لمكافحة الحرائق العنيفة التي تجتاح لوس أنجلوس منذ 3 أيام، أفاد الحاكم الديمقراطي لولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم بأن أكثر من 7500 إطفائي أتى بعضهم من ولايات أخرى، يكافحون الحرائق غير المسبوقة.
وقدرت شركة «أكيو ويذر» لخدمات التنبؤ بالطقس حول العالم تكلفة الحرائق بأنها تتراوح بين 52 و57 مليار دولار.
ويعزو البعض الحرائق إلى أنها ناجمة عن تماس كهربائي، إذ تعاني كاليفورنيا من تاريخ طويل من حرائق الغابات التي أشعلتها خطوط الكهرباء في الرياح العاتية.