أضحى التوتر سمة للعصر؛ ففي كل بقعة من بقاع الأرض هناك مشكلة، وتوتر. وقد يتفاقم ذلك التوتر فيصبح مِرجلاً قابلاً للانفجار.
ففيما يدخل القتال في أوكرانيا شهره السادس، من دون ضوء يقود إلى السلام في نهاية النفق، ومن دون نهاية للمشكلات التي تسبب فيها، كأزمة نقص الطاقة في أوروبا، ونقص الغذاء في العالم؛ يتزايد التوتر بين الولايات المتحدة والصين، خصوصاً في منطقة المحيط الهادي، حيث تعتزم رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي زيارة تايوان خلال الفترة القادمة، وهو ما أثار غضب بكين، التي أعلنت تعزيز أسطولها في تلك المياه. وفيما يواصل فايروس كورونا الجديد، ممثلاً بمتفرعات أوميكرون، هجمة قاسية على الإنسانية في أرجاء العالم؛ يتزايد القلق من أن يصبح تفشي فايروس جدري القرود في العالم أزمة صحية طاحنة لا يُعرف مداها.
أمّا التوترات الناجمة عن المشكلات المزمنة في العالم، كقضية فلسطين، والنزاعات في مناطق آسيا، وأفريقيا فهي تزيد سكان تلك المناطق أسىً وبؤساً، وتُلقي مزيداً من الظلال القاتمة على حياة الشعوب. كل ذلك، وليس في العالم أداة لتجاوز تلك المشكلات سوى آلية النظام العالمي المتمثلة في الأمم المتحدة، التي أخفقت، مرة تلو مرة، في التوصل إلى حلول ناجعة، أو في فرض إرادة المجتمع الدولي على بعض أطراف تلك الأزمات. وهو ما يقود الى ضرورة إحياء أفكار إصلاح المنظومة الدولية، قبل أن تتسع الفتوق على من يحاول رتقها.